لم نُسافر طويلاً.. وما همَّنا بُعدُها عن حليب البحارْ وما كان يفصلها عن شغاف القلوبِ سوى نبضةٍ حَبَسَتْنا مع الصبرِ قبل اختلاج الحنينِ فسرنا الهوينى تُمازحنا رعشةُ الانعتاق الحميمْ على باب صنعاءَ صافَحَنا قَدرُ الليلِ هَوْناً ونادى المنادي : إليها اهرعوا نافضين القرونَ التي علقتْ بقوافلِ أجدادكمْ، وامنحوها خياراتِكم قبل فضّ الطريقِ إليها، لعلّ العبورَ إلى درب أنسابها لا يضيق عليكمْ.. ولا يستحيلْ إليها اعبروا قَلَقاً كان ينخر في جذع أنساغكم عسلَ الاندهاشْ.. إليها.. وسرنا جميعاً، ولكننا ما نزال نَهابُ الوصولْ.