متشرد على قارعة الطريق يقف طفل في السابعة ، رث الثياب ، متسخ اليدين ، حافي القدمين ، يراقب المارة بتيقظ، يعلق نظره على امرأة منقبة ، يتعقبها حتى نهاية الشارع ، يجذب عباءتها من الخلف ، تستدير إليه متوجسة ، يجد في عينيها ما كان يبحث عنه عينا امرأة تركته في ذات الشارع قبل سنوات. عقدة عندما أصبحت ثلاجة مطبخي تكتظ بالأطعمة، كنت قد اعتدت النوم وبطني خاوية. قرار عندما أضحى لدي ألف سبب للحزن ، قررت أن اعتزل البكاء ؛ فقد جفت عبراتي على ما كنت أحسبها أحزاناً. قلق لا يضايقني السير في الزحام بالقدر الذي يؤرقني السير في طريق خالِ يتعذر عليَّ سؤال أحدهم عن ساعة الوصول. اعوجاج لو لم أكن ذلك الضلع الأعوج لمارست الانحناء والانثناء حتى تعوَّج أضلاعي وتنبعج أنسجتي.. مدمن عيناه مشوشتان .. محتقنتان بالدم ، معلقتان بسقف الحجرة ، مسجياً على الأرض ، عروق يده مزرقة ، لا يزال يقبض بقوة على حقنة فارغة ، الحجرة موصدة بالمتاح، بينما أغراضه مبعثرة في كل مكان... ثمة جمجمة صناعية على سطح مكتبه ، سماعة طبية ، جهاز قياس الضغط . على الحائط صورة تذكارية لحفل تخرجه ، شاب وسيم ، عيناه صافيتان مشرقتان بالأمل والحياة. بعد أشهر قليلة من التحاقه بطاقم العمليات لسبب ما أصبح المخدر جرعة يومية يتعاطاها قبل نومه ! مصاص امتصها وامتصها حتى يستشف سقف حلقي باطن لساني ، ويغبطه على المذاق الحلو ، لا يلبث حتى ينزلق إلى مداره فيصرخ متأوهاً فقد أدرك أنها لم تكن قطعة سكر.