وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمة إلى حجاج بيت الله الحرام أمس أوضح فيها أن الديانات السماوية تجتمع على مبادىء كبرى وتشترك في قيم عظمى، تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية وتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات. وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي بثتها وكالة الأنباء السعودية: «وما هذا التجمع الإسلامي الكبير في مشاعر الله.. وهذا المشهد الإيماني إلا مظهر من مظاهر الإرادة الإلهية في توحد الأمة وتوحيدها لخالقها وتجسيد لفكرة المساواة والعدل في ظل الشرع القويم الذي رسم للبشرية قواعد الحياة الآمنة السعيدة». وأشار الملك عبدالله إلى ان الله جل وعلا أراد أن تكون هذه الفريضة السنوية ملتقى لإخوّة الإيمان أبناء الدين الواحد، تتجلى فيها وحدة الزمان والمكان والمقصد، وتترسخ فيها مفاهيم جليلة في وجدان أبناء هذه الأمة.. وقال: "في هذا المشهد العظيم ومع وحدة الزمان والمكان والمقصد تتجلى الوحدة الإسلامية وحدة متكاملة متجانسة تشمل المظهر والمخبر". ونوّه إلى أنه منذ أن منّ الله على المملكة وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين وهي تستشعر عظم الأمانة وتقدّر حجم المسؤولية في خدمة الحجاج والعمار والزوار.. وقال: ومن هذا المنطلق وفي سبيل توفير جو الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام لن نسمح لأحد بتعكير صفو هذه الشعيرة المباركة أو النيل من أمن وفود الرحمن. وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى انه تحدث للحجاج "في موسم حج سابق عن أهمية الحوار بين أتباع الأديان، حيث دعت المملكة العربية السعودية إلى فكرة الحوار وقوبلت بالترحيب وباركتها الأسرة الدولية بأكملها". وقال: "إن هدف إخوانكم في المملكة من هذا المشروع هو عزة الإسلام وخدمة الإنسانية.. ونحن متفائلون بنجاح مثل هذه الأفكار الرامية إلى نبذ العنف والإرهاب الذي يكتوي عالمنا المعاصر بناره". وأكد حاجة الأمة اليوم إلى الحوار مع نفسها لنبذ الفرقة والجهل والغلو التي تشكل عقبات تهدد آمال المسلمين.. كما أن الإرهاب الذي يهدد العالم وينسب إلى المسلمين وحدهم سببه أفعال المتطرفين الخارجين عن سماحة الإٍسلام، وهم بأفعالهم هذه لا يمثلون غير أنفسهم وإن لبسوا ثوب الإسلام والإسلام منهم بريء. ودعا خادم الحرمين الشريفين قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً ونبذ دواعي الفرقة والتحزب لتفويت الفرصة على أعداء الأمة المتربصين.. كما دعا الحجاج في هذه المناسبة العظيمة وكل من تصل إليه كلماته هذه أياً كان إلى أن يتذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، والتأكيد على ما هو مشترك. وقال: بهذا نتجاوز خلافاتنا ونقرب المسافات بيننا ونصنع عالماً يسوده السلام والتفاهم ويعمه التقدم والرخاء. إلى ذلك أكدت السلطات الأمنية السعودية أمس الأربعاء عدم تسجيل أي ملاحظات أو أحداث أمنية تذكر خلال موسم حج هذا العام. وقال نائب وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز في تصريح له عقب تفقده مقر الأمن العام بمنى أمس: إن موسم حج هذا العام منظم بكل المقاييس، وقد حقق نجاحات ممتازة على كل الأصعدة.. منوهاً بالاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السعودية لشؤون الحج والحجاج.