اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بشن هجوم متعمد ومخطط له على إحدى جزرها، وردت كوريا الشمالية على ذلك قائلة: إن جيش كوريا الجنوبية كان هو البادىء بالهجوم بالصواريخ وإن قواتها ردت عليه بقوة.. جاء ذلك بعد أن أعلنت كوريا الجنوبية حالة التأهب بعد تعرض إحدى جزرها لقصف كوري شمالي أسفر عن مقتل جنديين من كوريا الجنوبية وإصابة 17 آخرين على الأقل. وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية: إن الرئاسة في كوريا الجنوبية تشتبه بأن القصف الكوري الشمالي جاء رداً على تدريبات عسكرية جنوبية، فيما أكدت سول أن جيشها رد على القصف دون أن يذكر تفاصيل.. مشيراً إلى تحليق طائرات أف - 16 قرب الحدود مع كوريا الشمالية إثر القصف. وفي وقت لاحق اعتبرت وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية أن الهجوم الذي تعرضت له الجزيرة كان متعمداً ومخططاً له. وقال المسؤول بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية لي هونغ كي للصحفيين: “هذا هجوم متعمد وجرى التخطيط له، وهو انتهاك واضح للهدنة” بين الكوريتين. وفي اعتراف لافت بالبدء بإطلاق النار، قال الجيش الكوري الجنوبي إنه أطلق نيراناً أثناء تدريبات عسكرية في المنطقة قبل تبادل القصف المدفعي، ولكن الإطلاق كان غرباً وليس شمالاً. ولكن وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية قالت إنه “رغم التحذيرات المستمرة فإن كوريا الجنوبية أطلقت عشرات الصواريخ منذ الساعة الواحدة بعد الظهر(بالتوقيت المحلي)، وقد اتخذنا إجراء عسكرياً قوياً ومباشراً، وذلك دون الإشارة إلى اتهامات سول أو الحديث عن خسائر بيونغ يانغ. وقال جيش كوريا الجنوبية ووسائل إعلامها: إن الجزيرة التي استهدفها القصف هي يونبيونغ قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، وهي قريبة من حدود متنازع عليها في المياه الإقليمية وتبعد نحو 120 كيلومتراً إلى الغرب من سول. وفي آخر حصيلة للخسائر أعلنتها سول قتل جنديين وجرح 14 آخرين منهم أربعة بجروح بالغة، إضافة إلى إصابة ثلاثة مدنيين. وأشارت وكالة يونهاب إلى أن العديد من القذائف سقطت على قاعدة عسكرية في الجزيرة، فيما أكدت سول أنها أطلقت 80 قذيفة رداً على الهجوم. وأعلن جيش كوريا الجنوبية حالة التأهب في صفوفه، كما اجتمع كبار مساعدي رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك في مخبأ بالقصر الرئاسي لدراسة الوضع المتفجر، وقالت مصادر حكومية: إن سول هددت برد قوي في حالة استمرت الاستفزازات من بيونغ يانغ. ولكن وكالة يونهاب للأنباء نقلت في المقابل عن الرئيس الكوري الجنوبي قوله: إنه يحاول الحيلولة دون تصاعد تبادل إطلاق نيران المدفعية بين الكوريتين إلى صدام أكبر. ونقل تلفزيون يونهاب عن شاهد عيان قوله: إن ما بين 60 و70 منزلاً اندلعت فيها النيران بعد سقوط نحو 200 قذيفة على الجزيرة. وفى إطار ردود الأفعال الإقليمية والدولية أدانت الولاياتالمتحدة “بشدة” الهجوم الكوري الشمالي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس: “إن كوريا الشمالية شنت في وقت مبكر من صباح أمس هجوماً على جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية، ونحن على اتصال مستمر مع حلفائنا الكوريين”. وأضاف: إن الولاياتالمتحدة “تدين بشدة” هذا الهجوم، “وتدعو كوريا الشمالية إلى الكف عن تحركاتها القتالية والالتزام ببنود اتفاق الهدنة”. وأكد الناطق الأمريكي التزام الولاياتالمتحدة “الثابت” بالدفاع عن حليفتها كوريا الجنوبية والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. كما أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إطلاق كوريا الشمالية قذائف على جزيرة كورية جنوبية.. معتبراً أن هذه المواجهات تشكل “خطراً كبيراً” ويمكن هذه المرة أن “تتطور” إلى نزاع مفتوح. وقال لافروف أمام الصحفيين أثناء زيارة إلى مينسك في بيلاروسيا: “للأسف ليس هذا الحادث الأول من نوعه هذه السنة، إنه الثالث، لكن أول حادثي تبادل نيران كانا معزولين في حين هذه المرة يمكن أن يتطور إلى اشتباك مسلح. وأضاف أن “ما جرى يستحق الإدانة، وهؤلاء الذين بدأوا هذا الأمر وقاموا بقصف الجزيرة الكورية الجنوبية يتحملون مسؤولية كبرى. . ودعا الوزير الروسي إلى “وقف كل تبادل للنيران فوراً”. أما الصين فاكتفت بالتعبير عن قلقها من أحدث تصعيد للتوتر بين شطري الجزيرة الكورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمر صحفي: إن على الجانبين “بذل مزيد من الجهد لإقرار السلام”، وطالب بضرورة العودة إلى المحادثات السداسية التي تهدف لإنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية. من جانبها أعربت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوربي كاثرين أشتون في بيان ، صادر عنها أمس الثلاثاء في بروكسل عن “قلقها العميق” وقالت: “أدين هذا الاعتداء بشدة”. وأضافت أشتون : «أطالب السلطات الكورية الشمالية باحترام تام لاتفاق الهدنة الكورية وبالتحفظ في أي تصرف من شأنه أن يؤدي إلى تصاعد حدة الموقف». وأكدت أشتون أن الاتحاد الأوروبي يتابع باهتمام تطورات الموقف، وقالت: «أؤكد أن السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية له أهمية شديدة ليس للمنطقة فحسب بل للعالم أجمع». إلى ذلك أعربت ألمانيا عن قلقها البالغ إزاء القصف المدفعي المتبادل بين الكوريتين. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله في بيان أمس الثلاثاء ببرلين:«هذا الاستفزاز العسكري المتكرر يعرض السلام في المنطقة للخطر». ودعا الوزير الطرفين إلى ضبط النفس، معرباً في الوقت نفسه عن ترحيبه بجهود رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج باك لتهدئة الوضع. وأكد فيسترفيله دعم وتعاطف حكومته مع مواطني كوريا الجنوبية وحكومتهم. كما اثأر القصف الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية الثلاثاء قلقاً كبيراً وإدانة واسعة في العالم. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس: إن الولاياتالمتحدة تدين بشدة هذا الهجوم وتدعو كوريا الشمالية إلى وقف عملها العدائي واحترام بنود اتفاق الهدنة في شكل كامل، مشدداً على أن واشنطن تلتزم الدفاع عن حليفها كوريا الجنوبية. لكن البنتاغون أعلن أن الولاياتالمتحدة لا تفكر حتى الآن في أي عمل عسكري. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديفيد لابان حتى الآن، من السابق لأوانه القول إننا نفكر في أي عمل. وأضاف: نراقب الوضع ونتشاور مع حلفائنا. وينتشر نحو 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية منذ حرب كوريا (1950-1953).. وساهمت هذه المواجهات في تأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وتلقى الرئيس باراك أوباما أمس تقريرًا محدثاً من مسؤولين أمريكيين في أجهزة الاستخبارات وفق ما أعلن موظف كبير. كذلك تشاور أوباما هاتفياً مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك وفق ما أعلن متحدث باسم البيت الأبيض على متن الطائرة الرئاسية اير فورس وان. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مينسك التي يقوم بزيارتها أن إطلاق كوريا الشمالية لقذائف يشكل خطراً كبيرًا يمكن أن يؤدي إلى نزاع مفتوح. وقال: ما حصل يستحق الإدانة. وأعربت الصين، الحليف الرئيسي لنظام بيونغ يانغ، عن قلقها. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية :نأمل بأن يبذل الأطراف مزيداً من الجهود للمساهمة في السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وبحث الموفد الأمريكي الخاص إلى كوريا الشمالية ستيفن بوسورث الأزمة الكورية مع المسؤولين الصينيين في بكين التي وصل إليها الثلاثاء آتياً من طوكيو. وقال الموفد الأمريكي على الإثر: نعتقد جميعاً أن هذا النزاع في غير محله ونعرب بقوة عن الرغبة في ممارسة ضبط النفس. وأضاف: توافقنا على هذا الأمر. وأمر رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان وزراءه بأن يكونوا مستعدين للتعامل بقوة مع أي احتمال، وذلك بعد اجتماع عاجل للحكومة. ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري إلى وقف الاستفزازات، ودانت بقوة القصف الكوري الشمالي، مشيدة في المقابل بروح المسؤولية التي أظهرتها السلطات الكورية الجنوبية. ودان نظيرها البريطاني وليام هيغ الهجوم الكوري الشمالي الأحادي الجانب. وأعرب وزير الخارجية الألماني عن قلقه البالغ بعد هذا الاستفزاز العسكري الجديد الذي يهدد السلام في المنطقة. بدورها، نددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بقوة بهذا الهجوم من جانب كوريا الشمالية، داعية سلطات بيونغ يانغ إلى الامتناع عن أي عمل يهدد بحصول تصعيد. وصدرت مواقف مماثلة من وارسو وكوبنهاغن. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم ودعا إلى ضبط فوري للنفس. وأبدى في بيان قلقه البالغ من تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وأعلن الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي السفير البريطاني مارك ليال غرانت أن المجلس لن يعقد الثلاثاء اجتماعاً لبحث الأزمة بين الكوريتين، موضحاً أنه لم يتم التقدم بأي طلب في هذا الشأن. كما دان حلف شمال الأطلسي بشدة القصف الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية كما أعلنت ناطقة باسمه الثلاثاء.