سنوات وسنوات والذكريات تنهش في ربيع العمر بلا رحمة بلا توقف ، مجرد لحظة عابرة أمطرت القلب وابلا من سهام الحب والغرام فأورثته ذكرى مؤلمة ودمعة موحشة وجرحاً نازفاً وبسمة حزينة نقشت في القلب تاركة لحظة وداع تائهة بين رياض الوصل وجحيم الفراق ، مرت الأيام والأشهر والسنون والذكريات تزداد اشتعالا والجرح كل يوم يزداد اتساعا ، فلا يوم اللقاء صار قريباً ولا البعد عنا طوى مسافات الرحيل ولا الذكرى همدت وخبا وميض برقها، ومع اشراقة صباح جديد يأبى شريط الذكريات إلا أن يعيدني إلى أيام الود والهناء أيام كلما ذكرتها “استبد بي الأنين “ والجراح التي أوشكت أن تندمل بدأت تنزف من جديد ، لماذا أنا متعب بهذه الذكريات ؟ لماذا تركت في ذاكرتي آثاراً وندوباً يصعب على قلبي محوها من ذاكرة حبه الذي اشتعل يوماً ولم ينطفئ بعد ؟ هكذا هي الذكريات تفعل بي .. تهد كياني ، وتدمي فؤادي وتحاصر مستقبلي بأوهام الماضي وأنين الحاضر ولأن النسيان استعصى على نسيان ما علق بذاكرتي من أيام اللهو الجميل ، هاهي الذكرى مع مرور السنوات ، تطحن جبال أحلامي ، وتشتت تفكيري وتبعثر أمالي في رمال الخيال ، هنا الذكرى تقيم وتستوطن في صدري ، تطمس عقلي وتمحو ذاكرتي ، تنهش أجمل واحلى أيامي،تنبش الماضي آلاماً وأحزاناً ها أنذا الآن قد ألفت الذكرى وألفتني حتى صرنا جزءا واحدا بل وكأننا روحان في جسد واحد ، فكلانا يقتات من الآخر ربيع الأماني وكلانا يغتال الآخر كمدا وأشجانا واليوم لم يعد بإمكاني حتى الاستغناء عن ذكريات ربما لم يدر بخلدي أني سأظل أرويها وأبكيها على الدوام – صهرتني كالشموع في بوتقة من الحزن الطويل