إعلان للخارجية الأمريكية بشأن اختطاف الحوثيين العاملين في المنظمات واعترافات موظفي سفارتها في صنعاء    حادث مروع ينهي حياة أربعة مسافرين شرقي اليمن    انهيار كارثي للريال اليمني .. الدولار يقترب من 2000 وهذا سعر صرف الريال السعودي    الحزب الاشتراكي دافع عن القضية الجنوبية استناداً إلى تاريخه لا إلى تاريخ غيره    ضربات جديدة وموجعة للحوثيين عقب إصابة سفينة فجر اليوم في البحر الأحمر.. وإعلان للجيش الأمريكي    دراسة : تداعيات التصعيد الاقتصادي في اليمن والسيناريوهات المستقبلية    رأى الموت بعينيه.. مقتل مغترب يمني في أمريكا بطريقة مروعة .. وكاميرا المراقبة توثق المشهد    ''رماية ليلية'' في اتجاه اليمن    في اليمن فقط .. مشرفين حوثيين يجهزون الغزلان لاضحية العيد    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    ميسي يُعلن عن وجهته الأخيرة في مشواره الكروي    هل صيام يوم عرفة فرض؟ ومتى يكون مكروهًا؟    مابين الأمس واليوم!    هل الغباء قدر الجنوبيين؟    لا ابن الوزير ولا بن عديو أوجد دفاع مدني لمحافظة النفط والغاز شبوة    غضب شعبي في ذمار بعد منع الحوثيين حفلات التخرج!    قاتلوا سوريا والعراق وليبيا... السلفيين يمتنعون عن قتال اسرائيل    انهيارات صخرية خطيرة في دوعن تهدد حياة المواطنين وتجبرهم على الرحيل    صلف الزيود وملاطيم تعز والحجرية!!    اختطاف مسؤول محلي على يد مسلحين مجهولين جنوب اليمن    "القول ما قالت عدن"..المتحدث باسم المجلس الانتقالي: عدن صامدة في وجه التلاعب الحوثي    الإمام إسماعيل بن يوسف العلوي الهاشمي.. نهب مكة وقتل الحجاج..!    سانشيز قد يعود لفريقه السابق    ريال مدريد يستعد لتقديم مبابي بحفل كبير    غريفيث: نصف سكان غزة يواجهون المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو    الافراج عن القاضي عبدالوهاب قطران    «كاك بنك» ممثلاً برئيسه حاشد الهمداني يشارك في قمة Men Finance للمعاملات المصرفية بالرياض    وفاة مواطن بصاعقة رعدية بمديرية القبيطة بلحج    ما السن المعتبرة شرعاً في الأضحية لكل نوع من الأنعام؟.. خبير سعودي يجيب    غوتيريش يطالب مليشيات الحوثي بالإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة    بعثة منتخب الشباب تصل الطائف لخوض معسكر خارجي    أعينوا الهنود الحمر في عتق.. أعينوهم بقوة.. يعينوكم بإخلاص    حصحص الحق    احتضنها على المسرح وقبّلها.. موقف محرج ل''عمرو دياب'' وفنانة شهيرة.. وليلى علوي تخرج عن صمتها (فيديو)    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    المنتخب الوطني يتعادل مع النيبال في ختام التصفيات الآسيوية    الهجرة الدولية:ارتفاع حصيلة ضحايا غرق قارب قبالة سواحل شبوة إلى 49    وفاة 35 شخصا وإصابة العشرات جراء حريق اندلع في مبنى سكني بالكويت    حكم صيام يوم الجمعة أو السبت منفردا إذا وافق يوم عرفة    وديًّا: رونالدو يقود البرتغال للفوز على أيرلندا    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    مستشار الرئيس الزُبيدي يكشف عن تحركات لانتشال عدن والجنوب من الأزمات المتراكمة    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    مدرب وحدة عدن (عمر السو) الأفضل في الدور الأول في بطولة الناشئين    النائب حاشد يغادر مطار صنعاء الدولي    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    حسام حسن: البعض يخشى نجاح منتخب مصر.. والتحكيم ظلمنا    عن جيراننا الذين سبقوا كوريا الشمالية!!    إتلاف كميات هائلة من الأدوية الممنوعة والمهربة في محافظة المهرة    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    أحب الأيام الى الله    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموگب..
نشر في الجمهورية يوم 17 - 12 - 2010


“إيه يا الأجيناتُ(* )....
اقتربي على مهل
والتهمي قلب المدينة
فما تبقى أيُّ شيء...!”
قال أحد الرجال منحرفاً بالموكب:
- الأجيناتُ...لا تزالُ بعيدة.
وقال آخر:
- لا بد أن نسرع لنصل في الوقت المناسب.
بموكب عظيم لا يليقُ إلا بآخر الملوك الحميريين العظام، شرعت أنفذُ الوصية،كان الظرف لا يزال في جيب السترة،في مكان ملاصق للقلب تماماً، أتحسسهُ برهبة كلما انحرف الموكبُ أو تقدم الليل.
كما أردت فقط أنا وأنتَ..أنتَ وأنا وبعض الرجال الأشداء لحملك، والأجينات البعيدة.
ارتديت القميص المذهب ذا الأكمام الواسعة،لففتُ الشال الأخضر حول عنقي،ثم نصبت العمامة الكبيرة فوق رأسي وتقدمت الموكب..
لا حِداد..،لا حُزن،لا دموع،لا صوت سوى نباح الكلاب الضالة.
كان الرجال يحملونك بين أكتافهم،مشددين قبضاتهم حول خصرك، في حين أمسك آخرون رأسك بحذر وقد انكشف عنه الغطاء،كانت عيونهم المطفأة لا تخطئ الرائحة أبداً.
- الأجينات يا عزيزي لا تبقي ولا تذر.
الظلام كثيف يحجب الرؤية،في حين كان الرجال يتعثرون مسرعين لنصل في اللحظة المناسبة.
كان موكباً رائعاً،ربما أعظم جنازة في هذا القرن والذي يليه،أنا وأنت والرجال في المقدمة،والكلاب تسير في الخلف هازة أذنابها بخشوع،فيما تنامى نباحها بقوة.
قال أحد الرجال:
- لنرتح قليلا، سنصل في الوقت المناسب.
هززت رأسي موافقاً،ربما لأني كنت بحاجة لأن أراك في جلالك القديم، لنظل وحيدَين معاً، كان عليَّ أن أصرخ بك، وأرمي الوصية في وجهك، لكنك لم تكن موجوداً لذا شرعت في تنفيذها بإحكام التوقيت الذي حددته،المكان والنهاية.
كان الرجال مرهقين جداً، لساعات طويلة ونحن نُطوّفك المدينة،لم نترك شارعاً إلا وعبرناه،ولا زقاقاً إلا ووسدناك رماله لتعُبَّ هواء المدينة لأزمنة أخرى.
قال أحد الرجال:
- هيا ..قليلاً ونصل.
نباح الكلاب يتصاعد،أتحسس جيب سترتي،فترتعش أناملي..الظرف يحمل رائحتك الأخيرة،أخرجه،أتنشقه،وأعيده إلى القلب.
ها هو الموكب يسير إلى النهاية ،الرجال يسرقون الزمن حاثين الخطى لنصل في الوقت المحدد،وأنا أتابع جنونك.
- الأجينات تقترب...!
“إيه يا الأجينات يا لقبحك.
منذُ عصور وأنتِ تزحفين على هذه المدينة
تتمددين
وها أنت تصلين إلى القلب
هيا افتحي شدقيك
لنلج إليك بلا عزاء”.
حطت أقدامنا عند باب المقبرة،تنفست الهواء الثقيل،وبدأ الموكب في الدخول،تسلقت عيناي الشواهد الصخرية،واجهات العالم الآخر،منازل بلا أعمدة أو نوافذ،فقط واجهات صماء تنضح وحشة وتقودك إلى هناك..الأجينات تمددت شمالا وشرقا،أقامت خرائبها بلا حياء.
كان الرجال يبحثون عن مكان يناسب مزاجك السيئ،أخذوا يقلبون التراب،جلست على صخرة بعيدة لأبتلع جمرة انتهائك وأمتص مرارة الدمع وأنا أواريك وحيداً.
لا أدري على أية هوية سقطت حين انبجست مواويل الجدة العرافة الأخيرة في سلالة الخرافة، الجدة التي قالت يومها:
- يا ابني،منذورٌ أنت للموت.
ها هي الوصية من جديد،أينما أنختُ قافلتي تتكاثف رائحة الموت،وعليَّ أن أقوم بالطقوس اللازمة لذلك،مشيعاً الأهل والأصدقاء وها أنت آخر الأنبياء.
تخوم الأجينات بعيدة،وفي حدودها القابلة للانزياح اخترتَ مكاناً فريداً بعيداً عن فضول الموتى كي تمارس فيه جنونك،ولتكتب القصة التي لم تبدأها بعد..
“إيه يا الأجينات اقتربي أكثر..
تمددي...تمددي
فما تبقى
أي شيء!”.
( * )اسم مقبرة في مدينة تعز،وقد كانت صداقاً لملكة زوجة المظفر وجعلتها وقفية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.