بدأت أمس بجامعة صنعاء ندوة أكاديمية لتعزيز العلاقات اليمنية مع كوريا الجنوبية في مختلف المجالات بمشاركة دبلوماسيين وأكاديميين من البلدين الصديقين..تهدف الندوة التي تنظمها جامعة صنعاء وسفارة كوريا الجنوبية والجمعية اليمنية لمنتسبي “كويكا” على مدى يومين إلى تسليط الضوء على علاقات البلدين والسبل التي يمكن أن تسهم بها المؤسسات العلمية - خاصة الجامعات - في الدفع بتلك العلاقات إلى مراحل متقدمة تحقق مصالح وأهداف الشعبين في البلدين الصديقين..وفي الافتتاح أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح علي باصرة إلى أهمية الندوة التي تقام احتفاء بالذكرى ال25 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في تلافي القصور في تلك العلاقات وتفعيل جهود الجهات المعنية للدفع بها على مختلف الصعد..وأكد ضرورة أن يولي المشاركون أهمية لسبل دفع العلاقات المشتركة في المجال الاقتصادي ومدى إمكانية استفادة اليمن من التجربة الكورية وما حققته كوريا من قفزات في العقود الأخيرة جعلها واحدة من النمور الآسيوية القادمة إلى عالم الاقتصاد بقوة..وشدد على ضرورة أن تدرس الندوة أوجه التقارب بين اليمنوكوريا الجنوبية كون أوضاع البلدين تتشابه في جوانب متقاربة بقصد تقريب مدى إمكانية استفادة الكوريتين من التجربة اليمنية في تحقيق الوحدة. ونوه الوزير باصرة في هذا الصدد بمحاضرة فخامة رئيس الجمهورية في جامعة سيول خلال زيارة سابقة التي عرض فيها تجربة اليمن في تحقيق الوحدة والمساعي التي بذلت لتذليل كافة الصعاب وتجاوز المعوقات وصولا إلى التوقيع على مذكرة إعادة الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 990م وما مثلته من مطلب أساسي للشعب وهدف من أهداف ثورته الخالدة. ولفت إلى أهمية التركيز على الحوار الثقافي بين البلدين كخطوة نحو حوار أوسع بين دول آسيا يتم عبره تقريب وجهات النظر بين البلدان المتجاورة حول كافة المسائل. وقال الوزير باصرة : إن الحكومة اليمنية تنظر بقلق لما يحدث بين الكوريتين ..مؤكدا وقوف اليمن مع الدعوة العقلانية لتسوية النزاع بينهما.. معتبراً ان الوحدة بين الكوريتين هي صمام الأمان للمنطقة الكورية والقارة الآسيوية والعالم بشكل عام..وعبر عن الأمل في استمرار الدعم الكوري الجنوبي لليمن في مختلف مجالات التنمية ..مشيراً إلى ضرورة أن تخرج الندوة بتوصيات ترفع إلى وزارة الخارجية لتفعيلها والعمل بموجبها. فيما أشار رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم إلى ما تمثله الندوة من عمل مشترك يصب في تعزيز علاقات البلدين عبر توثيق عرى التعاون بين المؤسسات العلمية اليمنية الكورية بما فيها الجامعة باعتبارها ركيزة أساسية لتطوير هذه العلاقات والمضي بها إلى آفاق أوسع. وقال الدكتور طميم: إن هذا اللقاء هام بالنسبة لجامعة صنعاء لما تمتلكه من علاقات مع الجامعات الكورية..مستعرضا بعض المشاريع التي تنفذ في الجامعة بدعم من الجامعات النظيرة في كوريا الجنوبية..بدوره أشار السفير الكوري الجنوبي بصنعاء بارك كيو اوك إلى عمق العلاقات بين البلدين وما شهدته من تطور منذ انطلاق التعاون الدبلوماسي المشترك قبل 25 عاما..منوها بأهمية الندوة في استشراف تلك العلاقات وبحث السبل الكفيلة بتعميقها مستقبلا. وقدم السفير لمحة لجهود التعاون التي أثمرت ارتفاع حجم التبادل التجاري بين اليمن وكوريا الذي بلغ حتى هذا العام 486 مليون دولار، وتقديم بلاده 40 مليون دولار لدعم اليمن في مجالات تنموية مختلفة، إلى جانب جملة أنشطة وفعاليات نفذتها كوريا الجنوبية في اليمن في مجالات اقتصادية وثقافية متنوعة..وأكد السفير حرص كوريا الجنوبية على تعزيز التعاون مع اليمن خاصة في مجال استكشاف النفط والثروات المعدنية، والمجالات التقنية والصناعية والاستمرار في الدفع بتلك العلاقات إلى مجالات أوسع. كما ألقيت كلمة عن الخريجين اليمنيين من المؤسسات الكورية الجنوبية من قبل المهندس عبد ربه الروحاني أكد فيها ضرورة استفادة اليمن من التجربة الكورية التي كانت أوضاعها إلى ما قبل أربعة عقود تتشابه مع أوضاع اليمن في تلك الفترة وكيف تمكنت عبر الاستفادة من كوادرها البشرية من من الوصول إلى هذه المكانة على المستوى الدولي..ويناقش المشاركون خلال اليومين 16 ورقة تحت عدة محاور تركز على تعزيز التعاون الدبلوماسي والجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون في مجالات الاستثمار، الطاقة والتكنولوجيا والتعاون الأكاديمي والعلمي..وتركزت أعمال أمس في جلستين برئاسة رئيس الجامعة الدكتور خالد طميم والقائم بالأعمال في سفارة كوريا الجنوبية “كيم”، عرضت فيها ثماني أورق استعرضت العلاقات التاريخية بين البلدين وجوانب التعاون في مجالات الاستثمار والاستكشاف النفطي. حضر الافتتاح والجلسات نواب رئيس الجامعة وعدد من العاملين في السفارة الكورية واعضاء هيئة التدريس وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بصنعاء.