فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدارس البنات في مرمى "المقاليع"!!
يقذفون زجاج الأنوثة بطوب النداءات
نشر في الجمهورية يوم 22 - 12 - 2010

“يا صباح اللي تبكر سالية ماهي ضجر”..” ويا صباح اللي .. ضحكة واعطني”.. و”ياسين على الطارف” تلك هي معاكسات بأهازيج شعبية، بعضها بذيئة وأخرى خفيفة يلقيها معاكسون بسخاء على جانبي ووسط الطريق لفتيات المدارس والمعلمات، أثناء دخول وخروج الطالبات من وإلى مدارسهن.طلاب وموظفون وعاطلون يتسربون وينتشرون كالجراد صباحاً وظهيرة، ويتسابقون للحجز في بعض الأركان للظفر بنظرة وكحلة عين، أو بابتسامة فتاة كتحية صباح.
ناهيك عن ألفاظ وكلمات تخاطب لغة الجسد، وتخدش الحياء، ليصل بالبعض إلى حد التمادي باليد تجاه مناطق حساسة تنهش جسد الفتاة، وتمتهن كرامتها من قبل بلاطجة الغزل وصعاليك الهوى.. لتأخذ الظاهرة منحاً آخر وأبعاداً خطيرة بحسب مختصين ومراقبين، حدا ببعض أولياء الأمور منع بناتهم من التعليم.. لغط وجدل واتهامات بين الجنسين، فالإناث يشكون الذكور في قضية المعاكسة، وذكور يتهمون الفتيات بإغرائهم من خلال موضة الزي وعدم الاحتشام، وتربويون يتنصلون عن مسئوليتهم تجاه الظاهرة؛ كون المسئولية تنتهي بمجرد خروج الطالبات من أسوار المدرسة وجهات الضبط ترى أنها قامت وتقوم بعملها على أكمل وجه.. فياترى على من يقع عاتق مسئولية حماية الطالبات من أنياب المعاكسين؟! من خلال التحقيق الذي أجريناه سنكشف عن قصص مأساوية وأخرى ظريفة تلقي باللائمة لجهات الاختصاص.
ألفاظ وقحة
مجموعة عبارات وألفاظ بذيئة تتسلل نهاراً جهاراً إلى آذان الطالبات والمدرسات يستحي الإنسان ذكرها.. هكذا بدأت م .م.س إحدى مدرسات مجمع صينة للبنات حديثها معنا، وصوتها يعلو ممزوجاً بالقهر والمعاناة التي تبدأ معها ومع قريناتها وبناتها الطالبات، كلما بدأ موعد الذهاب إلى المدرسة من كل عام.. وتضيف: إن تلك الألفاظ الوقحة تعد سهاماً موجهة إلى كل بنت شريفة، هدفها التعليم، وأنها بمثابة عنف لا يقل عن العنف الجسدي للمرأة.
معاناة واحدة
سوق القات، وفرزة مشرعة وحدنان، إضافة إلى فرزة الحمير الخاصة بأبناء المنطقة “أصحاب الأماكن المرتفعة” وعدد من الورش والمخازن كل ذلك يشكل عبئاً ثقيلاً على طالبات ومدرسات وإدارة مجمع صينة للبنات، خاصة وقت الذروة، وقت خروج طالبات الفترة الصباحية، ودخول طالبات الفترة المسائية.
فالطالبة“س.س.م” في الصف التاسع أساسي تقول: إنها تتضايق من المارة في الشارع أثناء الذهاب إلى المدرسة، وأثناء العودة وعدد من الطالبات، ومن فصول مختلفة معاناتهن واحدة، فالازدحام بسبب السوق والفرزة يجعل الشباب يستغلون تلك المسببات في مضايقة الطالبات، وتشير عدد من الطالبات إلى أن فرزة الحمير هي الأخرى من تسبب في ذاك الازدحام.
فرزة الحمير
لم تكن فرزة السيارات هي العائق الأكبر لمجمع صينة للبنات بل باتت فرزة الحمير أحد العوائق من عوائق كثيرة تقلق سكينة الطالبات والمدرسات على حدٍ سواء.
مدرسة مادة الاجتماعيات بالمجمع اضطرت للغياب ثلاثة أيام؛ نتيجة اصطدامها بحمار أثناء هروبها من أحد المعاكسين.. فيما زميلتها “ن.م.ع” في الفترة المسائية، تؤكد أنها هي الأخرى تعرضت لمضايقات أحد المعاكسين، وتتذكر أحد المواقف لها حين قام أحد الرجال السمان بمعاكستها ومضايقتها، لكنها لم تأبه به حد قولها حتى لا يتم فهمها بشكل مغلوط، كما يعتقد البعض أو إحداث فوضى ولفت الانتباه؛ لذا فهي تضطر وغيرها للسكوت للأسباب الآنفة الذكر.
عضة يد
في سابقة ليست هي الأولى، ولن تكون الأخيرة في مسلسل “الإيذاء” المعاكساتي مع الطالبات، طالما وأن الجهات المختصة رغم الرسائل المتكررة لها من قبل إدارة صينة التربوي، لم تنه المشكلة حتى كتابة هذا التحقيق، وحسب مدرسات كان آخر ضحايا الإيذاء الجسدي من قبل شبان عدد من الطالبات تقدمن بشكوى إلى إدارة المجمع، مفادها أن عددا من الشباب وأحياناً كبار السن تمتد أيديهم إلى مناطق حساسة من الجسد، وقد أثبتت الحالات بمحاضر من قبل أخصائيات في المجمع.
موتورات تقلق السكينة
ومن ضمن ما ثبت في المحضر أن عددا من الطالبات تقدمن بشكوى إلى الإدارة تفيد تلك الشكوى أن أحد سائقي الموتورات ومرافقه قاما بإيذائهن أثناء خروجهن من المدرسة، وأفزعهن حين قام بتهديدهن بصدمهن وملاحقتهن حتى بقالة الحطامي المجاورة للمدرسة. وقالت الأخصائية في المحضر المرفوع للإدارة إن مثل تلك التصرفات غير اللائقة لا تصدر إلا عن أفراد العصابات والبلاطجة، وطالبت إدارة المدرسة بعمل حلول عاجلة، والتواصل مع الجهات المختصة لوقف هذا العبث الذي يقلق سكينة الطالبات على مرأى ومسمع في المحضر الذي أرخ في 2010/10/17م.
تدريب أطفال لنزع اللثام!
وفي أحدث طرق المعاكسات، وأخطرها على فتيات المدارس يتم تدريب أطفال لنزع اللثام عن بعض الطالبات أثناء الازدحام “وقت الذروة” حسب ما جاء في المحضر المؤرخ بتاريخ 2010/10/20م من قبل الأخصائية، وتؤكد عدد من الطالبات أن بعض الصعاليك يجندون ويدربون هؤلاء الأطفال لنزع اللثام عن وجوههن يصل بالبعض لدفع مال بسيط لهؤلاء الأطفال كإغراء.. في شأن ذلك تقول إحدى المدرسات إن هؤلاء الشباب “الصعاليك” كما تسميهم قد تفوقوا على إبليس في تلك الأفعال، والذي ربما لم يفكر هو بمثل هذا العمل الشيطاني أصلاً.
طالبة تلطم في وجهها
كثيرة هي تلك الصرخات التي لم تجد أذنا صاغية لوقف كل تلك الاعتداءات، ليست اللفظية الجارحة فحسب بل تلك التي امتدت إلى مناطق حساسة استحت تلك الطالبات من ذكرها.
ومن ضمن حلقات هذا المسلسل التراجيدي المؤلم والذي لم تستطع الجهات المختصة وقف بثه حتى الآن.. تلك الحلقة التي اشتدت فيها الأزمة حتى الذروة أثناء قيام أحد المعاكسين بلطم إحدى الطالبات في وجهها.. كما جاء في المحضر المرفوع لإدارة المدرسة بتاريخ 2010/10/20م وتحتفظ الصحيفة بصور من تلك المحاضر والرسائل المرفوعة من قبل إدارة المجمع للجهات المختصة تناشدهم ضبط الصعاليك ووقف هذا المسلسل التراجيدي المؤلم الجريء.
لم تكن حالات الاعتداء الجسدي مقتصرة على الطالبات وحسب، بل ربما تمتد إلى المدرسات فها هي المدرسة “م.م.ه” تسرد لنا قصة معاناتها؛ إذ تقول: مازلت أتذكر ذلك اليوم وذاك الألم حين قام أحد الصعاليك بقبصي ماجعلني أصرخ وأبكي وأتمتم بدعوات مظلوم ومقهور بحق الفاعل والمسئولين الذين لم يأبهوا لمعاناتنا ومعاناة بناتنا الطالبات رغم الشكاوى المتكررة.
زواج بالتقسيط
سيل من الألفاظ البذيئة والخفيفة تتلقاها طالبات ومدرسات مجمع صينة للبنات تمتزج ما بين البذاءة والظرافة فها هي إحدى المدرسات يعرض عليها أحد الشبان الزواج بالتقسيط كما تقول بطريقة دعابية مما اضطرها إلى السكوت وتجاهله.
مدرسة أخرى تدعى “ه.م.أ” تقول: لم نعد نخشى الشباب المعاكسين فحسب، بل إن كبار السن يفوقون الشباب بمعاكساتهم للفتاة، وهذه هي الطامة الكبرى وتضيف: إنها في إحدى المرات صادفت أحد المسنين يقترب إليها رويداً رويداً حتى كاد أن يصطدم ويلتصق بها حتى اضطرت إلى دفعه بحقيبتها، وتؤكد أن اصطفاف الشباب على جانبي الطريق أثناء خروج الطالبات يضايقهن كثيراً.
معاكسات بأمثال شعبية
ثانوية صينة للبنات ليست هي المدرسة الوحيدة من تعاني تلك المعضلة، بل كل مدارس البنات يشتركن في قضية المعاكسات، وإن كانت ثانوية صينة صاحبة الهم الأكبر.
طالبات من مجمع صينة ومدرسة الشهيدة نعمة رسام وزيد الموشكي أجمعن على أن ألفاظاً وأهازيج شعبية يستخدمها المعاكسون في مغازلتهن مما يسبب لهن إحراجاً كبيراً.
تقول إحدى الطالبات كم نتلقى ألفاظاً بذيئة وجارحة وكلمات تخدش الحياء وتضيف: إن أحدهم قام يرتجل شعراً أمامهن ويقول:
يا طالبة ردي السلام فكلنا طلاب
تضعين الكتاب في صدرك وياليتني كنت كتاب
وتقول أخرى إن أحدهم قال لها: ليتني الكتاب اللي بيدك أو الشنطة أو القلم بين أناملك.. ومع ذلك نتحاشاهم وأحياناً نذكرهم بمحارمهم.. وتقول إحدى طالبات الثانوية إنها أثناء الذهاب إلى المدرسة وقريناتها يسمعن معاكسات عن طريق الأمثال الشعبية كذاك المثل الذي يقول: بَكَرتْ سالي وياسين على الطارف وأحياناً ياسين على الوسط..أو صباح من صبحك..ويا صباح اللي تبكر سالية ما هي ضجر...ويارشيق ومليح القوام والغزال والخيل...الخ.
حتى الدعاء لم يسلم
من المفارقات والغرائب أن يستخدم هؤلاء المعاكسين دعاء في مغازلاتهم للطالبات كما تقول إحدى المدرسات...وتشير إلى أن أحدهم رفع يديه إلى السماء وهو يتمتم بأدعية لنزول المطر وصاحبه يرد عليه ليش؟! فيجيبه حتى نأخذ راحتنا في مغازلة البنات ألا ترى أنه حين ينزل المطر ترفع الطالبة عباءتها ونكون كذلك إحدى فرق الإنقاذ إذا سقطت طالبة وسط السيل!! هكذا بدت علامات الدهشة والاستغراب للمتحدثة.
توجيهات لم تحل المشكلة!
رغم الشكاوى المتكررة بخصوص هذه المشكلة من الطالبات لإدارة مدارسهن إلا أنهن لم يشعرن بالأمن حيال ذلك كما قالت كثيرات..وكذلك هي إدارات المدارس، والتي ربما رفعن أكثر من مذكرة لجهات الاختصاص، ولكن دون جدوى من حلٍ جذري للمشكلة حسب عدد من الإدارات...فهاهي الأستاذة وفاء الصوفي مديرة مجمع صينة تقول إنها رفعت أكثر من مذكرة لجهات الاختصاص وتحتفظ الصحيفة بنسخ من تلك المذكرات..كما تؤكد وفاء الصوفي أن جهات الاختصاص تتفاعل مع الإدارة إلا أنها لم تحل المشكلة رغم التحركات التي تنتهجها وتأمل من الجهات المختصة أن تنتهج خططاً أمنية أخرى لحل المشكلة من جذورها...وتقول إن مدرستها أكثر معاناة من بقية المدارس؛ وذلك لوجود سوق القات وفرزة مشرعة وحدنان، وفرزة أخرى للحمير، وعدد من الورش والمخازن الكبيرة.. وتقول وكيلة المجمع إن قضية الطالبات وزميلاتها المدرسات هي في الأساس قضية الإدارة وتكشف عن شكاوى عديدة تتلقاها إدارة المجمع من الطالبات طفح بهم الكيل.
معاكسون
محاولة مني لكشف أسرار مايدور في خلجات أنفس المعاكسين اقتربت من بعضهم لمعرفة المزيد مخفياً عنهم صفة أنني صحفي قال لي أحدهم: بالله عليك كل هذا الجمال وكل هذه الأناقة ولا تحرك مشاعرك؟! وأضاف: يا أخي بصراحة هناك الطالبة المؤدبة والمحتشمة وهذه لا نؤذيها كثيراً ولو سلمت يكفيها كلمة حلوة..أما بقية الطالبات فهناك من تلبس اللباس المغري والضيق فهذا الصنف هو صيدنا، ونكون معهن أكثر إصراراً وعناداً.
وبصريح العبارة قال لي أحدهم: يا أخي أنا ضد المعاكسة بألفاظ بذيئة فيكفيني أن أمتع ناظري فقط، منتقداً من يصل بهم الأمر إلى حد ملاحقة الطالبات إلى بيوتهن أو حارتهن..وأحياناً رمي قصاصات فيها تلفوناتهم ويضيف إن مدارس البنات أصبحت تستهوي الشباب.
منزعجون
عبر عدد من أولياء أمور الطالبات عن امتعاضهم وقلقهم من انتشار الصعاليك، كما يسمونهم على جنبات الطريق أثناء دخول وخروج بناتهم الطالبات وذلك من خلال التقائي ببعضهم، أو من خلال الشكاوى الموجهة إلى إدارات المدارس والجهات المختصة وصل ببعضهم إلى منع بناته من مواصلة التعليم؛ خوفاً من المضايقات والمعاكسات.. يقول لي أحدهم إنه في إحدى المرات اشتكت طالبة مضايقة بعض الصعاليك لها وملاحقتها ليضطر بهم الأمر إلى تشكيل عصابة من الحارة التي تسكن فيها الطالبة، وقاموا بضرب من يلاحقونها إلى أن أنهوا المشكلة معها.
فيما قال آخرون إن مثل ذلك قد يعقد المشكلة، وقد تقضي إلى عناد وتشكيل عصابات من كلا الطرفين ووجهوا باللائمة إلى جهات الضبط.
اقتراح
تقول الأستاذة فاطمة رسام مديرة إدارة مدرسة الشهيدة نعمة رسام: إن قضية المعاكسات قضية تؤرق الجميع، وتحتاج إلى تكاتف جميع الجهات للحد منها وانتشالها من جذورها.. موضحة أن الجهات الضبطية تتفاعل مع شكاواها إلا أنها لم تقض على المشكلة، وتقترح على الجهات المختصة بأن يزودوا بوابات المدارس بأفراد أمن، وأن يتم نشر أفراد آخرين على الشوارع المجاورة للمدارس على أن يتم ذلك خلال فترة زمنية محددة، ومن ثم تتم المراقبة عن طريق المباغتة “الكبس” على الصعاليك وتأديبهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
مرور عاطل
وتشير مديرة مدرسة الشهيدة نعمة رسام وبعض المديرات إلى أن إدارة المرور لا تتفاعل مع بلاغاتهن وخصوصاً مدرستها موضحة أن أصحاب الموتورات ومرافقيهم يشكلون خطراً على بناتها الطالبات وأحياناً زميلاتها, إضافة إلى الاختناق المروري في وقت الذروة.
جهات تتفاعل ولكن...!!
يقول العقيد علي ماهر الحيفي إنه فور تلقيه اتصالاً هاتفياً من مديرة مجمع صينة للبنات فإنه يقوم باتخاذ إجراءاته اللازمة وإرسال فريق أمني ميداني لمنع أية مضايقات قد تحدث للطالبات وضبط من تسول له نفسه العبث بأمنهن، ويؤكد أنه قد تم بالفعل ضبط عدد من الشباب المراهق مشيراً إلى أنه يتم معالجة الأمر معهم بتأنيب الضمير والالتزام بعدم تكرار ذلك، إضافة إلى استدعاء أولياء أمورهم، وعمل تعهدات بشأن عدم تكرار ذلك.. وأشار الحيفي إلى أن ثمة مشكلة مرورية تعد سبباً آخر لحدوث مثل تلك المشاكل أثناء الذروة ما حدا به إلى رفع تقرير إلى مدير أمن المحافظة برقم 368بتاريخ 2010/10/26م والذي بدوره وجه بتحرير مذكرة إلى إدارة مرور تعز بتاريخ 2010/11/6م مرفقا بذلك محضر اجتماع مع مندوب فرزة مشرعة وحدنان، ومؤكداً في الوقت ذاته أنه قام أيضاً بتحرير مذكرة مباشرة إلى مرور تعز بصحبة مندوب الفرزة أديب الذبلة.
وأوضح الحيفي إلى أن فحوى مذكرة إدارة الأمن المتمثلة بالأخ العميد الركن عبدالكريم العديني تحوي توجيها إلى مرور تعز، بتنظيم حركة السيارات في الشارع المؤدي إلى مجمع صينة للبنات على أساس أن يكون خط سير منفردا أي “طلوع” وشارع آخر للنزول؛ حتى لا يحصل ضغط على الشارع الذي تقف فيه سيارات الفرزة الخاصة بمشرعة وحدنان، وكذلك عدم وقوف السيارات أمام الورش وقت الذروة.. كما أكد مدير أمن شرطة صينة أنه تم الاجتماع مع مسئول الفرزة وعمل محضر بذلك.
مقترح
- ويضيف الحيفي: إنه وبعد عمل تلك الإجراءات وتطبيق التوجيهات أصبحت العملية منتظمة إلى حد ما، وحصل لها مردود إيجابي بفضل توجيهات مدير أمن المحافظة، والذي قام بتوجيه مذكرة إلى مرور تعز برقم 3649 2010/12/1م بتاريخ 6/1/2010م لحيث وأرض الشارع لا تتجاوز 12 متراً وعلى ضوء ذلك تم منع دخول القاطرات أثناء فترة الصباح لتفريغ حمولتها؛ كون دخولها يؤدي إلى اختناق للشارع.. وأوضح أنه وبعد التشاور مع مندوب الفرزة وعمل محضر بذلك؛ ليكون عوناً للأمن في ذات الشارع ومسئولا أمامنا في حماية بناتنا الطالبات، أو أي شخص متشبه به وبسيارته، وإبلاغنا عن أية اختلالات أمنية ومرورية، مع إعادة ترتيب وقوف السيارات، وكذا بائعي القات.. وأهاب بالجميع في البحث عن حلول بديلة لمكان تواجد فرزة مشرعة وحدنان مقترحاً أن يكون البديل الجسر الذي في منطقة صينة أو الساحة التي أمام قسم شرطة صينة.
جهات تنفي
- نفى كلٌ من مدير عام مديرية مشرعة وحدنان عبد الله علي لصمع، ومدير الأمن بالمديرية محمد العرشي أن يكونا قد تلقيا أية مذكرات من مديرة مجمع صينة للبنات، والتي تؤكدها مديرة المجمع، ونحتفظ بنسخ من تلك المذكرات إلا أنهم قالوا إنهم متعاونون جداً في مثل هذه القضايا التي تهم الجميع وأشار إلى أن الموقع الجغرافي يعد من اختصاص مديرية المظفر مؤكدين استعدادهم بالتنسيق والتعاون مع إدارة الأمن المختصة بالمظفر.. وأشار مدير عام مديرية مشرعة وحدنان الأخ لصمع أنه قد تم توجيه مندوب فرزة مديريته بإبقاء السيارات في منطقة الضريبة بالجبل على أساس تنظيم عمل الفرزة من خلال نزول سيارتين فقط مبدياً استعداده للتعاون مع إدارة المدرسة.
مدير عام مديرية المظفر لم يصرح لنا إلا بشكل مقتضب وأنه وبعد استكمال عملية الرصف للشارع سيتم منع الفرزة وتنتهي المشكلة.
القضية من زاوية نفسية
يؤكد علماء النفس أنه ونتيجة للكبت في بعض المجتمعات يلجأ بعض الشباب إلى إشباع غرائزهم عن طريق بعض التصرفات إما بالتلفظ وأحياناً بالتحرش ونادراً بالعنف حسب ونوع البيئة ونبهوا إلى دور البيت أو الأسرة في التنشئة وإشباعهم بالحنان حتى لا يشعرون بالنقص ويبحثون عنه في مكان آخر.. وتعد ظاهرة المعاكسات من الظواهر الاجتماعية التي تفاقم حدوثها مؤخراً بين المراهقين من الجنسين وهي تحدث في مرحلة عمرية حساسة وهامة في تكوين شخصية المراهق، خاصة إذا كان هناك انفلات من قبل الآباء والأمهات وفقدانه للقدوة الحسنة؛ لذا يرى نفسيون ومختصون اجتماعيون أن بروز هذه الظاهرة جاءت نتيجة عدد من المتغيرات في المجتمع، وأرجع الباحثون أسباب الظاهرة إلى غياب التوجيه الأسري وتراجع الدور الأخلاقي في المدارس والجامعات، وتراجع الأدوار التربوية الأخلاقية في القطاعات التعليمية، إضافة إلى انتشار البطالة وقلة الأماكن التي يمكن أن يرتادوها لممارسة هواياتهم المختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.