“يا صباح اللي تبكر سالية ماهي ضجر”..” ويا صباح اللي .. ضحكة واعطني”.. و”ياسين على الطارف” تلك هي معاكسات بأهازيج شعبية، بعضها بذيئة وأخرى خفيفة يلقيها معاكسون بسخاء على جانبي ووسط الطريق لفتيات المدارس والمعلمات، أثناء دخول وخروج الطالبات من وإلى مدارسهن.طلاب وموظفون وعاطلون يتسربون وينتشرون كالجراد صباحاً وظهيرة، ويتسابقون للحجز في بعض الأركان للظفر بنظرة وكحلة عين، أو بابتسامة فتاة كتحية صباح. ناهيك عن ألفاظ وكلمات تخاطب لغة الجسد، وتخدش الحياء، ليصل بالبعض إلى حد التمادي باليد تجاه مناطق حساسة تنهش جسد الفتاة، وتمتهن كرامتها من قبل بلاطجة الغزل وصعاليك الهوى.. لتأخذ الظاهرة منحاً آخر وأبعاداً خطيرة بحسب مختصين ومراقبين، حدا ببعض أولياء الأمور منع بناتهم من التعليم.. لغط وجدل واتهامات بين الجنسين، فالإناث يشكون الذكور في قضية المعاكسة، وذكور يتهمون الفتيات بإغرائهم من خلال موضة الزي وعدم الاحتشام، وتربويون يتنصلون عن مسئوليتهم تجاه الظاهرة؛ كون المسئولية تنتهي بمجرد خروج الطالبات من أسوار المدرسة وجهات الضبط ترى أنها قامت وتقوم بعملها على أكمل وجه.. فياترى على من يقع عاتق مسئولية حماية الطالبات من أنياب المعاكسين؟! من خلال التحقيق الذي أجريناه سنكشف عن قصص مأساوية وأخرى ظريفة تلقي باللائمة لجهات الاختصاص. ألفاظ وقحة مجموعة عبارات وألفاظ بذيئة تتسلل نهاراً جهاراً إلى آذان الطالبات والمدرسات يستحي الإنسان ذكرها.. هكذا بدأت م .م.س إحدى مدرسات مجمع صينة للبنات حديثها معنا، وصوتها يعلو ممزوجاً بالقهر والمعاناة التي تبدأ معها ومع قريناتها وبناتها الطالبات، كلما بدأ موعد الذهاب إلى المدرسة من كل عام.. وتضيف: إن تلك الألفاظ الوقحة تعد سهاماً موجهة إلى كل بنت شريفة، هدفها التعليم، وأنها بمثابة عنف لا يقل عن العنف الجسدي للمرأة. مزيدا من التفاصيل الصفحة اكروبات