أكد وزير العدل الدكتور غازي الأغبري أنه سيتم اتخاذ إجراءات بحق الأمناء الشرعيين المخالفين للقانون، وذلك بسحب التراخيص منهم وإحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم جنائياً. وقال في كلمة له أمس بمفتتح الدورة التدريبية الخاصة بالأمناء في أمانة العاصمة وبعض مديريات محافظة صنعاء: “إننا لا نقبل العبث بحقوق الناس ولا بممتلكات الدولة ولا العبث بالسلطة القضائية”. وأضاف: “إن بعض الأمناء لا يقدر المسئولية، ولا يحترم القانون ولا يؤدي الواجب المناط به وفقاً للقانون، وهو بذلك يدفعنا إلى سحب الترخيص منه وإحالته إلى النيابة”. وأكد الوزير الأغبري أن بعض الأمناء يحرر عقوداً عقارية دون الالتزام بالاختصاص المكاني والتأكد من استيفاء كامل البيانات والشروط اللازمة قانوناً، أو فيما يتعلق بالأحول الشخصية بتحرير عقود زواج يمنيات بأجانب أو العكس دون الالتزام بالشروط والإجراءات التي حددها القانون، وليس في همهم سوى أن يتسلموا أجرة عملهم فقط والتي عادة ما تكون مرتفعة لأن هناك مخالفة. وأوضح أنه بصدور قانون السجل العقاري المطروح على مجلس النواب ستكتمل الحلقة التشريعية الخاصة بتسجيل العقارات، خاصة بعد صدور قانون التوثيق، واستكمال وزارة العدل لعملية فصل أقلام التوثيق عن المحاكم. وقال وزير العدل: “إن وزارة العدل بدأت بإدراج أسماء الأمناء الشرعيين في موقع الوزارة الالكتروني، وانه تم تحميل أسماء الأمناء في 12 محافظة وثلاث محافظات جاهزة خلال الأسبوع القادم”. وأوضح انه سوف يتم إدراج كل المعلومات الخاصة بالأمناء من حيث الترخيص والاختصاص المكاني، ليتمكن المواطنون والمهتمون من معرفتهم واختصاصهم المكاني ومدى صلاحية تراخيصهم. من جانبه نوّه رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني يحيى دويد بالجهود الكبيرة والمتميزة لوزارة العدل بإجراء العديد من الإصلاحات في قطاع التوثيق. واعتبر انعقاد هذه الدورة تجسيداً لتحقيق إحدى الأولويات المهمة ضمن الأولويات العشر للحكومة لإصلاح قطاع الأراضي ومشاكل الأراضي العامة والموقوفة والخاصة. وأكد أن هذه الدورة تأتي ثمرة للإصلاحات التي أجريت لقانون التوثيق الصادر مؤخراً والذي تلافى الكثير من القصور.. منوهاً بما يحمله قانون التوثيق من ضمانات كثيرة تعمم استقامة عمل الأمناء والذي سيكون حجر الزاوية لمعالجة مشاكل الأراضي.. ولفت إلى الأعباء التي تتحملها الدولة جراء مشاكل الأراضي والتي تعكس نفسها على السلم والأمن الاجتماعي وكذلك عبء على أداء المحاكم وأجهزة الضبط.. وأشار إلى أهمية التعاون بين وزارة العدل والهيئة العامة للأراضي والمجالس المحلية وكافة الجهات ذات العلاقة للتغلب على تلك المشاكل.. لافتاً إلى المخالفات التي ترتكب من قبل بعض الأمناء خاصة في عدم الالتزام بالاختصاص المكاني، والتي يجب عدم السكوت عنها وتداركها. من جانبه أكد مدير عام التوثيق في وزارة العدل احمد القبلاني أهمية الدورة في رفع مستوى الأداء للأمناء وتمكينهم من معالجة جوانب القصور في اعمالهم وتطوير أدائهم فيما يحقق حفظ الحقوق واستقرار التصرفات القانونية، والحد من المنازعات القضائية وتهيئة الأرضية الخصبة للاستثمارات باعتبارها الركيزة الأساسية للتطوير الاقتصادي وأحد مقومات التنمية الشاملة. وأوضح أن الدورة تأتي تنفيذاً لما جاء في مصفوفة الإجراءات التنفيذية للأولويات الحكومية العشر الأولوية الخامسة التي أقرها المكتب التنفيذي الوزاري والتي من ضمنها معالجة مشاكل الأراضي وضمان حقوق الملكية العامة والخاصة. لافتاً إلى ان وزارة العدل أقامت في ديسمبر الماضي الدورة التدريبية الأولى للأمناء التابعين لمحافظات (عدن، لحج، أبين) وان هذه الدورة الثانية المخصصة لعدد (100) أمين يتبعون مديريات أمانة العاصمة ومديريات، سنحان، همدان، بني مطر، بلاد الروس، وبني بهلول، بني حشيش ارحب، خولان، والتي سوف تستمر لمدة ثلاثة أيام. حضر الدورة التدريبية عميد المعهد العالي للقضاء عضو مجلس القضاء الأعلى الدكتور يحيى الجرافي، ووكيل وزارة العدل لقطاع التوثيق القاضي حيدرة باجارة، ووكيل الهيئة العامة للأراضي زياد القوسي، ورئيس استئناف أمانة العاصمة القاضي يحيى العنسي، ومستشار وزارة العدل لشؤون التدريب عبدالحميد الضحياني.