انطلقت الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس اللبناني ميشال سليمان على مدى يومين لتكليف شخصية لتشكيل حكومة جديدة وسط تسمية المعارضة لرئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي ورفض رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الذي ترشحه الأغلبية المشاركة في حكومة تشكلها المعارضة, وبدأت الاستشارات النيابية بلقاء مطول بين الرئيس سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلى صعيد متصل أعلن ميقاتي ترشحه بصورة رسمية لتشكيل حكومة جديدة.. مؤكداً في بيان ان هذا الترشح أساسه اقتناعي أن صيانة مسيرة السلم الأهلي وتحصين الساحة الداخلية في وجه التحديات المرتقبة يحتاجان إلى وقفة وطنية جامعة. كما أكد تطلعه إلى تعاون جميع القادة اللبنانيين لنكون معاً فريق عمل متضامناً يخرج البلاد من الأزمة الحادة التي تتخبط بها.. مضيفاً: لا أنظر إلى ترشحي على انه تحدٍ لأحد بل هو فرصة لإعادة وصل ما انقطع بين هؤلاء القادة انطلاقاً من تجربتي السابقة في رئاسة الحكومة ومن وسطيتي التي تجمع ولا تفرق. واعتبر ميقاتي نفسه رجلاً وسطياً وفاقياً ومرشح الاعتدال.. مشدداً على ان وسطيته “حاجة ضرورية للمحافظة على خصوصية لبنان ووحدته وتنوعه ونظامه الديموقراطي البرلماني وصيغة العيش المشترك”. ويعد ميقاتي أحد نواب الكتلة الطرابلسية النيابية المستقلة التي تضم بالإضافة إليه كلاً من محمد الصفدي وأحمد كرامي وقاسم عبدالعزيز. تجدر الإشارة إلى ان ميقاتي شكل حكومة مصغرة تضم 14 وزيراً في 19 من شهر ابريل من العام 2005 كانت مهمتها إجراء الانتخابات النيابية ضمن المهلة الدستورية في ذلك العام. من جانبه أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن سبعة من أعضاء كتلته يؤيدون تسمية مرشح حزب الله وحلفائه في المشاورات البرلمانية التي جرت أمس وتجرى اليوم لاختيار رئيس حكومة جديدة خلفاً لحكومة سعد الحريري. وقال جنبلاط في تصريحات له أمس الاثنين ان جبهة النضال الوطني المؤلفة من وليد جنبلاط وايلي عون وغازي العريضي وعلاء ترو وأكرم شهيب ونعمة طعمة ووائل أبوفاعور تسمي الرئيس نجيب ميقاتي للمرحلة المقبلة في الوزارة. وبدعم جنبلاط يكون قد تأكد فوز مرشح حزب الله وحلفائه ولهم 57 مقعداً في البرلمان بأغلبية لاختيار رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي لرئاسة حكومة جديدة وهو ما من شأنه أن يستبعد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. من جهة أخرى واصل طيران الاحتلال الاسرائيلي انتهاكه لسيادة الأجواء اللبنانية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بقيام طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار بالتحليق الليلة قبل الماضية وحتى صباح أمس فوق عدد من المناطق اللبنانية. وجاء في بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني أمس الاثنين أن هذه الطائرة اخترقت الأجواء اللبنانية من فوق بلدة الناقورة الجنوبية ونفذت طيراناً دائرياً فوق منطقتي الجنوب وبيروت. وأشار البيان إلى أن الطائرة المعادية غادرت الأجواء اللبنانية صباح أمس من فوق بلدة رميش الحدودية إلى شمال فلسطينالمحتلة.