اكد رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي أمس انه سيشكل حكومة تحمي العيش المشترك وتلتزم اتفاق الطائف متطلعا الى تعاون جميع الاطراف معه. وقال ميقاتي في كلمة وجهها من القصر الجمهوري عقب اجتماعه الى الرئيس ميشال سليمان وصدور بيان تكليفه تشكيل الحكومة: “سأشكل حكومة تحمي العيش المشترك والقواعد الدستورية وتواجه بمسؤولية كل التحديات”. واعرب عن ثقته بأن الخروج من هذه الاوضاع يتطلب خطوات استثنائية لمواجهة التحديات. واضاف ميقاتي انه اكد للرئيس سليمان انه سيجري الزياره التقليدية لرؤساء الحكومات السابقين اليوم وسيبدأ مشاوره يوم غداًالخميس “. وأكد ان الحكومة التي يتطلع لتشكيلها “ستحدد من بيانها الوزاري القواعد الاساسية لسياستها لا سيما الهم الاقتصادي والمعيشي الذي يتصدر اهتماماتي وسنسعى لتحقيق تنمية مستدامة لتأمين فرص عمل جديدة وسيكون لآراء الوزراء المجال الواسع للتفاعل”. وأشار الى ان “الاستشارات ليست انتصارا لفريق على آخر بل انتصار للمحبة امام الاحقاد ولا مكان للكيدية في ممارستي مسؤولياتي ولن اتردد لحظة في احقاق الحق فالحكم ممارسة مسؤولة عنوانها التسامح والحزم والعزم وسأبقى كما خبرتموني وكما علمتني طرابلس وسطيا في مواقفي وسياستي حازما لمصلحة وطني فمن اراد ان يحتكم للمؤسسات لن يرضى ابدا بفوضى الشارع”. ودعا ميقاتي “القيادات الى احترام الخصوصية اللبنانية لأنه ما من مرة اختلف اللبنانيون الا دفعوا هم الثمن” قائلا “يدي ممدودة كي نبني ولا ندمر ونتعلم من عبر الماضي ودروسه ولنقبل معا على رهان الرابح فننقد انفسنا وننقذ لبنان”. هذا وكان قد كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الثلاثاء رئيس الوزراء اللبناني السابق والنائب الحالي نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة بعد يومين من الاستشارات النيابية الملزمة مع أعضاء المجلس النيابي اللبناني . وحصل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق والنائب الحالي نجيب ميقاتي على تاييد 68 نائبا لبنانيا من 128 يشكلون أعضاء البرلمان، لترؤس حكومة جديدة بحسب مصادر رسمية. وذكرت المصادر أن الاستشارات التي بدأها الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الأثنين مع النواب بهدف تسمية رئيس جديد للحكومة قد إنتهت اليوم الثلاثاء. وأعلن النواب أمس عن أسم المرشح الذي يؤيدونه للصحفيين لدى خروجهم من الاجتماع مع ميشال سليمان. ويكلف الرئيس اللبناني اجمالا الشخصية التي تحصل على أكبر نسبة تأييد بين النواب بتشكيل حكومة جديدة. وكانت الاحتجاجات الشعبية قد عمت معظم المناطق اللبنانية صباح أمس استنكارا لترشح رئيس الوزراء الاسبق النائب نجيب ميقاتي لرئاسة حكومة جديدة وتضامنا مع رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري. وتجمع الالاف من انصار الحريري في مدينة (طرابلس) التي شهدت اقفالا عاما فيما شهدت مناطق البقاع وتحديدا في (قب الياس) و(جب جنين) اعتصامات واحتجاجات شعبية مماثلة تم خلالها احراق الاطارات المطاطية وقطع بعض الطرق. ورفع المتظاهرون صورا للرئيس الحريري ويافطات منددة باستمرار ترشح ميقاتي.. داعية في الوقت نفسه ميقاتي الى العدول عن ترشحه. كما شهدت بيروت حركة احتجاجات مماثلة في منطقة (الكولا) والطريق الجديدة في بيروت حيث قام المتظاهرون باضرام النيران في مستوعبات النفايات واشعال الاطارات المطاطية فيما ترددت معلومات عن اطلاق للنار في بعض المناطق. ويأتي هذا التحرك الشعبي بعد ان اعلن مجلس قيادة (تيار المستقبل) في الشمال الليلة قبل الماضية “يوم غضب شعبي” يعم كافة المناطق اللبنانية تأييدا للحريري ورفضا لتسمية ميقاتي كمرشح لرئاسة حكومة جديدة. وشهدت معظم الطرقات اللبنانية والاسواق التجارية حركة خفيفة جدا واقفال للمدارس الرسمية والخاصة في ظل مخاوف المواطنين على الاستقرار العام فيما تجوب دوريات الجيش اللبناني شوارع العاصمة والمناطق لتثبيت الامن وفتح الطرقات. وكان حزب الله وحركة امل قد اعطوا تعليمات صارمة لمناصريهم بعدم النزول الى الشارع حفاظا على السلم الاهلي في حين يتولى الجيش اللبناني عملية حفظ الامن والاستقرار من خلال تكثيف دورياته الراجلة والمؤلمة وفتح الطرقات ومنع استهداف الممتلكات العامة والخاصة. وعقب أعمال العنف والشغب التي شهدتها طرابلس ناشد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبناني سعد الحريري أمس مناصريه التزام اعلى درجات الهدوء .. رافضا كل مظاهر الشغب في الشارع. واعلن الحريري في كلمة موجهة الى اللبنانيين اثر الاحتجاجات الشعبية التي عمت معظم المناطق اللبنانية المؤيدة له رفضه كل مظاهر الشغب في الشارع والتي تشوه الاهداف النبيلة لهذه التحركات. وتوجه الحريري الى مناصريه بالقول الغضب لا يكون بالتعدي على حرية الاخرين وبأعمال الشغب مهما كانت الدوافع لذلك.. مضيفا انه علينا ان نقتدي باليوم التاريخي لقوى 14 اذار/مارس في عام 2005 وبالمسيرة الديمقراطية للشهيد رفيق الحريري. كما دعاهم الى رفع الاعلام اللبنانية قائلا سأكون معكم في السراء والضراء احمل معكم لواء الدولة ومؤسساتها الشرعية ندافع معا عن سيادة لبنان وكرامة اهله مهما غلت التضحيات.. لا تعطوا احد ذريعة اللجوء الى الشارع. من جانبهااعربت الحكومة القطرية أمس الثلاثاء عن احترامها للنهج الديمقراطي في التشاور الذي أسفر عن اختيار نجيب ميقاتي رئيسا مكلفا للوزارة في للبنان. ونقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية القول ان دولة قطر تحرص على استمرار الاخاء والحفاظ على صيغة العيش المشترك بين فئات الشعب اللبناني الشقيق واحترام خياراته الديمقراطية.