هيَّأت حقيبة السفر ، أدخلتْ بعض الأغراض الخاصة بي في حقيبه يدها ، منديلي البنفسجي المنقوش على إحدى زواياه أول أحرف أسمي ،كذلك قنينة العطر، وقالب الكحل، والحمرة خاصتي . إنها ترتدي ثيابي، وتنتعل حذائي ،تضع في بنصر يدها خاتم زواجي !! هي ليست بأنا، عيناها لا تشبهان عيني ، قامتها ليست كقامتي !، حملتْ في إحدى يديها الحقيبة ، وتأبطت في ذراعها الأخر زوجي الغارق في غيبوبة الإعياء، سوف يرحلان بعد بضعة دقائق، فركتُ عيني بقوه ،وقفت أمام المرآة الملتصقة بالحائط ،وجدت أمامي امرأة في منتصف الثلاثين ، بثوب بالٍ، وحذا ء مقطوع، تسطو الكآبة على ملامحها ، هرعت خلفهما فزعة ،ابحث عن حقيقتي بين امتعتهما ، وقفت أمامها أحاول منعهما من الرحيل، لكنها دفعتني بقوة، وانتزعت مني سلسلة مفاتيحي.. لم تكتفِ بسلبي أغراضي ، ركضت خلفهما، وأخذت أشد ذراع زوجي نحوي،حينها التف خمسة أطفال حولي، أخذوا بتلابيب ثوبي البالي،شرعوا في تمزيقه عند عتبة الباب ،وقتذاك راحت عيناي تتسعان أكثر وأكثر، وهي تقتفي ظلهما البليد غير الآبه بتوسلاتي .