التقى نائب الرئيس المصري عمر سليمان ورئيس مجلس الوزراء أحمد شفيق أمس الخميس بمقر المجلس مع مجموعة من ممثلي ورؤساء الأحزاب المصرية المعارضة التي اتفقت على المشاركة في الحوار الوطنى.. وذكرت وكالة انباء الشرق الأوسط ان هذا اللقاء يأتي في إطار تنفيذ تكليفات الرئيس المصري حسني مبارك إجراء حوار مع قادة وممثلي القوى الوطنية وزعماء الأحزاب السياسية في البلاد لتحقيق الاستقرار وبحث التعديلات التشريعية المتعلقة بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وانتخابات مجلس الشعب. وكان الائتلاف الوطني المصري للتغيير الذي يضم 10 من أحزاب المعارضة قد استجاب أمس الأول لدعوة سليمان بالدخول في الحوار حول القضايا المصرية بهدف الحفاظ على أمن واستقرار البلاد. وأكد الائتلاف الذي يضم أحزاب الوفد, والتجمع الناصري, والجيل العربي الاشتراكي, والخضر, والشعب, والسلام, والأحرار, وشباب مصر, ان القبول بمبدأ التفاوض والحوار لا يعني انهم يمثلون أحداً غير من يمثلونهم ولا يملكون توجيه أحد بالقبول أو الرفض إلا أنفسهم.. وأشار البيان وفقاً لما نقلته وكالة انباء الشرق الأوسط إلى أن أعضاء الائتلاف الوطني للتغيير اجتمعوا أمس ليعلنوا أن متغيراً جديداً قد طرأ على الموقف من الحوار مع مؤسسات الحكم بعد أن أعلن وتعهد الرئيس المصري محمد حسني مبارك أنه لن يتقدم للترشح مرة أخرى لرئاسة الجمهورية واستجابته لمطالب الجماهير وأهمها التعديل الدستوري والتشريعي ومحاكمة الفساد والمتسببين في الفراغ الأمني. وفى سياق متصل أعلن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم أمس الخميس استنكاره للأحداث المؤسفة التي شهدها ميدان التحرير وسط العاصمة مساء أمس.. معرباً عن رفضه استخدام العنف بين المصريين. وأكد الحزب في بيان له بثه أمس على موقعه الالكتروني احترامه حق الجميع في التعبير عن رأيه.. داعياً المواطنين الراغبين في التعبير عن الرأي وخاصة الشباب منهم إلى عدم مواجهة بعضهم البعض أو التواجد في نفس مكان التظاهر حماية لحقهم وحفاظاً على سلامتهم. وعلى الصعيد الميدانى شهد ميدان التحرير بوسط القاهرة بعد ظهر أمس اشتباكات محدودة في منطقة التماس بين المتظاهرين المناهضين للرئيس المصري محمد حسني مبارك والمؤيدين له الذين قدموا من بعض ضواحي العاصمة وقد أقامت قوات الجيش منطقة عازلة بين الفريقين حالت دون نشوب مواجهات مباشرة وعنيفة مثلما وقع أمس. وكان قائد المنطقة المركزية بالقوات المسلحة المصرية قد تفقد قبل ظهر أمس ميدان التحرير وهو ما بعث رسالة اطمئنان بتجنب وقوع أحداث الأمس والتي وصفها رئيس الوزراء المصرى الفريق أحمد شفيق بأنها كارثة في عدة تصريحات له في القاهرة أمس وأعلن عن بدء التحقيق فيها فوراً من قبل الجهات المختصة. من جانبها تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من ضبط 297 سجيناً هارباً في 18 محافظة و431 قطعة سلاح متنوعة.. ومازالت تواصل جهودها لضبط العناصر الإجرامية والخارجين عن الشرعية والقانون لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.. ذكر ذلك بيان لوزارة الداخلية المصرية أمس.. مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت أمس من إلقاء القبض على 160 سجيناً في 10 محافظات، بجانب ضبط عدد كبير من الأسلحة النارية المتنوعة. من جانبه تعهد رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق بإجراء تحقيق فوري وسريع لمعرفة المتسببين في أحداث الأمس الأول الدامية التي جرت في قلب القاهرة في ميدان التحرير.. وقال شفيق خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الخميس بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط: أتعهد أمام الشعب المصري أن هذا الوضع لن يمر مرور الكرام.. مضيفاً أنه أجرى اتصالات هاتفية الليلة الماضية مع عدد من المحتجين من الشباب في ميدان التحرير وأنه على استعداد للذهاب إلى الميدان ومحاورة المحتجين. وأكد شفيق أن أحد بنود خطاب تكليفه بتشكيل الوزارة هو التحقيق الكامل والعميق في أسباب ما تم من غياب أمني كامل عن الساحة خلال الفترة الماضية، والذي أدى إلى فقدان الكثير من المال العام والأمن الشخصي والعائلي والأسري.. وجدد رئيس الوزراء المصري في المؤتمر الصحفي اعتذاره عن الأحداث الدامية التي جرت أمس في ميدان التحرير والتي أسفرت عن وقوع ضحايا وإصابات. من جهة أخرى ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان نائب الرئيس المصري عمر سليمان ورئيس مجلس الوزراء أحمد شفيق عقداً اجتماعاً أمس مع مجموعة من ممثلي ورؤساء الأحزاب المصرية التي اتفقت على المشاركة في الحوار الوطني.. وأضافت الوكالة ان هذا اللقاء يأتي فى إطار تنفيذ تكليفات الرئيس المصري حسني مبارك إجراء حوار مع قادة وممثلي القوى الوطنية وزعماء الأحزاب السياسية في البلاد لتحقيق الاستقرار وبحث التعديلات التشريعية المتعلقة بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وانتخابات مجلس الشعب. من جهة أخرى أعلن النائب العام في مصر المستشار عبدالمجيد محمود أمس الخميس أنه قرر منع عدد من الوزراء والمسؤولين السابقين من السفر وهم أحمد عز, أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني/ ومحمد زهير جرانة/ وزير السياحة السابق / وأحمد المغربى/ وزير الاسكان السابق/ وحبيب العادلي/ وزير الداخلية السابق/ وعدد آخر من المسؤولين في بعض الهيئات والمؤسسات العامة من السفر خارج البلاد وتجميد حساباتهم فى البنوك لحين عودة الاستقرار الأمني وقيام سلطات التحقيق والسلطات الرقابية بإجراءات التحري والتحقيق لتحديد المسئوليات الجنائية والإدارية في كافة تلك الوقائع. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان النائب العام أوضح ان ذلك القرار يأتي في ضوء الأحداث الجارية وملاحقة المتسببين في ما شهدته البلاد من أعمال التخريب والنهب والسرقة للممتلكات العامة والخاصة وإشعال الحرائق والقتل والانفلات الأمني والإضرار بالاقتصاد القومي. شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أعرب من جانبه عن أسفه الشديد للاشتباكات التي وقعت مؤخراً في ميدان التحرير بالقاهرة.. مشدداً على ضرورة التوقف فوراً عما وصفها بالعصبية الغاشمة والجاهلية والجهلاء.. وقال الطيب في تصريح نقله التلفزيون المصري أمس: “هذه المواجهات المحزنة ستعود على الجميع بعواقب لا يعلم خطرها إلا الله”.. داعياً الشباب المصري بضرورة التحاور. من جانب آخر نفى وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر الدكتور زاهي حواس صحة تقارير اخبارية أشارت إلى وقوع حالات سرقة في منطقة (سقارة) الأثرية بمحافظة الجيزة.. مؤكداً ان الآثار المصرية على مستوى البلاد بخير ومؤمنة.. وذكر حواس في تصريح للتلفزيون المصري ان القوات المسلحة والقوات الأمّنية, والشباب المصري هم من يقومون بحماية الآثار المصرية والمتاحف, معرباً عن أسفه للأحداث الراهنة ومؤكداً ضرورة العودة إلى العقل والحكمة للخروج من المأزق الحالي. كما أعلن وزير الصحة المصري الدكتور أحمد سامح فريد أن عدد قتلى أحداث ميدان التحرير ارتفع إلى خمسة قتلى و836 مصاباً. وأشار الوزير المصري في تصريح بثه التلفزيون المصري أمس إلى وجود 86 شخصاً من بين المصابين تتراوح إصابتهم ما بين جروح عميقة وبسيطة وكسور. وقال إنه سيقوم بزيارة المصابين في مستشفيات الهلال وقصر العيني والدمرداش والمنيرة ومعهد ناصر وغيرها أمس. وأضاف انه سيعقد اجتماعاً مع قيادات الوزارة لدراسة الموقف الحالي ووضع كافة الترتيبات اللازمة تحسباً لأي ظروف. إلى ذلك أكد عدد من المحافظين المصريين أمس الخميس استقرار الأوضاع في محافظاتهم وعودة الهدوء النسبي إليها.. داعين وسائل الإعلام المختلفة إلى نقل الأحداث بموضوعية ومصداقية. ونفى محافظ الفيوم الدكتور جلال سعيد لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن يكون هناك تنظيم لمظاهرة مليونية في المحافظة. من جانبه قال محافظ حلوان قدري أبو حسين إن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها بالمحافظة.. مشيراً إلى أن المستشفيات بمحافظة حلوان تعمل بكفاءة عالية.. واعتبر محافظ البحيرة محمد شعراوي أن المظاهرات أثرت بشكل سلبي على حركة الحياة بالمحافظة لكن الحياة بدأت تسير الآن إلى الأفضل.. مطالباً بضرورة أن تكون هناك وقفة لما يحدث للحفاظ على مصر وعلى مصالحها.. من ناحيته أوضح محافظ دمياط الدكتور محمد محمود يوسف أن الحالة الأمنية بدمياط مستقرة وأن جميع المستشفيات تعمل بكامل طاقتها متزامنة مع انتظام حركة المرور.