هذا هو العالم ياسيدتي بلا مَسَاحيق بلا رتوش في شعره المنفوشِ في قوله المغشوشِ ونحن في الشعر نعيشُ بين قصتين قصة العالم ضاحكاً وباكياً وجائعاً .. وحافياً وعارياً .. وشاكياً نعيش بين مظلومٍ وظالمٍ وجاهل وعالمٍ والشعر يا سيدتي : علّم بعضنا النزاهةْ وبعضنا علّمه السفاهة وبعضنا علّمه البلاهة وبعضنا علّمه العتاهة والعالم اليوم بشرقه وغربه يعيش أزمتين يأكل وجبتين ولم يعد عالمنا أليفاً ولم يعد يبالي أبداً بما يصير إن عاش كالدجاج تارة أو عاش كالحمير * * * الحلم ياسيدتي ان تكبر الطفولة وان نعيش حول شمعتين نكتب في دفاتر الحب حكاية لوردتين تنموان في حديقتين تمسيان نجمتين وتصبحان بسمتين تضحكان في الربيع والخريف وتمسحان ظلمة الليل الكثيف فيقرأ الأطفال عندها حكاية العاشقة الولهانة وقصة الحبيب عندما يعود نحوها قبل المغيب يمنحها فاكهة طريَّةْ وكلمة تطربها نديّةْ تحفظها أغنيتين ولا تكون كذبتين * * * فالعالم الجميل صار ياسيدتي حكاية من الخيال وأحسن الأخلاق ياسيدتي غدتْ من الخَبَال .. والراحلون يا سيدتي من عالم الإنسان لعلهم سيرجعون يلعنون ظلمنا.. نفاقنا ويعلنون حظنا .. بأسوأ الأقوال.. فعالم صار يوازي جاهلاً ومبصر وحالم يخاطب الحمقى فيهزأون، ثم يضحكون فنحن ياسيدتي: نعيش كالمهرجين يضحك بعضنا من بعضنا هذا هو العالم ياسيدتي بلا مساحيق بلا رتوش. 20/ابريل 2010م