اعتبرت اسبانيا أمس الأربعاء ان عام 2011م يعد “عاماً حاسماً” للاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدة في الوقت نفسه أنها “ملتزمة بشكل كامل بإقامة الدولة الفلسطينية ودعم جهود كافة الأطراف لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط”. وشددت وزيرة الخارجية الاسبانية ترنيداد خيمينث في تصريح لها على أن “الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي دام عقوداً من الزمن يتمثل في الاعتراف بوجود دولتين مستقلتين” مشيرة إلى أن بلادها تدعم جهود كافة الأطراف لتحقيق السلام في المنطقة. وأوضحت خيمينث أن “الجهود التي بذلتها السلطات الفلسطينية في تعزيز مؤسساتها الديمقراطية وتوفير جميع الشروط والمعطيات الأساسية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة تمثل عاملاً مهماً في جعل الاعتراف باستقلالها حقيقة واقعية” مشددة على ضرورة “التفاوض مع اسرائيل بهذا الخصوص لدراسة الآثار المحتملة للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة تحظى بالاعتراف الدولي”. وأكدت أن “اسبانيا ستواصل جهودها الرامية إلى إعادة بناء جسور الثقة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات المباشرة, ونحن نسعى للعب دور فاعل وحيوي للتوسط بين الطرفين ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط”. يذكر أن وزيرة الخارجية الاسبانية قامت مؤخراً بجولة استمرت ثلاثة أيام إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة واسرائيل بهدف حث الطرفين على اتخاذ خطوات للتوصل إلى حل سلمي لإنهاء الصراع القائم. من جهة أخرى حذر علماء ورجال دين فلسطينيون أمس الأربعاء من تصاعد الانتهاكات الاسرائيلية بمدينة القدسالمحتلة من حيث مصادرة الأراضي واستمرار سياسة هدم المنازل، وإرغام المواطنين على هدم منازلهم بأيديهم، إضافة إلى انتهاك حق الإقامة وغيرها من الانتهاكات. وعرض رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني يوسف ادعيس خلال مؤتمر صحفي عقد في رام الله، الانتهاكات المستمرة بحق مدينة القدس وأهلها، محذراً من خطورة تزايد هذه الانتهاكات. وأوضح ادعيس أن ما تناقلته وسائل الإعلام الاسرائيلية مؤخراً من صور لجسم مضيء فوق قبة الصخرة، ما يمثل إلا خطة عسكرية خبيثة ومحاولة اسرائيلية للنيل من المسجد الأقصى. بدوره أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين، أن اسرائيل تقوم بحملة شاملة ومنظمة لتهويد القدس ومقدساتها من خلال تكثيف الاستيطان في قلب المدينة وحولها، لعزلها وتضييق الخناق على أهلها وأحيائها. وطالب وكيل الشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور حنا عيسى الدول بسحب بعثاتها الدبلوماسية من اسرائيل التي لا تتعامل وقواعد القانون الدولي، والانتقال من حالة الشجب والاستنكار إلى آليات فاعلة لدعم شعبنا ووحدته، ولحماية المدينة المقدسة من الانتهاكات الخطيرة. إلى ذلك أقرّت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس برنامجاً تهويدياً جديداً للمعالم الإسلامية في الضفة الغربية من بينها تغيير تاريخ الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل وتزوير هويته الإسلامية من خلال تنظيم رحلات طلابية إليه بهدف تقديم هذا المعلم الإسلامي على أنه يهودي.. وقالت مصادر إعلامية فلسطينية إن وزارة التعليم الاسرائيلية طرحت الفكرة من أجل تعريف الطلبة بما أسمته الجذور التاريخية لاسرائيل على حد زعمها. يذكر أن الحرم الإبراهيمي الشريف هو أقدم مساجد مدينة الخليل في فلسطين وأبرز ما يميزها ويحيط به سور كبير يرجح أن أساساته بنيت قبل حوالي الألفي عام, والشرفات الواقعة في الأعلى تعود للعصور الإسلامية وتم بناء سقف للحرم وقباب في العصر الأموي وفي العصر العباسي فتح له باب من الجهة الشرقية, كما عني الفاطميون به وفرشوه بالسجاد وحرره القائد صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين في عام 1172. وكانت سلطات الاحتلال قد قررت مؤخراً ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح وأسوار البلدة القديمة في القدس وغيرها من المعالم الأثرية الفلسطينية إلى 150 موقعاً أثرياً ودينياً وتاريخياً إسلامياً ومسيحياً ضمن ما أسمته قائمة التراث اليهودي وسط إدانة دولية وفلسطينية واسعة.. من جهة أخرى اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس مدينة جنين شمال الضفة الغربيةالمحتلة وعدداً من قراها وتركزت حملتها في قرى جنوبالمدينة وقامت بأعمال تمشيط حتى ساعات الصباح.. وقالت مصادر محلية فلسطينية إن عشر آليات عسكرية اقتحمت مدينة جنين فجراً وشنت حملة تمشيط في محيط منطقة صباح الخير ومرج ابن عامر حتى الخامسة من فجر أمس. كما توغلت خمس آليات عسكرية يرافقها ضابط مخابرات اسرائيلي في بلدة كفر راعي وداهمت منزلين يعودان لكل من: حافظ حسن ملحم، وهاني أحمد خير الله، واستجوبوا سكان المنزل في العراء حتى ساعات الصباح. من جهة أخرى أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً مفاجئاً على المدخل الجنوبي لبلدة عرابة جنوب مدينة جنين وشنت حملة تمشيط في الأراضي المفتوحة دون اعتقالات, كما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي تسعة مواطنين فلسطينيين شمالي رام الله. وذكرت الإذاعة الاسرائيلية أن قوات الاحتلال اعتقلت تسعة فلسطينيين ممن أسمتهم بالمطلوبين في شمالي رام الله, مشيرة إلى أنه قد تم إحالتهم إلى الجهات الأمنية بدعوى التحقيق معهم. وتشن قوات الاحتلال حملات اعتقالات ومداهمات بصورة مستمرة وشبه يومية بحق الفلسطينيين في القدسالمحتلة بحجج ودواعٍ واهية.