خطت مؤسسة اليتيم التنموية خطوات استثمارية جديدة تبشر بميلاد قدرات صناعية غير عادية من شأنها نقل العمل الخيري من التقليد والتنظير إلى العمل المنتج في شريحة من شرائح المجتمع الأمر الذي يبقي اليتيم نافعاً لمجتمعه وأمته. ففي أكتوبر 2010م دشّن رئيس الجمهورية مرحلة التصنيع في المؤسسة' حيث افتتح أول مصنع للسخانات الشمسية (سولارتك) في اليمن بشراكة يمنية - ماليزية وبمواصفات عالمية وبسعاة وأحجام مختلفة تتراوح بين 150 - 320 لتراً بحسب الطلب. وفي يناير 2011م دشّن رئيس مجلس الشورى - رئيس المجلس الصناعي الخيري - عبدالعزيز عبدالغني العمل في معمل صياغة الذهب والإكسسوارات التابع للمؤسسة والذي تم تمويله على نفقة مجموعة الكبوس للتجارة والاستثمار, وهي خطوات عكست على أرض الواقع شعار “من الاحتياج إلى الإنتاج” بتضافرها مع عدد من الخطوات الإنتاجية التي دشنتها المؤسسة خلال فترات سابقة في صناعة الألمنيوم والموبيلايا وتشكيل الحديد وصناعة المفروشات والطباعة. وأوضح نائب مدير قطاع الاستثمار في مؤسسة اليتيم التنموية - مدير مصنع السولارتك المهندس صالح الجلاب لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن الأيتام في المؤسسة يخضعون لعلميات تدريب مستمرة في عدد من التخصصات منها الإلكترونيات والألمونيوم والحدادة والنجارة والدعاية والإعلان والكهرباء والخياطة. مشيراً إلى أن المؤسسة تولي الأيتام فيها العناية الكاملة من حيث التغذية والتربية والتعليم إلى التأهيل والتوظيف.. لافتاً إلى أن المؤسسة تقوم بتدريب الأيتام من مركز رئيس الجمهورية للأيتام في الورش التابعة لها, كما تعمل على توظيف 60 بالمائة من خريجي المركز في قطاع الاستثمار والمصانع التابعة لها والتي منها مصنع سولارتك ومصنع تكنوبلاس للألمونيوم ومعمل صياغة الذهب والاكسسوارات ومطابع يمن استر ومعمل نسيج للخياطة والمجمع الفني للموبيليا ومعمل تشكيل الحديد. ويضيف الجلاب أن حوالي 90 بالمائة من موظفي الوحدات الإنتاجية في المؤسسة هم من خريجي مركز رئيس الجمهورية لليتيم.. موضحاً أن الأيتام العاملين في قطاع الاستثمار بالمؤسسة يظهرون إبداعاً غير مسبوق كما هو الحال في المجال الأدبي, حيث يحصل الأيتام في مركز رئيس الجمهورية على العديد من الجوائز في هذا المجال. ويتابع الجلاب حديثه: إن المؤسسة أخذت على عاتقها مسؤولية تدريب اليتيم وتأهيله في العديد من الدول الصديقة والشقيقة بماليزيا وتركيا والسعودية, حيث يتم ابتعاث الأيتام بعد توظيفهم في قطاع الاستثمار لاكتساب خبرة أكبر في مجال تخصصهم. ففي مصنع السخانات الشمسية سولارتك أوفدت المؤسسة 18 يتيماً إلى ماليزيا على أساس دراسة التصنيع, وبعد تأهيلهم عادوا إلى المؤسسة وتم افتتاح المصنع بشراكة مع مصنع سولارتك في ماليزيا. ولفت نائب مدير قطاع الاستثمار في مؤسسة اليتيم التنموية - مدير مصنع السولارتك إلى أن عدد العاملين في المصنع وهم من الأيتام يبلغ 20 عاملاً ينتجون في اليوم 30 سخاناً شمسياً وفق مواصفات عالية فيما يتم تدريب أيتام آخرين في المصنع من خلال المجموعة التي تدربت في ماليزيا وفق خطة معدة من المؤسسة لتأهيل الأيتام. ويوجد في المصنع حالياً خطان للإنتاج, يتم في خط الإنتاج الأول إنتاج خزان السخان الداخلي, فيما يتم في خط الإنتاج الثاني إنتاج الخزان الخارجي, وعبر عدد من الخطوات التي تم تدريب الأيتام في المؤسسة عليها حتى الإتقان يكون السخان الشمسي جاهزاً للاستخدام النهائي وبعمر افتراضي يصل إلى 40 سنة وتتم ضمانتها خمس سنوات من أي خلل مصنعي وفني مع خدمة ما بعد البيع مجاناً من تركيب وصيانة لمدة ثلاث سنوات. اليتيم عبدالله محمد عبده, وهو خريج مركز رئيس الجمهورية للأيتام يقول: تم الاهتمام بنا منذ البداية من خلال توفير التعليم الأساسي والثانوي, وبعدها بعثنا من المؤسسة للتدرب في ماليزيا, وهناك تدربنا لمدة سنة وأخذنا الخبرة في مجال الكهرباء, ثم تم نقلنا لأخذ الخبرة في صناعة السخانات وتعلمنا كيفية الإنتاج بجميع مراحلها حتى صرنا قادرين على الإنتاج وفق المواصفات العالمية ومواصفات المصنع الأم للسولارتك. ويحكي عبدالله عن شعوره حالياً قائلاً: شعوري لا يمكن وصفه, وأعتقد أن هذا شعور كل الزملاء هنا من الأيتام, فقد كنا محتاجين للمساعدة والرعاية, ولكننا اليوم عمال صناعيون قادرون على الإنتاج والعطاء والمساهمة في خدمة البلاد وتطوير الصناعات فيها.. إننا فعلا فخورون بما حققناه, ونكن الشكر لكل من دعمنا لنقف على أقدامنا بهذه الطريقة المشرفة. وعن السخان الشمسي ومميزاته, يقول نائب مدير قطاع الاستثمار في مؤسسة اليتيم التنموية: إن السخان الشمسي يمتاز بالعديد من المميزات, فعوضاً عن توفير المال وعدم وجود كلفة تشغيلية لهذا النوع من السخانات وطاقتها المتجددة التي لا تنضب فإنها صديقة للبيئة بعيدة عن المخاطر وذات تقنية بسيطة نسبياً وغير معقدة بالمقارنة مع التقنية المستخدمة في مصادر الطاقة الأخرى ما يجعل هذه السخانات أكثر مناسبة لاستخدامها في المنشآت الصناعية والمنشآت الحكومية والمجمعات السكنية والفنادق والمستشفيات والمطاعم والكفتيريات والمنازل, والأهم من ذلك كله في المناطق البعيدة عن الطاقة الكهربائية. وتواجه البشرية إشكالية نضوب الطاقة التقليدية مستقبلاً على غرار الفحم والنفط والغاز إلى جانب ما خلفته من دمار وتلوث للبيئة والاحتباس الحراري, وانقراض لبعض النباتات والحيوانات وزيادة أسعار الغذاء, فأصبح من المحتم على الإنسان البحث عن مصادر أخرى يستطيع بها الاستمرار في الحياة بعد أن أصبح أسيراً للطاقة لا يستطيع الفكاك منها أو الحياة دونها, فاتجه إلى مصادر الطاقة البديلة والمتجددة والنظيفة التي لا تؤثر على البيئة..وقد أضحت الطاقة الشمسية في عصرنا الحالي دخلاً قومياً لبعض البلدان, حتى إنه في دول الخليج العربي والتي تعتبر من أكثر بلاد العالم غنىً بالنفط، تستخدم الطاقة الشمسية بشكل رئيس وفعّال. وتعد المملكة الأردنية الهاشمية الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في تفعيل واستخدام الطاقة الشمسية وتصنيع وإنتاج وتطوير السخانات الشمسية، والتي تصل نسبة استخدامها إلى 40 في المائة من مجموع البيوت السكنية، ويركب فيها سنوياً ما يقارب من 15 ألف سخان شمسي طبقاً للإحصاءات الرسمية، هذا بالإضافة إلى استخدامها في المستشفيات والمدارس والفنادق وتدفئة برك السباحة، وفي العديد من التطبيقات الصناعية والخدمية والزراعية، حيث يتم تركيب السخان الشمسي الذي يتناسب مع جميع التطبيقات على اختلاف أحجامها كنظام مستقل ودائم أو كنظام مساعد لأنظمة التدفئة المركزية وأنظمة تسخين المياه.