تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    "سيتم اقتلاعهم من جذورهم": اكاديمي سعودي يُؤكّد اقتراب نهاية المليشيا الحوثية في اليمن والعثور على بديل لهم لحكم صنعاء    وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يطلع نظيره الباكستاني على آخر مستجدات جهود إنهاء حرب اليمن    أخيرًا... فتيات عدن ينعمن بالأمان بعد سقوط "ملك الظلام" الإلكتروني    حوثيون يرقصون على جثث الأحياء: قمع دموي لمطالبة الموظفين اليمنيين برواتبهم!    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    الرئيس الزبيدي يعود إلى عدن بعد رحلة عمل خارجية    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبراج الهاتف الجوال..مصدر قلق لجيرانها..
نشر في الجمهورية يوم 22 - 02 - 2011

كثرت شكاوى المواطنين حول الانتشار الواسع لأبراج الهاتف الجوال ومحطات الاتصالات اللاسلكية ومحطات تقوية الاتصالات بشبكات التليفون المحمول وسط الأحياء السكنية ومدارس التعليم بصورة عشوائية وبدون عمل دراسات مسبقة لمعرفة حجم الذبذبات والأشعة التي تنبعث منها، وهل هي موافقة لمعايير منظمة الاتصالات الدولية وذلك لسلامة الناس من الأضرار والأخطار الكبيرة الناتجة عن هذه المحطات والتي لا نراها بالعين المجردة.
«الجمهورية» التقت عدداً من المواطنين الذين يسكنون العمائر والمباني التي تقع عليها محطات تقوية ليتحدثوا عن مخاوفهم الشديدة من وجود هذه الأبراج فوق رؤوسهم وكذا الاخصائيين من الأكاديميين والمهندسين..
مواطنون يشكون
المواطن عبدالله قنبع عبر عن تخوفه الشديد من وجود هذه الأبراج فوق أسطح المدارس التعليمية والتي ترسل ذبذبات لها أضرار صحية على صحة أطفالهم ربما تسبب أمراضاً سرطانية لايُدرك ضررها إلا في المستقبل.
أضرار على الجهاز العصبي
ويقول المواطن وسيم علي عقلان: نسمع بين الحين والآخر تحذيرات من استخدام الجوال العادي وأضراره على المخ والآذان فكيف لايكون هناك خطر كبير من هذه الأبراج وهي ترسل إشعاعات وذبذبات أعلى من تلك الموجودة في الهاتف الجوال.
دراسات عاجلة
ويقول المدرس فؤاد نعمان البعداني: حقيقة أصبحت أبراج تقوية إرسال شبكة الجوالات تغطي أسطح الكثير من المنازل بعد أن أغرت شركات الاتصالات الاستثمارية أصحاب تلك العمائر القريبة من المدارس التعليمية دون معرفة بما قد يحدث من أضرار صحية على المدى القريب، فهل وضعت الجهات المسؤولة الضوابط التي تكفل منع أي تعرض إشعاعي يترتب عليه أضرار خطيرة بأنسجة الجسم وخلايا الجسم الحي، ويجب أن تخضع الأبراج الموجودة على أسطح المباني السكنية لدراسات عاجلة وأن تشترك فيها جهات عدة معنية وألا تنفرد بها جهة بعينها حتى تخرج بصيغة حقيقية لخطرها، ويجب أيضاً أن تمنع الأبراج الخلوية وتوضع في أماكن بعيدة حتى لا يصل ضررها إلى الصحة.
تشوهات الأجنة
الدكتورة انتصار محسن الصلوي جامعة تعز قالت: إن الإنسان يعيش وحوله محيط من الموجات الكهرومغناطيسية لانراها، فلابد من إبعاد أبراج الجوال عن المنازل وذلك لسلامة صحة الإنسان، فهناك أضرار وأخطار كثيرة وتأثيرات ناتجة عن إقامة محطات المحمول ومن هذه الأضرار التأثير على الجهاز المناعي عند الإنسان وتقلل من كفاءة الإنسان للقيام بأعمال ذهنية وعقلية وتضعف القدرة على الإنجاب بالنسبة للذكور وزيادة تشوهات الجنين في رحم المرأة الحامل، كما أنها تصيب الإنسان ببعض أمراض العيون وحدوث مرض الصداع بسبب تأثير الشحنات على الجسم محذرة من خطورة الأبراج على صحة الأطفال وعلى أجهزة الجسم الحساسة بالنسبة للكبار.
إشعاعات كهرومغناطيسية
وتضيف الدكتورة انتصار:
في الواقع تتركز شكوى التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الأبراج الخلوية في الصداع المزمن والتوتر والانفعالات والإحباط وزيادة الحساسية بالجلد والصدر والعين والتهاب المفاصل وهشاشة العظام والعجز الجنسي واضطرابات القلب وأعراض الشيخوخة المبكرة وظهور الأورام السرطانية والتأثير في أداء الأجهزة الطبية المستخدمة في تنشيط نبضات القلب ومعدلات التنفس وكذا الشعور بتأثيرات وقتية منها عدم القدرة على التركيز والنسيان وزيادة الضغط العصبي وذلك بعد التعرض للإشعاعات، فسميت تلك الأعراض بالتغيرات السيكولوجية.
ومن التأثيرات أيضاً أعراض نفسية وتظهر في الجهاز المخي العصبي وتتسبب في خفض معدلات التركيز الذهني والتغيرات السلوكية والإحباط والرغبة في الانتحار وأعراض أخرى عضوية وتظهر في الجهاز البصري والجهاز القلبي الوعائي والجهاز المناعي.
كما أوضحت الدراسات الميدانية حدوث سرطانات في الأنسجة المختلفة نتيجة التعرض للطاقات العالية للأشعة.
مخاطر صحية
وعن مخاطر تعرض الإنسان للإشعاعات تقول الدكتورة انتصار: تختلف حدة التأثيرات الصحية والبيولوجية بحسب معدلات تردد الإشعاعات وشدتها وكذا التعرض لها ومدى الحساسية وتزداد حدة التأثير الإشعاعي مع زيادة مستوى الجرعة الإشعاعية الممتصة داخل أعضاء الجسم المختلفة ومع تصاعد الجرعات التراكمية.. ورغم الدراسات المستفيضة التي تجرى على مستوى العالم حول المخاطر الصحية التي يواجهها البشر بفعل التعرض الإشعاعي إلا أنه يكون في الغالب معرضاً بدرجة أكبر لمواجهة تلك الأضرار إذا ما قورن بحالته إن لم يكن قد تعرض لمثل تلك الجرعة الإشعاعية.
تقصير الجهات المسؤولة
المهندس خالد سعيد مختص في صحة البيئة وتقنية شبكات اللاسلكي قال:
عدم اهتمام الجهات المسؤولة بوزارة الاتصالات في القيام بدورها الرقابي والإشرافي للعديد من شركات الاتصالات التجارية شجع أصحابها على إقامة أبراج الهاتف الجوال وسط الأحياء السكنية كي تغطي المناطق المستهدفة بخدمة الخلوي بشبكة اتصالات هذه الأبراج ليتمكن المستخدم من إرسال واستقبال المكالمات والرسائل والوسائط المتعددة وغيرها من تطبيقات الهواتف الخلوية وأصبح الناس وطلاب المدارس يعيشون وحولهم ذبذبات كبيرة من الموجات الكهرومغناطيسية لانستطيع رؤيتها لها خطورة كبيرة على وظائف الدماغ والجهاز العصبي ناتجة عن الأشعة المنبعثة منها وقدرتها على التفاعل مع خلايا جسم الإنسان وتتمثل في:
اقتران المجال الكهربائي والمغناطيسي للأشعة مع خلايا جسم الإنسان.
امتصاص طاقة الأشعة من قبل خلايا جسم الإنسان، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الخلايا فتسبب ضرراً بكل خلية في جسم الإنسان، ويسبب الهرم العمري والصداع المزمن المستمر، ويسبب اختلالاً في عمل الأذن الداخلية والدوخة التي تأتي في بداية الأمر وهذا ما أكده أساتذة الطب في العالم.
أضرار وأخطار الأشعة
- هل لنا أن نعرف من خلالكم حجم الضرار الذي تسببه الأشعة المنبعثة من الأبراج الخلوية؟
يقول المهندس خالد الصلوي:
حجم الأضرار كبيرة وبالتالي كلما بعد الإنسان عن برج الاتصالات ستقل طاقة الأشعة التي تصل لجسمه لذا فإن التصميم الهندسي للبرج ضروري جداً لضمان عدم تعرض الإنسان لمستوى عالٍ من الطاقة، وقد أجريت دراسة علمية صنفت الأعراض التي تصيب المتعرضين لأشعة أبراج الجوالات على حسب المسافة من برج الجوال، وقد كانت أعراض الإحساس بالتعب موجودة فيمن يسكنون على بعد 300 متر من برج الجوال، أما أعراض الصداع وعدم الراحة واضطربات النوم فكانت الغالبة على الذين يسكنون على بعد 200 متر من برج الجوال وبالنسبة للأشخاص الذين يسكنون على بعد 100 متر من برج الجوال فكانت لديهم حدة الطبع والاكتئاب والهبوط في النشاط وفقدان الشهية والاضطراب في النوم وعدم الإحساس بالراحة.. وهناك أضرار وأخطار كثيرة وكذلك تأثيرات ناتجة عن إقامة محطات المحمول وخاصة المخالفة والعشوائية ومن هذه الأضرار التي أكدتها الأبحاث والدراسات التأثير على الجهاز المناعي عند الإنسان نتيجة تعرضه للموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذه المحطات وهي عالية التردد، والضرر الذي يقع على الإنسان وصغار السن هم أكثر عرضة للإصابة والتأثير الناتج عن الإشعاعات الضارة من هذه الأبراج.. والجهاز العصبي لدى الأطفال أكثر قابلية لامتصاص الإشعاعات لأنه مازال في طور النمو.
وأضاف: كما تصيب هذه الأبراج الكثير من الناس بالعقم وأمراض الكلى وغيرها من الأمراض بسبب قتل الإشعاعات للخلايا والجينات الوراثية بما فيها خلايا الدماغ الذي يؤدي إلى حدوث القصور في خلايا الذاكرة، وهناك العديد من الأضرار والمخاطر التي تصيب الإنسان من جراء تعرضهم لأشعة الأبراج الخلوية.
تفتقر للقوانين واللوائح
وحول دور صحة البيئة في هذا الجانب يقول المهندس خالد سعيد الصلوي:
تلقت صحة البيئة عدة شكاوى تؤكد وجود تلك الأبراج قريباً من المجمعات السكانية والعمارات المأهولة بالسكان، والأدهى والأمر من ذلك أن البعض من أصحاب المباني سعوا لتأجير أسطح بناياتهم لشركات الاتصالات الاستثمارية وذلك له تأثير كبير على البيئة بصورة عامة وصحة الإنسان بصورة خاصة، ونحن وللحقيقة نفتقر للقوانين واللوائح المنظمة ولن نستطيع اتخاذ أي إجراء كون الجهة المسئولة الأولى عن هذه الأبراج هي وزارة الاتصالات السلكية واللاسلكية وهي المسئولة عن منح التراخيص للشركات ومسئولة أيضاً عن وضع النظم والقوانين والضوابط الكفيلة لأبعاد أبراج الخلوي عن المناطق المأهولة بالسكان.. ونحن من جهتنا نناشد ونطالب الجهات المختصة بوزارة الاتصالات القيام بدورها على كامل وجه وبحسب اللوائح والقوانين المنظمة لذلك.
القلق يتزايد
والمهندس عبدالباقي ردمان القباطي أستاذ ترددات راديو تكنيك المعهد الفني بتعز يقول: المستويات المتفق عليها دولياً بأن القلق يتزايد في شأن تأثير التعرض للإشعاعات المنبعثة من أبراج الهواتف الجوالة التي قد تنشأ بعد فترات زمنية طويلة نسبياً سواء في الأفراد الذين تعرضوا لهذه المستويات أو في أجيالهم المتعاقبة، وتسبب في الاختلال الوظيفي والتركيبي لبعض خلايا الجسم الحي وتنتهي في حالات الجرعات الإشعاعية العالية إلى موت الخلايا الحية.
أما التعرض لجرعات إشعاعية منخفضة التي قد لا تسبب في أمراض جسدية سريعة إلا أنها تحفز سلسلة من التغيرات على المستوى تحت الخلوي، وتؤدي إلى الإضرار بالمادة الوراثية بالخلية الجسدية مما قد يترتب على استحداث الأورام السرطانية التي قد يستغرق ظهورها عدة سنوات، كما أن الإضرار بالمادة الوراثية بالخلية التناسلية فيتسبب في تشوهات خلقية وأمراض وراثية تظهر في الأجيال المتعاقبة للآباء أو الأمهات ضحايا التعرض الإشعاعي.
وأضاف المهندس القباطي بالقول: ورغم الدراسات المستفيضة التي تجري على مستوى العالم حول المخاطر الصحية التي يواجهها البشر بفعل التعرض الإشعاعي إلا أن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن في مجال التأثيرات الجسدية المتأخرة للتعرض للمستويات المنخفضة من الإشعاع مازالت تواجه صعوبات بالغة تعترض سبيل دقة التبؤ بأخطارها، وتزداد تلك الصعوبات كلما انخفض مستوى الجرعة الإشعاعية الممتصة، وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة لدقة قياس احتمالات ظهور الأورام السرطانية فإن دراسة التأثيرات الوراثية للتعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع تواجه صعوبات أكثر تعقيداً وذلك بسبب ندرة المعلومات الدقيقة عن الأضرار الوراثية ولطول الفترة الزمنية التي تنقضي قبل ظهورها عبر أجيال متعافية وصعوبة التميز بين التأثيرات الوراثية التي يحدثها التعرض الإشعاعي وتلك التي تنشأ عن وسائل أخرى منها الملوثات البيئية والكيميائية.
وحول التأثيرات الصحية لأجهزة الموبايل يقول المهندس القباطي: حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول عالم الكيمياء الألماني «فهولنهورست» من مخاطر ترك أجهزة الموبايل مفتوحة في غرف النوم على الدماغ البشري ويسبب حالة من الأرق والقلق وانعدام النوم ويؤدي على المدى الطويل إلى تدمير جهاز المناعة في الجسم.. كما أن أبراج محطات تقوية الهاتف المحمول تعادل في قوتها الإشعاعات الناجمة عن مفاعل نووي صغير, كما أن الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من الموبايل أقوى من الأشعة السينية التي تخترق كافة أعضاء الجسم، ويمكن أن تنبعث من المحمول طاقة أعلى من المسموح به لأنسجة الرأس عند كل نبضة يرسلها، حيث تنبعث من التليفون المحمول أشعة كهرومغناطيسية ترددها 900 ميجا هرتز وأن العديد من الظواهر المرضية التي يعاني منها غالبية مستخدمي الموبايل تكمن في الصداع وألم وضعف الذاكرة والأرق والقلق أثناء النوم وكذا طنين في الأذن ليلاً، كما أن إشعاعات الهاتف المحمول تضرب خلايا المخ بحوالي 215 مرة كل ثانية مما ينجم عن ارتفاع نسبة التحول السرطاني بالجسم 4 % عن المعدل الطبيعي.. كما تسبب أجهزة الموبايل وأبراجها الخلوية تأثيرات ضارة على الصحة العامة في حالة تجاوز حد الأمان طبقاً للمعايير المعتمدة دولياً، ومن هذه التأثيرات مرض السرطان في الإنسان البالغ والناتج من مخاطر هذه الأجهزة، ولذلك لابد من ضرورة تنفيذ الدراسات والأبحاث على المدى الطويل.
لماذا لا توضع «الأبراج»في الجبال المحيطة بالمدن
انتشرت أبراج شركات الاتصالات الاستثمارية المروجة للهواتف الجوالة بشكل كبير في بلادنا ولجأت إلى إغراء أصحاب المباني والعمارات العالية بالمبالغ المالية الكبيرة لتقام على أسطح هذه البنايات أبراج ومحطات التقوية كي تغطي المناطق والأحياء المستهدفة بخدمة الخلوي دون الالتزام بالمواصفات العلمية العالمية والتصاميم الهندسية والدراسات العلمية التي لا يمكن الإخلال بها، وذلك لضمان سلامة المواطنين.. هذا الواقع دفعنا للتوجه إلى المختصين في وزارة الاتصالات للاستيضاح حول مدى تأثير الذبذبات وغيرها من المحاور التي طرحناها على المهندس عبدالحفيظ سعيد عبدالله مدير عام تنظيم الترددات بوزارة الاتصالات.
طلب متزايد على الهاتف
كثرت شكاوى المواطنين حول أبراج الهاتف الجوال وسط الأحياء السكنية وتخوفهم من المخاطر.. ما دور الوزارة في هذا الجانب؟
معلوم أن لكل نظام من أنظمة الهاتف تعريفاً تقنياً خاصاً يعبر بشكل صريح وواضح عن تشكيلة “configllratio” وطبيعة عمل هذا النظام، في عالمنا العربي وبالتحديد في مجتمع الجزيرة والخليج حيث الثقافة التقنية متدنية جداً أو غائبة تماماً كما هو الحال في اليمن نجد أن السوق هو من يستنبط الأسماء ويفرض التسمية على أنظمة وأجهزة الهاتف النقال وحتى على المعدات الكهربائية، هذه التسمية لا تعطي التعريف التقني المعبر عن الطبيعة الحقيقية لمهام هذا الجهاز أو النظام بشكل عام.
أنا أسأل لماذا نطلق على هذا النوع من أنظمة الهاتف في العالم العربي تسميات مختلفة ومن أين أتت هذه التسمية؟ في اليمن نسميه الهاتف النقال أو الهاتف السيار وفي الخليج الجوال وفي مصر المحمول وفي بلاد الشام الهاتف الخلوي.
من حيث التطور التقني في أنظمة الاتصالات التسمية التي نطلقها في اليمن «النقال» وتعني “mobile” هذا التعريف في أنظمة الاتصالات يعود إلى بداية القرن الماضي “1920م” عندما تمكن العلماء من إرسال قناة صوتية واحدة عبر اللاسلكي مابين السفينة والشاطئ وسمي النظام “mobile Radio communication” بعد ذلك تم استخدام هذا النظام ومازال يستخدم كقناة صوتية واحدة في عدة تطبيقات مثل اتصالات الشرطة والاتصالات العسكرية والاتصالات الخاصة بشركات إنتاج النفط والغاز واتصالات الطوارئ في قطاع الصحة والكهرباء وتأجير السيارات وقطاعات أخرى وذلك لخدمة مجموعة محددة في كل قطاع على حده وفي مكان محدد بحيث يتم تركيب هوائي «مصيد بث» إرسال استقبال كمحطة ثابتة في أعلى مكان في المنطقة المراد تغطيتها، بحيث تتمكن الوحدات المتنقلة سواء كانت عربات أو أجهزة يدوية من التواصل فيما بينها في منطقة التغطية لمصيد البث “Repeuter” زيادة مساحة التغطية يتطلب زيادة في عدد مصيدات البث كما يتطلب إضافة ترددات جديدة لكل مصيدة والنتيجة قناة صوتية واحدة.
مع تطور مختلف أوجه الحياة وتزايد درجة تعقيدها وسرعتها ازدادت الحاجة إلى وسائل اتصالات متنقلة أكثر مرونة وكفاءة، أكثر أوجه المرونة المطلوبة من هذه الأنظمة هو تحررها من قيود المكان وقدرتها على نقل آلاف المكالمات للربط بين المشتركين حيث الطلب المتزايد على الهاتف على الأخص في المدن الكبرى بحيث يقدم هذا النظام المتنقل خدمة عامة للجمهور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وليس خدمة لمجموعة محدودة في مكان محدود.
وفق المعايير الأوروبية
لماذا لا توضع هذه الأبراج في الجبال المحيطة بالمدن؟
من أجل الوصول إلى نظام اتصالات متنقل يفي بهذه المتطلبات توالت الأبحاث في المؤسسات التعليمية والمختبرات المتخصصة في مجال الاتصالات إلى أن برز إلى السطح نظام تم ابتكاره عن طريق مختبرات جراهام بل في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1947م وسمي هذا النظام بالهاتف الخلوي (cellular system ) وهي التسمية الوحيدة التي يطلقها أهل الشام على هذا النظام.
وفكرة إنشاء هذا النظام ( تشكيلة النظام ) تقوم على أساس تقسيم منطقة التغطية للمشتركين إلى مجموعة من الخلايا،(cells) ثم تقسم الخلية إلى عدد من المقاطع الخلوية (sector cell) طبقاً لانتشار السكان والشوارع حول الخلية بحيث تكون الخلية في الغالب سداسية الشكل (Hexagon) وهذا النموذج الأكثر انتشارا على المستوى العالمي وتشكل مجموع الخلايا عند تصميمها لتغطية المشتركين في المدن الكبرى بشكل خاص مايشبه تشكيلة شمع العسل الذي تصنعه النحل، الخلايا نتحدث عنها هنا هي نفسها المحطات التي تسمونها أبراج الهاتف النقال وسط الأحياء السكنية وقد وضعت هذه الأبراج بتخطيط هندسي للإيفاء بالقاعدة العلمية التي ابتكرها مختبر بل في الولايات المتحدة الأمريكية وليس وزارة الاتصالات في الجمهورية اليمنية كما يعتقد البعض من المواطنين.. الاسترسال في الإجابة الغرض منه أن يفهم المواطنون حقيقة لماذا وضعت هذه المحطات ( الأبراج) على أسطح المباني داخل المدن ولم توضع في الجبال المحيطة بالمدن.. أما مايتعلق بالمواصفات الفنية لهذه المحطات التي على أسطح المنازل من حيث التصنيع تخضع التجهيزات لمواصفات المعهد الأوروبي لمقاييس الاتصالات (ETSI )EUROPEANS TETE COMMUNICATION STANDARD INSTITUTE
ويتم الكشف عليها ميدانياً من قبل مختصين في وزارة الاتصالات عند وصولها إلى موانئ الجمهورية للتأكد من بلد المنشأ والشركة المصنعة حتى نضمن أن هذه التجهيزات تعمل طبقاً للمعايير الأوروبية، الشيء الذي يمكن أخذه في الحسبان هو ما يتعلق بالسلامة إنشاء وتشغيل هذه المحطات للحد من أضرار محتملة للإشعاع الراديوي عند إنشاء وتشغيل المحطات والأبراج علماً أن المهندسين المختصين في وزارة الاتصالات هم الأجدر بتطبيق مضمون هذا القرار وليس شركات الهاتف الخلوي أو المواطنين أو أية جهة أخرى غير مختصة.
الموجات مورد طبيعي
الإنسان يعيش وحوله محيط من الموجات الكهرومغناطيسية لا نراها بالعين المجردة لها أضرار بكل خلية في جسم الإنسان فلماذا لا تخضع لدراسات لمعرفة حجمها؟
الذي أعرفه من علوم الاتصالات وبالتحديد من نظرية ماكسويل للموجات الكهرومغناطيسية أنه إذا وجدت شحنة ساكنة وجد حولها مجال كهربي وإذا تحركت هذه الشحنة تولد حولها مجال مغناطيسي وإذا تغير المجال الكهربي يخلف مجالاً مغناطيسياً «قانون أمبير» وأي تغير في المجال المغناطيسي يخلف مجالاً كهربياً «قانون فاراداي» وهذه الحقيقة هي أصل تكوين الموجات الكهرومغناطيسية.
طالما أن هناك شحنات تملأ المحيط الذي نعيش فيه طبيعي جداً أن تتولد موجات كهرومغناطيسية، وفي الحالة الطبيعية لاتوجد أضرار تذكر تسببها هذه الموجات على الخلايا الحية، لأن هذه الشحنات تكون في الحالة الطبيعية مستقرة غير مستثارة عند استثارة ذرات العناصر أو الشحنة الكهربية بطاقة كهربائية وتسريع حركة هذه الشحنة تتولد أمواج كهرومغناطيسية تنقل هذه الطاقة في الفضاء على هيئة إشعاع الأضرار المحتملة تتوقف على مقدار التسارع الذي تعرضت له هذه الشحنة «التردد» وعلى مقدار الطاقة المستخدمة في استثارة هذه الشحنة وهي الطاقة المنتشرة في الفضاء والمسافة الفاصلة بين مصدر انبعاث هذه الطاقة والجسم وزمن التعرض لهذه الطاقة، لابد أن يعلم الجميع أن الموجات الكهرومغناطيسية لم يتم اختراعها بواسطة الإنسان بل هي من مكونات الطيف الكهرومغناطيسي الذي يعتبر مورداً طبيعياً وجد منذ أن وجدت الحياة وكل ما في الأمر أن الإنسان يستفيد من هذا المورد الطبيعي لتوليد الترددات اللازمة له في عدة تطبيقات في جوانب الحياة كالاتصالات والطب والصناعة وذلك عن طريق استثارة ذرات العناصر الطبيعية.
صحة الإنسان ومنح التراخيص
ما الضمانات التي تشترطها الوزارة على شركات الهاتف النقال؟
منح التراخيص في اعتقادي لايمكن لإنسان نصف عاقل أن يتسلق على العمود الحامل لهوائيات الهاتف الخلوي فوق سطح المنزل وينام بجانب الهوائيات حتى أتمكن من القول أن جزءاً كبيراً من طاقة الإرسال تم امتصاصها عبر النسيج الحي لرأس هذا الإنسان ومن المحتمل أن يسبب امتصاص هذه الطاقة أضراراً على وظائف الدماغ والجهاز العصبي، لكن أن تكون على بعد عشرات الأمتار وبشكل متحرك ولايسلط عليك بشكل مباشر الإشعاع الصادر من الهواء ولابد أن نعلم أن متراً واحداً تسير فيه الطاقة الراديوية في الفضاء يضعف الطاقة بشكل ملحوظ هذا إذا كنت تتحدث عن تأثير أبراج الخلوي على وظائف الدماغ والجهاز العصبي وإن كنت تتحدث عن تجارب معملية لدراسة التأثيرات المحتملة للأشعة الراديوية على الخلايا الحية هذا موضوع آخر له معايير مختلفة تستخدم في الدراسات الأولية وليس في الجوانب التطبيقية بغض النظر عن الاستخدام غير السليم والممارسات الخاطئة التي لاتلتزم بالتعليمات والخطط الإرشادية لمعايير الأمان.
مثلاً العلاج الذي يباع في الصيدليات من حيث المبدأ هو مركبات كيميائية مضرة بالصحة ولكن الدراسات التي أجريت على تحديد سمية هذا العلاج أعطت مقدار الجرعة التي يمكن أن يستخدمها الإنسان كعلاج يساعد على شفاء الجسم من المرض خلال أوقات معينة ولفترة زمنية محددة ولو أن الإنسان استخدم هذا العلاج بكمية أكبر بكثير من الجرعة الموصى بها النتيجة من دون شك ستكون وخيمة.. لكن هل يمكن أن تقول يجب إغلاق الصيدليات المنتشرة في أحياء المدن للحفاظ على الصحة؟ في اعتقادي لايمكن أن يصدر مثل هذا الكلام إلا من إنسان غير سوي وعلى هذا الأساس يمكن أن نقيس التأثيرات والأضرار المحتملة للهاتف الخلوي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.