يبدو أن أحداً لم يفهم بعد ما يريده الشباب اليمني، من مطالبه ودعوته لتغيير الواقع الذي ظلمه كثيراً، هذا الواقع الذي لايدع للشباب مكاناً في المجتمع، ولم يتيح لهم فرص التعليم العالي، والمتخصص، ولا فرص العمل المتكافئة..!! الشباب لا يهمه من يحكم اليمن، ولا من يكون مسئولاً على شئون الشباب والرياضة، ولا من يتقلد مناصب كبيرة، بقدر ما يهمه الحياة الكريمة، والشعور بالذات، هو شباب لا يهتم كثيراً بالسياسة ، ولا يحب الخوض في دروبها الوعرة.. شباب القرن الواحد والعشرين، ليس كشباب القرن الماضي، فطموحاته، وآماله، ورغباته، وأمنياته، وقدراته، ومسئوليته تختلف كلياً عن شباب القرن العشرين والذي قبله.. إنهم ينظرون إلى العالم الجديد من منظور مختلف وواقعي أكثر مما يتخيل من يحكمونهم، أو يتقلدون مناصب المسئولية في يمن ال 22 من مايو. إن الشباب اليوم هم شباب شبّ عن الطوق كما قال رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة، وهو يفهم تماماً ويعي ما قاله، ولهذا كان التوجه سريعا وبآلية لم يسبق لها مثيل في مناقشة الكثير من القضايا التي تهم الشباب، وهو تحرك يحسب لرئيس الجمهورية، أكثر مما يحسب للحكومة، أو وزارة الشباب التي تعيش خارج الزمن..!! الشباب اليوم يحتاجون إلى من يسمعهم ويعرف أنهم حكماء يقدرون الأمور، وليسوا يافعين لا يعتد برأيهم، وهم شباب يفقهون تماماً الحوار البناء، ويفرقون بين الغث والسمين، والسيئ والحسن.. الشباب اليمني، اليوم باتوا أكثر قدرة على الاهتمام بقضايا الوطن، والحفاظ على وحدته، وأمنه واستقراره، فقط لا تتركوهم لوحدهم في ساحات المجهول التي تتصارع فيها الأحزاب السياسية التي تريد ما لا يريده الشباب.