ضرب زلزال عنيف بقوة 8،8 درجات أمس الجمعة شمال شرق اليابان مما أدى إلى أمواج تسونامي بعلو 4،2 أمتار اجتاحت سواحل البلاد على المحيط الهادىء وجرفت سيارات وسفناً, وأعلنت السلطات اليابانية عن مقتل 400 شخص على الأقل. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) عن مسؤولين يابانيين القول: إن الزلزال الذي بلغت شدته 8ر8 درجة على مقياس ريختر ضرب مساحة واسعة من شمال شرق وشرق اليابان بينها العاصمة طوكيو مما تسبب في أمواج المد البحري الهائلة التي جرفت العديد من المنازل والسيارات. وطلب من حوالي 2000 شخص من سكان المناطق المحيطة بمحطة نووية في فوكوشيما إخلاء منازلهم رغم إعلان وزارة الصناعة اليابانية أنه تم إصلاح الخلل الذي كان سجّل في المحركين رقم واحد واثنين في مفاعل المحطة، وأن النظام الخاص بالتبريد في حال وقوع طوارىء عاد إلى العمل في المحركين. ووقع حريق في مفاعل نووي في مياغي بعد الزلزال, وأعلنت السلطات اليابانية حالة الطوارىء في مفاعلات الطاقة النووية في البلاد, ولكن رئيس الوزراء ناوتو كان أكد عدم وقوع أي خلل أو تسرب إشعاعي. وأقفل ما مجموعه 11 مفاعلاً نووياً في محافظات فوكوشما وتوكاي على المحيط الهادىء أوتوماتيكياً على اثر وقوع الزلزال الذي يعتبر الأقوى في تاريخ اليابان الحديث. واشتعلت النيران في مجمع للبيتروكيماويات في إيشيهارا في محافظة تشيبا، كما أفيد عن اشتعال النيران في حوالي 80 موقعاً في أنحاء شمال شرق اليابان. ووصفت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية الزلزال الذي وقع ظهر أمس بأنه الأقوى في الأرخبيل المعرض للزلازل منذ 140 عاماً تقريباًً, مشيرة إلى أن شدته تجاوزت هزة مدمرة بلغت 9ر7 درجة على مقياس ريختر ضرب طوكيو والمناطق المجاورة لها عام 1923 ما أدى إلى مقتل ما يزيد على 100 ألف شخص.. وفي سياق متصل أعلنت اليابان حالة طوارىء في محطات الطاقة الذرية بعد حدوث الزلزال, لكنها أكدت أنه لم يرصد حتى الآن أي تسرب إشعاعي في محطات الطاقة النووية أو بالقرب منها. وقررت شركة سكك حديد شرق اليابان تعليق خدماتها لجميع خطوط السكك الحديدية في منطقة العاصمة فضلاً عن خدمات القطار السريع في خطوط توهوكو وجويتسو وناغانو وياماجاتا واكيتا شينكانسن طوال اليوم. وأشير إلى وقوع ستة حرائق على الأقل في العاصمة, حيث توقفت قطارات الأنفاق (مترو) وعلت صفارات الإنذار وهرع السكان من المباني.. وضربت الهزة الأولى على بعد 382 كلم شمال طوكيو، بحسب المعهد الجيوفيزائي الأميركي الذي رفع قوة الزلزال إلى 8،8 درجات بعد أن كانت 7،9 درجات..وأوضحت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء ان حركة النقل الجوي والبري والقطارات توقفت في قسم كبير من البلاد. وتوقفت الملاحة الجوية في مطار ناريتا على مشارف العاصمة (الأكبر في الأرخبيل) حيث يعاين رجال الإغاثة المدارج، فيما أوقفت حركة القطارات السريعة “شينكانسين” على الفور في كل أنحاء شمال شرق الأرخبيل, كما اغلقت الطرقات السريعة في منطقة طوكيو بعد دقائق على وقوع الزلزال.. الجدير بالذكر أن اليابان تقع على “حزام النار في المحيط الهادىء” وفيها عدد من البراكين, ويعتبر موقع طوكيو الجغرافي من الأكثر خطورة. إلى ذلك أصدرت الفلبين أمس الجمعة تحذيراً من وقوع أمواج مد عاتية (تسونامي) على المناطق الساحلية في شرق البلاد في اعقاب الزلزال العنيف الذي وقع قبالة الساحل الشمالي لليابان. وقال مدير معهد البراكين والزلازل ريناتو سوليدوم إن مسؤولي مكافحة الكوارث بالمعهد يعكفون على مراقبة منسوب مياه البحار وأي ظواهر شاذة قد تطرأ على المد والجزر وارتفاع الأمواج. وذكر سوليدوم لوكالة أنباء(رويترز): “مازلنا نراقب الوضع لتحديد ما إذا كان يتعين رفع مستوى التحذير” وأضاف ان التحذير من وقوع تسونامي شمل 19 منطقة من شمال البلاد وحتى جنوبها ، كما نزح مئات من الفلبينيين في السواحل الشمالية للبلاد إلى مناطق مرتفعة بعد ان أصدرت السلطات الفلبينية إنذارات من قرب اجتياح تسونامي مطالبة بإجلاء المناطق الساحلية. ورفع رئيس المعهد الفلبيني للعلوم والبراكين بنتو رانوز في تصريح لوسائل الإعلام الاسيوية درجات الإنذار إلى المستوى الثاني.. داعياً المواطنين إلى الابتعاد عن المناطق الساحلية. وأفاد بأنه لا توجد لديهم احصاءات بعدد المواطنين في المحافظات الفلبينية الشمالية.. مضيفاً بأن شاحنات الجيش وضعت في حال تأهب قصوى ومستوى عالٍ من الحذر. وتوقع بأن تصل أمواج تسونامي إلى أقل من متر تقريباً موضحاً بأنه بإمكان المعهد تتبع سير الأمواج, حيث ستصل إلى الفلبين بقوة أقل من الدول المطلة على المحيط الهادىء. وفي تايوان تم إجلاء بعض سكانها بعد تحذير من أمواج المد أصدر المكتب المركزي للأرصاد الجوية في تايوان أمس الجمعة تحذيراً من وقوع تسونامي على السواحل الشمالية والشرقية للجزيرة في أعقاب الزلزال العنيف الذي وقع قبالة الساحل الشمالي لليابان.. وقال المكتب إنه يتوقع وصول موجات مد عاتية إلى سواحل الجزيرة بعد الساعة 0930 بتوقيت جرينتش ونصح سكان المناطق الساحلية بتوخي الحذر واليقظة ومراقبة أي تغير يطرأ على أحوال البحار.. ولم تستطع إدارة حرس السواحل التايوانية تحديد عدد من سيتم إجلاؤهم على الفور, والكثافة السكانية في المنطقة منخفضة. وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن من المتوقع أن تصل أمواج ارتفاعها 50 سنتيمتراً تقريباً إلى الساحلين الشرقي والشمالي للجزيرة.