أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت أنه لن يكون هناك اتفاق سلام مع اسرائيل إلا “بتبييض” سجونها من كافة الأسرى والمعتقلين.. وشدد عباس لدى استقباله في رام الله منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين الأسير المحرر عبدالله أبو رحمة، على أن القيادة الفلسطينية “لن تدخر جهداً في الإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال”. وأكد الرئيس الفلسطيني اهتمامه بقضية الأسرى “باعتبارها القضية المحورية” وأن القيادة الفلسطينية تضع قضيتهم على سلم الأولويات لما لها من اهتمام كبير لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني.. وثمّن عباس “الدور الكبير الذي تقوم به اللجان الشعبية في مقاومة جدار الضم والتوسع العنصري من خلال المقاومة السلمية التي تكفلها القوانين الدولية”.. وكان أبو رحمة قد أفرج عنه منتصف الشهر الماضي من السجون الاسرائيلية بعد اعتقال دام 16 شهراً بتهمة “التحريض وتنظيم وقيادة” المظاهرات الشعبية.. إلى ذلك ذكرت مصادر دبلوماسية في مقر الأممالمتحدة في نيويورك ان بريطانيا وفرنسا وألمانيا تحث الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي على بلورة الخطوط العريضة للتسوية النهائية بين اسرائيل والفلسطينيين بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة.. وبحسب وكالة أنباء /معا/ الفلسطينية فإن الدول الثلاث تريد ان يقوم السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والاتحاد الأوروبي بعرض صيغة لهذه التسوية في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر في منتصف الشهر المقبل من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.. وأوضحت المصادر الدبلوماسية ان الدول الأوروبية الثلاث قررت إطلاق هذه المبادرة بعد فشل الولاياتالمتحدة في مساعيها للتوصل إلى تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي واستخدامها لحق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع القرار الخاص بإدانة الاستيطان الاسرائيلي. وأضافت المصادر ان فرص نجاح المبادرة الجديدة تتوقف إلى حد كبير على استعداد اسرائيل لإعطاء الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر للقيام بدور قيادي في جهود السلام.. وتهدف المبادرة في الأساس إلى وضع الأسس لاستئناف الحوار المباشر بين اسرائيل والفلسطينيين، حيث إن تكليف الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة بهذه المهمة من شأنه أن يحيد دور الولاياتالمتحدة، الحليف الأول لاسرائيل وكذلك روسيا التي تعد حليفاً للفلسطينيين بعد فشل محاولات الطرفين في محاولاتهما إعادة الحوار المباشر إلى مساره. ويبقى السؤال الأهم فيما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستسمح للاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة بتولي زمام الأمور في الشأن الفلسطيني الاسرائيلي وهذا يتوقف، على حد قول المصادر الدبلوماسية في الأممالمتحدة، على موافقة اسرائيل. وأضافت المصادر أن الدول الأوروبية الثلاث أوصلت رسالة إلى عدة دول بما فيها اسرائيل والولاياتالمتحدة تقول فيها إنه إذا تم التطرق إلى الحل النهائي فإن الفلسطينيين سيوافقون على العودة إلى طاولة المفاوضات.. وكانت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا تتحدث في بيان مشترك في الثامن عشرمن شباط الماضي عن هدف مشترك هو “التوصل إلى اتفاق حول قضايا الحل النهائي والاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة في أيلول 2011”.. من أخرى دعت الرئاسة الفلسطينية مجدداً أمس السبت حركة حماس إلى الموافقة الفورية على مبادرة الرئيس محمود عباس المتعلقة بإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية.. واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة في بيان له أمس أن مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإنهاء الانقسام تشكل خريطة طريق لاستعادة الوحدة وانهاء الاحتلال.. وقال أبوردينة ان مبادرة الرئيس مازالت تحظى باهتمام وتأييد دوائر واسعة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية وشخصياته ومؤسساته المختلفة وعلى الصعد العربية والاقليمية والدولية.. وأضاف إن المبادرة تحظى بدعم وتأييد من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية ودولة قطر باعتبارها تشكل خريطة طريق واستجابة حقيقية للمصالح العليا للشعب الفلسطيني وإعلاء شأنها لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.. من جانب آخر هددت لجان المقاومة الشعبية في فلسطين الكيان الاسرائيلي بالرد القاسي على جرائمه بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.. وقال عضو القيادة المركزية للجان زهير القيسي أبو ابراهيم في بيان له أمس السبت: إن “كشف الحساب اقترب وعلى الصهاينة أن يتحسسوا رؤوسهم ويستعدوا لدفع ثمن جرائمهم”.. وعد القيسي أن قدرة المقاومة على الرد على التصعيد الاسرائيلي جعل تصريحات قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين والأمنيين يسودها الارتباك الكبير. وأضاف: “لقد أوصلت المقاومة الفلسطينية رسالة قوية ولم يعد ينفع ما يصدر عن العدو من تهديد ووعيد، وعلى قادة العدو أن يدركوا أن الواقع قد تغير، وعليهم أن يستعدوا لدفع ثمن احتلالهم أرضنا”.. وأكد القيسي أن “المصالحة والتوحد الفلسطيني يشكل تهديداً حقيقياً للاحتلال، الذي قام بارتكاب حماقة بتصعيده على غزة بهدف ضرب جهود المصالحة في مهدها”.. في اتجاه آخر وصل إلى رفح الفلسطينية عبر معبر رفح البري من الجانب المصري في طريقه إلى قطاع غزة وفد التحالف الدولي لكسر حصار غزة وبرفقته شاحنة محملة بنحو 10 أطنان من الاسمنت وجارٍ التنسيق لإدخالها إلى قطاع غزة.. وأكد مسئول في ميناء رفح البري أن الوفد يضم 15 فرداًً من النشطاء والمتضامنين المصريين والأجانب. يذكر أنه سبق دخول الوفد إلى غزة يوم 6 مارس الجاري وطالب بإدخال مواد البناء وكافة احتياجات الفلسطينيين إلى القطاع, ودعا جميع شعوب العالم إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني بهدف كسر الحصار. كما قالت مصادر إعلامية اسرائيلية إن قذيفة صاروخية سقطت فجر أمس السبت على منزل في المجلس الإقليمي لمستوطنة “اشكول” جنوبي الأراضي المحتلة عام 1948 إلى الشرق من قطاع غزة..وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية على موقعها الالكتروني، أن سقوط القذيفة لم يوقع إصابات بين سكان المنزل إلا أن أضراراً كبيرة نجمت في المكان. ونقلت الصحيفة عن الناطقة باسم مجلس أشكول قولها: “إن صاروخاً آخر سقط على ما يبدو في الأراضي المفتوحة”.