أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن المشاركين في مؤتمر لندن لمجموعة الاتصال حول ليبيا أمس الثلاثاء توافقوا على أن الزعيم الليبي معمر القذافي يجب أن يغادر البلد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فراتيني قوله: “إن هذا التوافق تم التوصل إليه, جميع المشاركين في المؤتمر قالوا إن القذافي يجب أن يغادر البلد”. وأضاف: “تتمة هذا الموضوع رهن بالدولة التي قد تعرض استضافة القذافي” .. مشدداً على أنه “في الوقت الراهن ليس هناك من اقتراح رسمي، ما من بلد قدم هكذا اقتراح، بما في ذلك الدول الأفريقية التي ربما قد تكون مستعدة لفعله”. ورداً على سؤال عن التداعيات في حال وافق الزعيم القذافي على خيار المنفى، أجاب فراتيني: “هذا لا يعني أبداً الحصانة” له. وأضاف: “لا يمكننا ذلك، لن نقول ذلك، لأن الحصانة ستشكل انتهاكاً لمعاهدة روما” التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية. هذا ويرى المراقبون أن مؤتمر لندن أخفق في التوصل إلى صيغة نهائية بشأن مستقبل ليبيا. من جهة أخرى طالبت روسيا أمس الثلاثاء دول التحالف العاملة في ليبيا بتقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي حول المهام التي تنفذها من أجل حماية المدنيين من هجمات القوات الموالية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو إن مجلس الأمن الدولي أعطى تفويضاً بحماية السكان المدنيين في ليبيا ويتعين على الدول التي أخذت على عاتقها تنفيذ هذه المهمة أن تقدم تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي تحديداً وليس أمام أي منابر أخرى بديلة. وكانت حوالي 40 دولة تداعت لعقد مؤتمر دولي في لندن لمناقشة تطورات الوضع في ليبيا وتحديد الاجراءات الواجب اتخاذها لاحقاً. من جهته أكد المندوب الروسي الدائم لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) دميتري راغوزين ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي “وعدم تأويله على أهواء بعض الدول”. وطالب راغوزين في تصريح نقلته وكالة أنباء (انترفاكس) الروسية حلف (الناتو) بالتعامل بشفافية فيما يخص سبل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي والخطط العسكرية هناك. وكانت روسيا قد امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بليبيا رقم 1973 ولم تستخدم حق الفيتو ضده.. على نفس السياق أفاد مسؤولون عسكريون أمس الثلاثاء أن قوات أميركية هاجمت ثلاث سفن ليبية من بينها سفينة لخفر السواحل لمنعها من إطلاق النيران بشكل عشوائي على السفن التجارية في ميناء مصراتة.. ونقلت وكالة أنباء (رويترز) عن المسؤولين قولهم إن هذا الإجراء الذي اتخذ مساء أمس الاثنين كان ضد سفينة خفر السواحل الليبية فيتوريا وسفينتين أصغر. وأعلن الأسطول السادس الأميركي في بيان أن السفينة فيتوريا عطلت, ودمرت إحدى السفينتين الصغيرتين وتخلى طاقم السفينة الثانية عنها. وأفاد بيان من ميناء قيادة الأسطول في جنوبإيطاليا أن القطع المشاركة من البحرية الأميركية هي مقاتلة من طراز ايه -10 والسفينة باري مدمرة الصواريخ الموجهة وطائرة بي-3 سي للدوريات البحرية. وقال البيان إن الهجوم وقع بعد تلقي “أنباء مؤكدة عن أن السفينة فيتوريا وطائرات مرافقة لها تطلق النار بشكل عشوائي على سفن تجارية” في الميناء الواقع على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس. من جهة أخرى أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس الثلاثاء أنه سيجري انتخابات حرة ونزيهة لضمان الانتقال إلى الديمقراطية في حالة الإطاحة بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ونقلت وكالة أنباء (رويترز) عن ممثلين من المجلس قولهم إنهم يطمحون إلى اقامة “دولة حديثة وحرة وموحدة”. جاء ذلك في بيان قبل اجتماع يعقد على مستوى وزراء الخارجية في لندن لمناقشة مستقبل ليبيا.