صرّح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إثر اجتماع طارىء للمجلس الوزاري للجامعة على مستوى المندوبين أمس الأحد أنه تقرر “تكليف المجموعة العربية في الأممالمتحدة بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن لوقف العدوان على غزة وفرض حظر جوي على الطيران العسكري الاسرائيلي فوق غزة” وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. هذا وكانت قد بدأت في مقر جامعة الدول العربية أمس الأحد أعمال الاجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوين الدائمين برئاسة سلطنة عمان للبحث فى العدوان الاسرائيلي الخطير على قطاع غزة. وأوضح مساعد الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير/محمد صبيح/ في تصريح له أن هذا التصعيد سياسة اسرائيلية ثابتة بالضغط الهائل بقوة السلاح على الشعب الفلسطيني لمحاولة كسر إرادته. وأضاف صبيح: إن رئيس وزراء اسرائيل يريد أن ينسي العالم حل الدولتين.. مبيناً أن التوقيت لهذه المذبحة مقصود فى الذكرى السنوية لمذبحة دير ياسين. ولفت إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيطالب بالاعتراف من الأممالمتحدة بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967 من الجمعية العامة, ثم من مجلس الأمن, وأن هذه السياسة المتكاملة تدعمها الجامعة العربية دعماً تاماً.. وأضاف: إن هناك سبباً آخر للعدوان الاسرائيلي على غزة يتمثل في سعي اسرائيل لتحويل أنظار اللجنة الرباعية الدولية خلال اجتماعها المقرر منتصف الشهر الجاري بما يخص المفاوضات. وأكد أن المفاوضات توقفت بسبب الاستيطان وأنه لابد بأن يكون هناك قرار ملزم من اللجنة الرباعية الدولية لوقف الاستيطان, وأن خلق هذا التوتر يراد منه منع اللجنة الرباعية من اتخاذ خطوات من هذا القبيل. من جانبه أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة الدكتور بركات الفرا أهمية الاجتماع بطلب من الرئيس محمود عباس لبحث العدوان الخطير على قطاع غزة.. وحذّر الفرا من خطورة الوضع المتدهور والخطير في قطاع غزة فى ظل مواصلة اسرائيل قصفها بالطائرات والمدافع والأسلحة الرشاشة ما تسبب باستشهاد وإصابة العشرات من المدنيين على مدار اليومين الماضيين. وأوضح أنه ما كانت لتتم عمليات القتل بهذا الشكل المفجع في قطاع غزة لو وجد موقف دولي حازم ورادع, وإننا سنطالب بالتحرك على كل المستويات لحث المجتمع الدولي على التدخل لوقف هذا العدوان وفضح حقيقة السياسة الاسرائيلية العدوانية والعنصرية وللمطالبة بملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين وتقديمهم إلى العدالة. بدوره أعرب مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير الدكتور قيس العزاوي عن قلقه البالغ جراء التصعيد الاسرائيلي الخطير في الأراضي المحتلة وبخاصة في قطاع غزة. وأكد العزاوي في تصريح له على هامش اجتماع المندوبين الدائمين في الجامعة العربية ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لوقف الجرائم الاسرائيلية بحق المدنيين العزل وفك الحصار الظالم عن أهالي قطاع غزة.. وأشار إلى أن عملية السلام في مأزق حقيقي, وأن ما يجري من قصف وقتل في فلسطين يستدعي إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة. من ناحية أخرى شارك وزير الدولة للشئون الخارجية السوداني الدكتور كمال حسن علي فى أعمال الاجتماع الطارىء بمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين. وأطلع حسن مجلس الجامعة على تفاصيل الاعتداء الاسرائيلى الأخير على السودان والذي تم على سيارة مارة فى شرق السودان. وأكد المسؤول السوداني في تصريحات له على هامش الاجتماع في القاهرة أن هذا العدوان سافر وجبان تم ضد مدنيين في شرق السودان. وتابع قائلاً: “لقد أكدنا أن الغرض من هذا الاعتداء هو إيقاف الخطة التي ينفذها السودان بالتشاور والتعاون مع الإدارة الأميركية من أجل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب التي تأتي في إطار الوعود الأمريكية بمراجعة علاقاتها مع السودان بما يستتبعه رفع العقوبات الاقتصادية الموقعة على السودان خاصة بعد أن تم تكوين لجنة سياسية وقانونية في واشنطن لمراجعة ملف السودان في هذا الشأن. من جانب آخر قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غسان الخطيب إن الحكومة تجري اتصالات مكثفة مع كل من يستطيع أن يعمل على المستوى السياسي والإنساني لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي يومياً بحق أهالي قرية عورتا شرق مدينة نابلس. وأدان الخطيب في بيان له أمس الأحد بشدة استمرار عمليات التنكيل وترويع المواطنين الفلسطينيين العزّل في قرية عورتا الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق.. وثمّن صمود أهالي عورتا وقال: صمود أهالي عورتا جزء لا يتجزأ من صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال.. مشيراً إلى أن الحكومة تحاول أن تكون جزءاً من هذه المظاهر من خلال الوفود الرسمية التي تزور القرية وتستمع إلى معاناة المواطنين وتطّلع على احتياجاتهم. يذكر أن قوات الاحتلال الاسرائيلي دهمت فجر أمس الأحد قرية عورتا من جديد وشنت حملة اعتقالات واسعة بين المواطنين وعبثت بمنازل المواطنين الفلسطينيين ودمّرت مقتنياتهم.. ويشار إلى أن قرية عورتا تتعرض لاعتداءات متواصلة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين وذلك في أعقاب مقتل خمسة مستوطنين من عائلة واحدة في مستوطنة ايتمار المقامة على أراضي القرية في الحادي عشر من شهر مارس الماضي. من جهة أخرى صرحت حركة المقاومة الاسلامية حماس أمس الأحد استعدادها لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة مقابل وقف اسرائيل عمليات القصف على أساس “الهدوء مقابل الهدوء”..وقال الناطق باسم حماس سامي أبوزهري تعقيباً على تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود باراك: “نحن لسنا معنيين بالتصعيد, والفصائل الفلسطينية هي في حالة الدفاع عن النفس وعن الشعب الفلسطيني في مواجهة التصعيد الاسرائيلي”.. مضيفاً: “إن الكرة هي في ملعب الاحتلال إذا ما اردا العودة إلى الهدوء، ورسالتنا للاحتلال أن الهدوء مقابله هدوء”. وقال أبو زهري: “نأمل ان يلتقط الاحتلال الرسائل العملية التي وجهتها المقاومة أمس والتي أكدت من خلالها أنها جاهزة للدفاع عن شعبها وان ضبط النفس لا يعني الضعف”.. وقد صرّح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك للإذاعة الاسرائيلية العامة أمس الأحد ان اسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار الذي يستهدف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إذا أوقفت هذه المجموعات إطلاق الصواريخ على اسرائيل. على نفس السياق ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت المواطنين لؤي نعيم عطاونة ومصعب ريان بعد أن دهمت منزل عائلتهما في بلدة بيت كاحل غرب الخليل.. كما دهمت قوات الاحتلال بلدة الظاهرية جنوب الخليل، واعتقلت الضابط المتقاعد محمد عطا أبو علان ونقلته إلى جهة مجهولة. وأضافت المصادر أن عمليات المداهمة طالت عدداً من منازل المواطنين في بلدة الظاهرية، ومخيم العروب، وتركزت في بلدة صوريف، عرف من بينها منزل المواطن، كمال اغنيمات، الذي سلمت نجله أحمد بلاغاً لمقابلة المخابرات الاسرائيلية.
