من المصطلحات التي ظهرت في هذا الزمان مصطلح العولمة والذي جاء نتاجاً لنهاية حقبة من مصطلحات (تمهيدية) بدأت من العلمانية ومن ثم الرأسمالية والبرجماتية لتتوج بالعولمة .. واذا كان تعريف “ العولمة Globalization هي إكساب الشيء طابع العالمية وبخاصة تطاق الشيء أو تطبيقه عالميا”(1) فهل مما مارسه المسلمون – إبان نهضتهم- من نشر للدين الإسلامي يعتبر (عولمة) إسلامية ؟ أو لنقل (أسلمة) وما هي علاقة العولمة بالاسلمة ؟ البداية من العولمة الحقيقة العولمة لها عدة تعريفات – إلى جانب التعريف السابق – تعتمد على الزاوية التي ننظر من خلالها إلى العولمة ، لان صور العولمة عديدة كالعولمة الاقتصادية والثقافية والسياسية ..وغيرها لكنها في الختام تطمع “ في صب العالم داخل القالب الغربي على مختلف الصُعُد والميادين الاقتصادية والسياسية والقيمية والثقافية والعسكرية والتشريعية ..الخ”(2) فالقالب الجاهز هو القالب المهيمن على العالم في قطبه الأوحد فإن كان اليوم هو أمريكا فإنها ( الأمركة) التي هي “ في واقع الأمر مرادف مع العولمة والكوكبة التي تزيل الحواجز بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والأشياء ليظهر الإنسان الطبيعي الذي لا خصوصية له ولا هوية “(3) فالعولمة بدايتها اقتصادية عن طريق جعل السوق حرا لكن حريته (منفلتة) من كل القيم والأخلاقيات ومعبودة هو الربح والمنفعة.. ان فتح الحدود للبضائع القادمة والتبادل النفعي بين الدول لا يشكل توازنا حقيقا لان شعوب جنوب الكرة ليست دولا مصنّعة بل (أسواق)مستهلكة مما يعني سيطرة الأقوى على السوق فهذه المصادرة لأي قيم إنسانية من اجل المنفعة البرجماتية هي آخر سلم الرأسمالية الغربية كما يرى فوكاياما في (نهاية التاريخ) “ أنّ العالم قد أدرك بعد فترة حماقة طويلة أن الرأسمالية هي أفضل أنواع النظم الاقتصادية”(4).. وربط العولمة بالأمور الاقتصادية يجعلها (فرضا) على الشعوب المستهلكة ومن ثم تطبيق القالب الجاهز من ثقافات وقيم الغالب على تلك الشعوب دون أدنى مراعاة للخصوصية الحضارية لأي شعب أو حضارة بل الجميع بالصبغة الواحدة ..فهل هذه عالمية ؟ مزيداً من التفاصيل... رابط الصفحة اكروبات