تؤكد التقديرات الخاصة التابعة لسجلات وزارة الصحة أن عدد مرضى السكري باليمن يترواح عددهم بحوالي 327 ألف مريض، وهو ما يشكل حوالي 1.5 بالمائة من مجموع سكان البلاد فيما تقول جمعية مرضى السكري أن حوالي 6 بالمائة من سكان البلاد أي نحو 1.3 مليون يعانون من مرضى السكري الآن . ورغم أن الحكومة أعلنت في عام 2007 عن افتتاح مركز لتقدير الرعاية الطبية لمرضى السكري غير أن المركز الذي يقدم خدمات بجانبه ل40 مريضا يومياً ويشرف على أكثر من 420 منهم لا يعد حلاً كافياً في ظل تزايد أعداد مرضى السكري بوتيرة متصاعدة في البلاد الدكتور زايد أحمد عاطف مدير المركز الوطني للسكري يعطينا مزيداً من التفاصيل عن خدمات المركز التي يقدمها لمرضى السكري بمختلف أنواعها. 50 حالة يومياً نسعى إلى إنشاء عدد من المراكز في مختلف المحافظات لتخفيف الازدحام حيث يستقبل المركز في عيادة الكشف السكري حالياً ما لايقل عن 50 حالة من حالات السكري من النوعين الأول والثاني.. مدير المركز الوطني للسكري يحذر من تزايد مخيف لحالات السكري بين الأطفال، ويشير إلى تقديم خدمات لأكثر من 1500 حالة قدمت لها خدمات الرعاية بالقدم السكري ويضيف: المركز الوطني للداء السكري بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء قطع أشواطا كبيرة ومتميزة في معالجة المرضى وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم منذ ابريل 2007م، حيث تم توسيع العمل فيه حتى تمكن من تقديم خدمات نوعية ومتميزة, لكنه يعاني من الازدحام الكثير من قبل المرضى الذين يتوافدون إليه من أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية؛ كونه المركز الوطني الوحيد في الجمهورية اليمنية يقوم بمعالجة الحالات المرضية وصرف الأدوية المجانية لمرضى السكري. خدمات مجانية ^^..ما الخدمات التي يقدمها المركز لمرضى السكري؟ هناك برامج وأنشطة توعوية وتثقيفية مختلفة لدى المركز من خلال الزيارات الأسبوعية لأطباء العيون والقلب والكلى وغيرها التي لها ارتباط مع مرضى السكري، حيث تم استحداث المركز بناء على توجيهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبتعاون ودعم الجمعية اليمنية للسكري والاتحاد الدولي للسكر وبجهود الخيرين من أبناء هذا الوطن المعطاء.. حيث يستقبل مركزا في عيادة الكشف السكري حالياً ما لايقل عن 50 حالة من حالات السكر من النوعين الأول والثاني، وعلى مدار الأسبوع ويستقبل يومياً ما لايقل عن 30 حالة من حالات القدم السكري يقدم لهم الخدمة المجانية على الوجه المطلوب، وبأساليب علمية، كما هو متبع في أرقى المراكز الطبية لمرضى السكري في العالم، حيث يحتوي المركز الوطني للداء السكري على مختبر متكامل لعمل التحاليل المعملية اللازمة لمرضى السكري، والتي ينفرد بها المركز والخاصة بتحليل الزلال المجهري في البول وتحليل مستوى البروتينات في البول، وتحليل مستوى السكري التراكمي، بالإضافة إلى التحليل المخبرية الروتينية لمرضى السكري. محاضرات توعوية ^^..ماذا عن جهود التوعية والتثقيف؟ معمل المركز الوطني للمختبر يستقبل ما لايقل عن 80 عينة يومياً وبأسعار رمزية جداً، كما يتميز المركز بوجود صالة للتثقيف الطبي لمرضى السكري؛ باعتبار أن خدمة مريض السكر ليست الخدمة الطبية سواء الدواء أو الوصفة الطبية أو التحليل فقط؛ وإنما لابد من تقديم الخدمة التوعوية والتثقيفية فمريض السكر يحتاج إلى فريق عمل متكامل بدءاً من التمريض إلى الطبيب، ثم إلى الجراح وطبيب العيون وأخيراً إلى المثقف الصحي الذي يتواجد بشكل يومي في قاعة التثقيف الصحي التابعة للمركز، والذي يعتبر الركن الأساسي من أركان الخدمة لمريض السكر وذلك عن طريق تقديم محاضرات توعوية بشكل يومي معدة مسبقاً تضم جميع محتويات مرضى السكر، بالإضافة إلى تقديم مقابلات توعوية وإرشادية تمنح المعلومات الطبية اللازمة لكل مريض على حدة حول كيفية التعامل مع المرض الخاص به سواء من ناحية التغذية أو من ناحية زيادة أو نقصان الوزن وكيفية التغذية اللازمة لمرضى السكري فتخصص جلسة لكل مريض وفق حالته المرضية، كما يزود المرضى بمواد ثقافية خاصة معدة عبر المركز الوطني السكري والجمعية اليمنية للداء السكري تحتوي على معلومات متكاملة لمختلف الأمراض وحالات السكري على المستوى المحلي والعالمي. تثقيف صحي ^^.. كيف تقيم التعاون مع الجمعية اليمنية لمكافحة داء السكري؟ - نحن في المركز والجمعية اليمنية تمكنا من توفير كل متطلبات ونواحي العملية التوعوية والتثقيفية لحالات السكري فهناك مطويات وبرشورات وملصقات والعديد من المطبوعات التوعوية والتثقيفية تحتوي على معلومات عن الداء السكري بالظروف المختلفة وحول الوقاية وكيفية التعامل مع مرضى السكري سواء المعتمد على الأنسولين أو المعتمد على الحبوب أو الداء السكري والأطفال أو المرتبط بأمراض الكلى أو الداء السكري والحمل أو القدم السكري وأمراض العيون أو ما شابه ذلك فتوجد لدينا الآن مادة تثقيفية كاملة لمريض السكر تضم جميع التخصصات السكرية، بالإضافة إلى ملصقات تبين للمريض أهمية الرياضة والعناية بالقدم السكري الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة وبهذه المادة التثقيفية غطينا كل جوانب التثقيف الصحي فيما يخص مريض السكر. كما تم إنشاء وتخصيص عيادة أسبوعية لأطفال السكري، والعيون، والحالات التي تحتاج إلى تدخلات طبية أخرى يتم إحالتها إلى المراكز التخصصية.. وبهذا نستطيع القول بأننا نقدم خدمة طبية متكاملة لمرضى السكري، حيث تم توفير طاقم من كوادر وخبرات المركز الذين يعملون بشكل طوعي وخدمي مجاني.. وأملنا كبير في أن نمد خدمات هذا المركز إلى مختلف محافظات الجمهورية وذلك بأن نمد خدمات هذا المركز إلى بقية المحافظات، والعمل على إنشاء مراكز مماثلة في بقية المحافظات، ونعمل حالياً في هذا المجال من خلال التواصل مع المعنيين في الحكومة والداعمين وأهل الخير.. وأيضاً الاتحاد الدولي للسكري.. ولانزال نعمل في هذا الإطار حتى نوجد مراكز أخرى مماثلة في محافظات الجمهورية ذات الكثافة السكانية العالية؛ نظراً للارتفاع المتزايد لمرضى السكري في اليمن.. وإن شاء الله ستكلل مجهوداتنا بالنجاح خلال الأيام القادمة. بطائق تعريف ^^..ماذا عن البطائق التي تمنح لمرضى السكري؟ ونعمل أيضاً إلى استحداث قاعدة بيانات للمركز، وتوثيق الكتروني دقيق لمرضى السكري في المركز، بحيث تسجل في ملف المريض كل الزيارات وكل المعلومات المتعلقة بمتابعة حالة المريض، بطرق علمية صحية وفق القواعد العلمية الصحيحة.. كما عملنا على إنتاج بطائق لمرضى السكر وذلك للتعريف بالمريض وحالته المرضية يبرزها عندما يواجه أي مكروه لاسمح الله، لكي يعرف السائق أثناء السفر أو المعلم أثناء الدرس،أو المواطن في الشارع، إذا رأى مريض السكري يعاني من ظروف صحية غير طبيعية، يعي الناس أنه يحتاج إلى خدمات ومسجل في البطاقة. ^^..ماهي الخدمات التي يمكن أن تقدم لهذا المريض؟ يقوم المركز بتقديم خدمات اجتماعية بين الحين والآخر لرفع مستوى وعي المجتمع بمرض السكر سواء عبر الفعاليات والأنشطة الميدانية الشعبية التي تقام في مختلف المحافظات من مهرجانات وندوات ولقاءات توعوية وتثقيفية، والنزولات الميدانية إلى المدارس لتوعية طلاب وطالبات المدارس حول كيفية الوقاية من الداء السكري، وكيفية التعامل مع مرضى السكر.. وكذا الندوات التوعوية للحجاج قبل أداء الفريضة.. عبر المركز أو خارجه.. فعلى سبيل المثال أقام المجلس مهرجانات للمشي لتعريف الناس بأهمية الرياضة والمشي لمرضى السكري، وتوزيع الملصقات والمطويات التثقيفية والمنشورات التوعوية أثناء تنفيذ الفعاليات الشعبية. وأملنا كبير أن تتوسع أنشطتنا إلى بقية محافظات الجمهورية.. حيث تم تنفيذ ندوتين توعويتين الأولى في محافظة عدن والثانية في محافظة تعز وتم توزيع كافة المعلومات والملصقات التوعوية الخاصة بالمرض، كما تم إنشاء نواه للسكري في محافظة عدن، تقام فيها العديد من الأنشطة والندوات التثقيفية فهي امتداد للمركز وأنشطته؛ لكي تتضافر جميعاً لرفع الوعي المجتمعي حول كيفية الوقاية من الداء السكري. ورفع مستوى وعي الطبيب أو الممرض أو المعلم والقائمين على رعاية مرضى السكري، على كيفية التعامل مع الداء السكري والوقاية منه والحد من انتشاره.. ونتمنى أن تأتي الأعوام القادمة ولدينا مراكز مماثلة سواء في عدن أو في تعز أو في الحديدة أو حضرموت.. وإن شاء الله سنرى النور قريباً.. ^^..ماهي أبرز الحالات الوافدة إلى المركز؟ أبرز الحالات الوافدة إلى المركز هي من النوع الثاني من حالات السكري التي تصيب المتقدمين في السن، أي مابعد سن الثلاثين إلى الأعمار المتقدمة، بالإضافة إلى ذلك تزايد مخيف لنسبة انتشار السكر بين الأطفال، والمصابين بالسمنة وهذه ظاهرة خطيرة، بدأت تبرز بشكل أكبر، منوهاً إلى أن أغلب المصابين بالداء السكري في عمر الإنتاج، وهذه مأساة؛ إذ يتحول الإنسان من منتج إلى عالة.. وشبه معاق بسبب مضاعفات الداء السكري على العيون أو الكلى أو القلب أو القدم أو ما شابه ذلك.. ومهمتنا نحن في إطار المركز غير تقديم الخدمة الصحية تقديم المعلومة التثقيفية الصحيحة لعدم ظهور مثل هذه المضاعفات، مؤكداً أن عشرات من مرضى القدم السكرية كانوا عرضة للبتر لولا وجود المركز والخدمات التي يقدمها، ويصل عدد الحالات التي قدمت لها خدمات الرعاية بالقدم السكري أكثر من 1500 حالة ممن كانت أقدامهم عرضة للبتر.. وتم تقديم الخدمات الطبية والصحية المجانية وخرجوا أصحاء سليمين من القدم السكري.. وهؤلاء لو لم تقدم لهم الخدمات الطبية لكانوا جزء من العبء الاجتماعي الذي تعاني من البلد بشكل عام بالإعاقات نتيجة البتر، فقد كانت حالات البتر قبل إنشاء المركز شبه يومية.. وحالياً فيما يندر جداً أن توصل حالة.