الأمير المعتز يحيى بن أحمد بن سليمان. تاريخ الوفاة- 4 - 8 - 595 ه / 13 - 5 - 1199 م . الأمير الملقب (المعتز بالله)، نجل الإمام (أحمد بن سليمان)؛ سياسي، فارس. استولى على بلاد صعدة سنة 567ه/1172م، واستمر فيها حتى جاء السلطان الأيوبي (طغتكين بن أيوب)، إلى اليمن فأقره على ولايتها سنة 587ه/1191م، وفي تلك الفترة ظهر الإمام (عبدالله بن حمزة) كأبرز المعارضين للتواجد (الأيوبي) داخل اليمن، فحاول التأثير على صاحب الترجمة، وبذل له أموالاً، ووعودًا بإمارة بلاد صعدة؛ فرفض صاحب الترجمة عرض الإمام، ومال إلى (الأيوبيين)، وبدأ بمد نفوذه، معارضًا للإمام (عبدالله بن حمزة)؛ فاستقل بحصن (مبين) من بلاد حجة، فأرسل الإمام أخاه الأمير (يحيى بن حمزة) في حملة عسكرية لقتال صاحب الترجمة، ووقعت بين الفريقين معركة شرسة، سنة 595ه/1199م، عجزت فيها قوات الإمام عن اقتحام الحصن لمنعته؛ فاستعان صاحب الترجمة بالأميرين: (بشر بن حاتم الهمداني)، و(الشهاب الجزري) والي مدينة صنعاء للدولة (الأيوبية)، ودعا الناس إلى موالاة (الأيوبيين)، ومعارضة الإمام (عبدالله بن حمزة)؛ فطارده الأمير (يحيى بن حمزة)، ووقعت بينهما حرب قرية (الهراثم)، شمالي مدينة (خمر)، حاضرة بلاد (حاشد)، انهزم فيها صاحب الترجمة، واقتيد أسيرًا إلى سجن الإمام. وبعد أيام وُضِع له (البنج)- مخدر- في طعامه؛ فمات منه. وقيل: قُتل خنقًا بالعمائم، على يد الأمير (يحيى بن حمزة) ورجاله، ورُميت جثته في الطريق، ولم ينكر الإمام على أخيه ذلك؛ فغضب الأمراء (بنو الهادي)، وأرسلوا الأمير (سليمان اليوسفي) إلى الشام مستنصرًا بالخليفة العباسي الذي أعاد الأمير المذكور ومعه جيش التقى مع جند الإمام (عبدالله بن حمزة)، فدارت بينهما رحى معركة عنيفة قتل فيها أحد إخوة الإمام، فلما علم الأمير (سليمان اليوسفي) بذلك صرخ في أتباعه: كفّوا فقد أدركت ثأري، ثمّ ذهب إلى الإمام (عبدالله بن حمزة)، وهو يخطب في الناس، وكان قد علم بما جرى فقال الإمام معلقًا: “يدٌ قطعت أختها”. ثم أعطى الأمان للأمير (سليمان اليوسفي).