قد يكون محقاً رئيس هذا النادي أو ذاك عندما يطالب بإلغاء الدوي العام لكرة القدم في درجتيه الأولى والثانية بناءً على كثرة التوقيفات التي رافقت بطولتي أندية النخبة والحرافيش .. وربما قوت الأزمة السياسية التي تمر بها بلادنا الآراء المنادية باتخاذ قرار الإلغاء للموسم الكروي الأطول في كوكب الأرض .. باعتبار أن ذلك “شرُُُ لا بَّد منه” وقدرُُ محتوم ، وأن استكمال ماتبقى من مباريات للدوري بدرجتيه غير متاح للأندية ولاعبيها من حيث الجاهزية الفنية، والإعداد البدني ، والحضور الذهني والانسجام النفسي في الظروف العصيبة الطارئة على البلاد ، والمؤثرة على الواقع الرياضي بصورة خاصة ، والمجالات الأخرى بشكل عام. ويمكننا هضم التصريحات التي تصدح بها إدارات الأندية التي لم تتسبب أو تسهم في اضطرار الاتحاد العام لإيقاف الدوري .. لكننا لانتفهم المطالبات التي خرج بها على الصحافة بعض رؤساء أندية في الدرجتين الأولى والثانية من أجل إلغاء الدوري ، بعدما كان هؤلاء يشكلون معظم الأسباب لإيقاف المنافسات في بطولة الدوري حيث تقاعسوا عن أداء مهمتهم الإدارية وفشلوا في توفير المصروفات والمخصصات المالية لانتقال لاعبي أنديتهم إلى ملاعب في محافظات أخرى لخوض مباريات الأسبوعين الفائتين من دوري النخبة! الغريب..! الغريب أن يسكت إداريو بعض أندية الأولى طويلاً ، ويغيبوا عن الحضور إلى مقرات أنديتهم ومتابعة ماأسند إليهم من واجبات بحكم أنهم ارتضوا القيام بمهمة إدارة أنديتهم ، وتسيير الفعاليات والأنشطة الرياضية فيها.. ثم يبادرون بعد إخفاقهم في عملهم الإداري إلى تقديم النصح لاتحاد القدم ليتخذ قراراً بإلغاء الموسم الكروي ي2011م .. مبررين ذلك بأن اتحاد القدم قد فشل في القيام بمهامة ، ولابَّد أن يتحمل مسئولياته .. وهذا شيء نطالب من أندية كان لها معظم الدور في لجوء اتحاد القدم إلى تجميد رحلة الدوري مؤقتاً .. إذ أن بعض الأندية تخلفت عن المشاركة في المباراتين اللتين أقيمتا بدوري الدرجة الأولى في الجولتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة ماأتاح لاتحاد القدم إعلان أيقاف الدوري حتى إشعار آخر لأن تلكم الإدارات الفاشلة أرسلت بتخلف فرقها الكروية عن حضور المباريات رسائل سلبية مفادها أن أوقفوا الدوري ، وإلاَّ أفسدنا الموسم الكروي بحيث نحرجكم لأنكم لم تراعوا الظروف الحالية التي تمر بها بلادنا ..وأهمها انشغال الأمن بمهام طارئة ، ولن يكونوا حاضرين خلال المباريات ..فجاءت المبررات لتلكم الإدارات تؤكد أن أنديتها عاجزة عن توفير المخصصات المالية للاعبين للانتقال إلى محافظة أخرى لخوض المباراة المقرة في جدول الدوري مسبقاً ومعلوم زمنها والملعب الذي ستقام عليه وتوافرت عناصر نجاح إقامتها ، وبالذات الجوانب الأمنية التي كانت بعض رسائل إدارات أندية كبيرة تتحجج بعدم توافرها . والعجيب ..!! الأعجب أن يلجأ إداريون فاشلون في القيام بمهامهم في أنديتهم إلى المطالبة أولاً بإيقاف الدوري مؤقتاً مراعاة لظروفهم المادية .. ثم بعد شهر ونصف من ذلك يقولون : إن اتحاد الكرة قد ارتكب أخطاء فادحة بإيقاف الدوري وعليه أن يتحمل مسئوليته وتبعات ذلك مالياً وماستؤول إليه مصير الأندية صعوداً وهبوطاً.. ودعا هؤلاء اتحاد القدم إلى إلغاء الدوري الذي كانوا هم أو المطالبين بإيقافه مؤقتاً .. ولم يكتفوا بذلك ،بل رأوا أن على اتحاد القدم أن يلغي الموسم الكروي 2010 – 2011م ويعمل على تعويض الأندية جراء الخسائر التي تكبدتها سواء تلك التي دفعتها للاعبين المحترفين كمقدم عقود ، أم الملايين التي صرفتها للاعبين كرواتب ومكافآت وحوافز .. وكذا رواتب المدربين والأجهزة الإدارية والفنية .. تنظير فلسفي إننا لا نعترض على المطالب المشروعة للأندية التي تكبدت الخسائر خلال رحلة الدوري 2010م 2011م سواءً منها أندية الأولى أم الثانية. لكننا نريد أن تتضح الصورة للجميع أن الدوري اليمني يمكنه أن يستمر ويستأنف مسيرته لاستكمال رحلة البطولتين «الأولى والثانية» كون الأمور الأمنية لم تبلغ المرحلة التي تشابه ظروف الحرب ، ولا يوجد انفلات أمني كبير يمكن اعتباره سبباً مباشراً لصعوبة استئناف مباريات الدوري .. ثم أن اتحاد القدم غير قادر على أن يعلن إلغاء الدوري لأنه سيتحمل تبعاته المالية والإدارية، والمسئولية المباشرة أمام الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي.. وستضرر الرياضة اليمنية أكثر مما هي عليه .. ولذلك فالمطالبة بإلغاء الدوري تنظير فلسفي، وتصريح غير محسوب لمن أطلق ذلك .. فكل الجهود التي بذلت، والأموال التي صرفت لن يمكن استعادتها ويدرك اتحاد القدم التبعات الجسيمة المترتبة عن قرار الإلغاء ، حيث أن المتبقي بضعة أسابيع قليلة يمكن أن يجد الاتحاديون لها مخرجاً ، وحلاً يرضي الأندية جميعها.. الإلغاء حتى انتعاش آخر وإذا سلمنا جدلاً وافترضنا أن اتحاد القدم يدرس إمكانية إعلان الإلغاء لبطولتي الدرجتين الأولى والثانية هذا الموسم فما الذي سيترتب عنها ؟! في تصوري أن هناك مسئولية كبيرة على اتحاد القدم منها إدارية ، ومنها مالية ، ومنها إشكالات أخرى تضاعف الأضرار الناتجة عن إلغاء الدوري ، سواءً على مستقبل الرياضة اليمنية أم على الهكيلية والهرمية التي تنتظم عليها أندية الدرجتين الأول والثانية لكرة القدم .. فالإلغاء يعني فيما يعنية إعلان موت الرياضة حتى إشعار آخر .. وتعبير أدق حتى انتعاش آخر.! وإذا كان لابَّد مما ليس منه بدُّ .. فإن الذين يرون في قرار الإلغاء فوائد اضطرارية ، وآخر الوسائل للتداوي كمشرط محجم أو الكي ... ومنها أن إلغاء الدوري كان محصلة لامناص منها لدوري أعرج كثير التوقف .. لاملامة في ذلك على مسئولية اتحاد القدم الدوري احترازاً وانتظاراً حتى تنجلي الغمة ، وتنحل الأزمة ، وتستعيد الحياة الطبيعية تدفقها في مجاريها دون منغصات أو توترات ... ومن ثم يعاود الرياضيون ممارسة مناشطهم الرياضية التي تجمدت في الأشهر القليلة الفائتة. مايترتب عن الإلغاء من أضرار إذاً .. عندما سيتخذ الاتحاديون خطوة الإلغاء إن كانت مطروحة حقاً ضمن أجندتهم فإنه سيترتب عن ذلك: - أولاً : اعتبار المسابقة التاسعة عشرة ملغاة فليس فيها بطل ولا ينتج عن فريق هابط إلى الدرجة الثانية . - ثانياً : يلحق ذلك تجميد نتائج فرق دوري الدرجة الثانية في مجموعتها فلابطل للحرافيش ولايهبط إلى الدرجة الثالثة أي فريق. - ثالثاً : لا بَّد أن يلجأ اتحاد القدم إلى معالجة آثار إلغاء بطولتي الدرجتين الأولى أو الثانية فيما يتعلق بالمصروفات المالية التي خسرتها الأندية اليمنية والجهود التي قدمتها الفرق المتنافسة خلال الموسم حيث تضررت من ذلك فرق المقدمة في المنافستين ففي أندية النخبة كان التلال وملاحقوه يتصارعون على إحراز اللقب «بطل الدوري» ومثله «بطل الكأس».. وفي الدرجة الثانية تضررت الفرق الأربع التي كان أملها كبيراً في الصعود إلى دوري المحترفين. - رابعاً: الإلغاء سيلزم اتحاد القدم بتعويض الأندية اليمنية عن الملايين من الريالات والآلاف من الدولارات كرواتب ومقدم عقود للمحترفين الأجانب إضافة إلى مصروفات السكن لهم وما يتعلق بإقامتهم ومعالجتهم من الإصابة...إلخ. - خامساً: سيتم تصعيد ( 4 ) فرق من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى ليصبح العدد (16) فريقاً وسيكون اتحاد القدم مسئولاً مساءلة إدارية أمام الاتحاد الآسيوي والفيفا عن هذه الخطوة. - ضرورة استكمال الدوري إن على اتحاد القدم دراسة هذه الأمور قبل أن يقدم على خطوة إلغاء الدوري.. وأن يبحث بجدية عن وسائل مرضية للجميع ومتناسية مع الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا لكي لا يعطي أعذاراً ومسوغات لبعض إداريي الأندية ليخرجوا علينا في الصحف بتصريحات يبررون فيها تخلفهم عن المشاركة في مباريات الدوري ويحاولون إيجاد مخارج لفرقهم الآيلة للسقوط في الدرجة الثانية، حتى لا تغضب عليهم جماهير أنديتهم، وتحاسبهم على تهاونهم وفشلهم في إدارة الأندية. لأن إلغاء الدوري كارثة أكبر ضرراً من توقيف الدوري مؤقتاً.. وستطال آثارها الرياضية اليمنية كلها.. والأولى بالاتحاديين هو إمعان التفكير والبحث عن وسائل ناجعة وناجحة لاستكمال الدوري خلال فترة زمنية محددة وتحديد الملاعب للفرق المتنافسية لإجراء المباريات عليها وتأمينها بالتنسيق مع الجهات الأمنية.. للخروج بأقل الأضرار على الرياضية والرياضيين والأندية واتحاد القدم أيضاً.