مازلنا نقرأ في كتاب الدكتور. خالد كبير علال: “مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي وتدوينه”. ونصل إلى ذكر الكذاب الثالث عشر في رواية الحديث الشريف وهو القاضي محمد بن مهاجر البغدادي، المعروف بأخي حنيف (ت 264ه)، والذي وضع الحديث و حدّث عن أقوام ماتوا قبل أن يَولد هو بثلاثين سنة. وهذا سلوك غاية في القبح والجسارة على الكذب. بحسب د. علال. وآخرهم الكذاب الحافظ إبراهيم بن الفضل الأصفهاني (ت 530ه)، كان يكذب لنفسه وغيره في الإجازات، ويضع الحديث و يروي عن شيوخ لم يلقهم، ويصر على الكذب وإن انكشف أمره. يذكر د. خالد علال أن الحافظ عبد الله الأنصاري الهروي امتحن إبراهيم بن الفضل الأصفهاني، فقال له: أحججت؟ قال نعم، فقال له: ما علامة عرفة؟ قال: دخلنا ليلاً، فقال له:هذا يجوز، فما علامة منى؟ قال: كنا بها ليلاً، فقال له: ثلاثة أيام و ثلاث ليال ما طلع عليكم الصبح، ثم أمر بإخراجه من البلد. وقال: هذا دجال من الدجاجلة. فكانت هذه الحادثة سبباً في انكشافه. ورغم انفضاحه، فقد واصل كذبه. قال المحدث معمر بن المفاخر أنه رآه في سوق أصفهان يروي الأحاديث الباطلة بحماس، فكان يتأمّله كثيراً و يظن أن الشيطان تبدى على صورته. [email protected]