خرج نحو ثلاثة آلاف فلسطيني أمس الخميس في مسيرة حاشدة انطلقت من مدينة بيت لحم لإحياء الذكرى ال63 للنكبة رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية ومفاتيح خشبية رمزاً للعودة. ويحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة الفلسطينية في 15 مايو (1948) من كل عام في مخيمات اللجوء الفلسطيني في الشتات وفي الأراضي الفلسطينية. ودقّ كشافة المدارس الذين تقدموا المسيرة الطبول، وحمل المحتجون لافتات كتب عليها (العودة حق مقدس) و(حق العودة خط أحمر لا يمكن تجاوزه) و(التطبيع مع الاحتلال نقيض لحق العودة) واختتمت مسيرة بيت لحم بمهرجان خطابي. وقال عضو المجلس التشريعي ومنسق اللجان الشعبية لمخيمات جنوبالضفة الغربية محمد اللحام “إن حق العودة حق فردي وحق جماعي للاجئين الفلسطينيين، للعودة إلى قراهم التي هجّروا منها، ولا يملك أي أحد أو جهة التصرف بهذا الحق”. في هذه الأثناء قالت وسائل إعلام اسرائيلية إن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي بيني جانتز أعرب عن أمله في “أن يمر يوم النكبة بسلام” حيث يخشى الجيش الاسرائيلي من أن تتحول المسيرات والاحتجاجات إلى صدامات مع المستوطنين الاسرائيليين خصوصاً بعد أن تمت المصالحة الفلسطينية وأطلقت صفحة الانتفاضة الثالثة على صفحات فيسبوك .. ومن جهة أخرى نقلت الإذاعة الاسرائيلية أمس عن وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي يتسحاق اهرونوفيتش أنه أصدر تعليماته إلى الشرطة “بعدم الانجرار وراء أعمال استفزازية” قد تتخلل فعاليات يوم النكبة وذلك رغم أنه لا يتوقع “وقوع حوادث استثنائية خلال فعاليات يوم النكبة”. وقال اهرونوفيتش من جانب آخر “إن الشرطة ستحدد عدد المصلين الذين سيسمح لهم بأداء صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشريف”. من جهة أخرى كشف تقرير لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني أن عدد الفلسطينيين تضاعف ثماني مرات منذ وقوع النكبة عام 1948، حيث أصبح نحو 11 مليون نسمة في نهاية عام 2010. وقال الجهاز في تقرير خاص بمناسبة ذكرى “النكبة” الفلسطينية الثالثة والستين نشر أمس الخميس إن “تعداد الفلسطينيين يمكن أن يفوق عدد اليهود في حدود فلسطين التاريخية بحلول نهاية عام 2020”. وأضاف أنه مع نهاية 1948 بلغ عدد الفلسطينيين 4ر1 مليون نسمة، في حين قدّر عددهم نهاية عام 2010 بحوالي 11 مليوناً, وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف بنحو 8 مرات منذ أحداث نكبة 1948. أوضح التقرير أنه في ما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حالياً في “فلسطين التاريخية” (ما بين النهر والبحر) “فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2010 حوالي 5ر5 ملايين نسمة مقابل نحو 7ر5 ملايين يهودي”. وتابع: “من المتوقع أن يتساوى عدد السكان الفلسطينيين واليهود مع نهاية عام 2014، حيث سيبلغ ما يقارب 1ر6 ملايين لكل من اليهود والفلسطينيين وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً”. ووفقاً للتقرير “ستصبح نسبة السكان اليهود حوالي 2ر48 % فقط من السكان, وذلك بحلول نهاية عام 2020, حيث سيصل عددهم إلى 7ر6 ملايين يهودي، مقابل 2ر7 ملايين فلسطيني”. وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية تشكل 0ر44 % من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية نهاية العام 2010. كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث منتصف عام 2010 حوالي 8ر4 ملايين لاجىء فلسطيني، يشكلون 4ر43% من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم يتوزعون بواقع 4ر60 % في كل من الأردن وسورية ولبنان و3ر16 % في الضفة الغربية و3ر23 % في قطاع غزة ، يعيش حوالي 4ر29 %، منهم في 58 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن و9 في سورية و12 مخيماً في لبنان و19 مخيماً في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة. وقدّر التقرير عدد السكان في الأراضي الفلسطينية بحوالي 1ر4 ملايين نسمة نهاية عام 2010 منهم 5ر2 ملايين في الضفة الغربية وحوالي 6ر1مليون في قطاع غزة. من جهة أخرى قالت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الاسرائيلية في تقرير نشرته أمس إن اسرائيل تستغل بشكل ممنهج موارد المياه في غور الأردنبالضفة الغربية لمصلحة المستوطنين على حساب الفلسطينيين. وبينت “بتسيلم” ان اسرائيل أقامت نظاماً لاستغلال مكثف لموارد المياه في وادي نهر الأردن، والقطاع الواقع شمال البحر الميت، بشكل أكبر من أي مكان آخر في الضفة الغربية ما يكشف في الواقع نيتها على ضم هذه المنطقة. وأضافت أن اسرائيل استولت على القسم الأكبر من مصادر المياه في المنطقة وحولتها بشكل شبه كامل إلى مصلحة المستوطنات، في انتهاك للقانون الدولي الذي يحظر استغلال قوة الاحتلال للموارد الطبيعية على الأراضي التي تحتلها. وذكرت “بتسيلم” أنه نظراً إلى نقص المياه، اضطر الفلسطينيون إلى إهمال أراضيهم الزراعية والانصراف إلى زراعات أقل مردودية، واتهمت اسرائيل بالاستيلاء على 77,5 % من غور الأردن بما فيها مواقع سياحية للضفة الشمالية لبحر الميت. ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن حوالى 9400 مستوطن يهودي يقيمون في الأغوار استطاعوا تطوير زراعة مكثفة من خلال الحصول على حصص تمثل ثلث الموارد المائية المخصصة ل2,5 مليون فلسطيني يعيشون في المنطقة !! .