أسماء كثيرة عرف بها النكاف، فهناك من يسميه “الرطين” وآخرون يسمونه “السكيت” .. إلخ. وهو في الأصل مرض فيروسي حاد يصيب بشكل رئيس الغدة النكافية التي تفرز اللعاب والموجودة أمام وأسفل الأذنين وقد يصيب باقي الغدد اللعابية أيضاً، ويعتبر الإنسان مستودعه الوحيد.مرض النكاف إنه مرض ينتشر في العالم كله، واسع الانتشار في بلدان العالم النامي، يشيع حدوثه بين الأطفال بشكل كبير فنحو 85 % من حالات الإصابة أساساً هي عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاماً، ذكوراً أو إناثاً على حد سواء وبنسب متساوية، كذلك البالغون يمكن أن يصابوا بالمرض. في العادة يحدث النكاف التهاب الخصية في جانب واحد لدى الذكور بعد سن البلوغ بنسبة 20 % - 30 % ولدى الإناث يسبب التهاب الثدي. واحتمال إحداثه للعقم قائم إلا أنه نادر جداً كما أنه قد يصيب غدداً أخرى غير التي ذكرت كغدة البنكرياس. وفي 40 % - 50 % من حالات عدوى النكاف تظهر أعراض تنفسية لا سيما عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. فترة الحضانة والعدوى يمكن أن يصاب الطفل بالنكاف عن طريق استنشاق رذاذ اللعاب المتطاير في الهواء من فم المصاب بفعل السعال والعطاس إلى غير المصابين أو مشاركتهم تناول الطعام بنفس الملعقة أو الوعاء أو الشرب من نفس الكوب أو الإناء الذي يشرب منه المريض بالنكاف. ولا يكون الشخص معدياً، إلا قبل ظهور تورم الغدة النكافية بيوم واحد فقط وتستمر العدوى لثلاثة أيام بعد زوال التورم. أما فترة حضانة المرض فتتراوح بين 12-21 يوماً. الأعراض والعلامات ثلث الأشخاص المصابين بفيروس النكاف لا تحدث لديهم أية أعراض والتي عادة ما تظهر ببعد 2-3 أسابيع من دخول الفيروس للجسم فترة الحضانة. وتكون في البداية خفيفة تشمل الحمى، الصداع، التعب العام ونقص الشهية، ثم يظهر الانتفاخ في الخد “تورم الغدة النكافية” في جهة واحدة لدى 25 % من الحالات أو في جهتين بحيث تتورم إحدى الجهتين قبل الأخرى بيوم أو يومين وتبقى الغدة متورمة لمدة تمتد من 3-7 أيام تقريباً ويترافق التورم بعادة مع ألم عند فتح الفم المضغ أو البلع خصوصاً عند تناول الأطعمة الحامضة أو الأطعمة التي تحرض إفراز اللعاب. قد تحدث أيضاً أعراض أخرى، مثل ألم الأذن والألم البطن وألم وتورم الخصية كما ترتفع درجة حرارة الجسم “الحمى” وقد تصل إلى 40 درجة مئوية. تشخيص المرض تشخيص النكاف سهل وواضح ولا ضرورة لإجراء الفحوص المخبرية لإثبات التشخيص إلا ما ندر في حالات الاشتباه ذلك لأن الفحوصات النوعية للنكاف مكلفة وغير متوفرة بشكل روتيني. وبالتالي عند الاشتباه بإصابة طفل بالنكاف يجب على أحد والديه أن يراجع الطبيب المختص دون تأخير لأن تورم الوجه مع الحمى قد يكون ناجماً عن أمراض أخرى مثل التهاب اللوزتين والتهاب الغدة النكافية. مضاعفات خطيرة مضاعفات النكاف خطيرة نوعاً ما لكنها نادرة وتشمل : التهاب الخصية، فبعض حالات الإصابة بالنكاف من الذكور البالغين يحدث لديها التهاب وتورم في خصية واحدة أو في الخصيتين. وهذه الحالة تتميز بالحمى العالية، القشعريرة، الصداع والألم أسفل البطن، مع تورم الخصية وألمها كما قد يحدث ضمور جزئي في الخصية وينقص تعداد النطف وبذلك يكون العقم وارد الحدوث لكنه نادر جداً. التهاب البنكرياس، ويتظاهر بألم البطن مع الغثيان والتقيؤ. التهاب الدماغ وينجم عن إصابة الدماغ بفيروس النكاف وهذا بدوره يؤدي إلى أعراض عصبية خطيرة ومهددة للحياة إلا أنها نادرة. التهاب السحايا: التهاب في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي والخلايا العصبية المركزية وهو نادر أيضاً. التهاب المبيض، التهاب المفاصل، والتهاب الأعصاب. الصمم يعتبر النكاف واحداً من أكثر المسببات شيوعاً للصمم العصبي. من ناحية أخرى يجب على الوالدين مراقبة حدوث مضاعفات عند الطفل ومراجعة الطبيب على الفور إذا ترافق المرض مع أي مما يلي: التقيؤ المتكرر. تيبس الرقبة أو الصداع الشديد. التجفاف. استمرار تورم الغدة النكافية لأكثر من أسبوع. استمرار الحمى لأكثر من أربعة أيام. احمرار الجلد المغطى للغدة النكافية. آلام في الخصية. استمرار الألم في البطن. تعزيز المناعة.. والوقاية النكاف كما ذكرنا مرض فيروسي لا يمكن معالجته بالمضادات الحيوية بل لابد أن تاخذ الإصابة بالنكاف سيرها الطبيعي الكامل. ولحسن الحظ يشفى معظم الأطفال والبالغين من هذا المرض خلال أسبوعين إذا لم تحدث مضاعفات. بيد أن ثمة إجراءات يمكن اللجوء إليها لتخفف الآلام والانزعاج ولتقليل انتقال العدوى للآخرين وهي: الراحة في الفراش حتى تزول الحمى. عزل الطفل المصاب لمنع انتقال المرض إلى من يخالطونه. استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الألم في الغدة النكافية المتورمة. تجنب تناول الأطعمة التي تحتاج إلى الكثير من المضغ والاستعاضة عنها بالأطعمة الطرية مثل الشربة أو البطاطة المهروسة. تجنب الأطعمة الحامضة والفواكه الحامضة كالليمون. شرب الكثير من السوائل كالماء، والعصائر غير الحامضة الحليب. تنظيم تعاطي المصابين للأدوية التي يصفها المعالج والتي من شأنها العمل على تخفيف الأعراض.. ويمكن للبالغين أيضاً استخدام “الاسبيرين” أما الأطفال فيمنعون من “الاسبيرين” مخافة حدوث إصابة خطيرة بالكبد يمكن أن تودي بحياتهم. ويحصل الطفل على مناعة ضد فيروس النكاف إذا أصيب مسبقاً بالمرض أو أعطى لقاح المضاد للمرض والذي يأتي ثلاثيًا مع لقاح الحصبة والحصبة الألمانية في عبوة واحدة حيث تعطى بشكل روتيني للأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين -12 15 شهراً كجرعة أولى. أما الجرعة الثانية منه فهي في عمر 3 6- سنوات غير أنه لا يتوفر للأطفال في بلادنا ضمن الاستراتيجية الوطنية للتحصين ضد أمراض الطفولة. ويتألف اللقاح أساساً من فيروس النكاف الحي المضعف دون أن يتسبب بالمرض مطلقاً وإنما يقوي ويعزز مناعة الجسم ضد فيروس النكاف. وبالمقابل لا يعطى للنساء الحوامل أو الاطفال المصابين ببعض الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي خشية تسببه في أحداث اضرار أو اختلالات. يبقى على المواطنين لزاماً تبليغ أقرب مركز صحي أو وحدة صحية أو مستشفى حكومي عند اكتشاف وجود إصابة بالمرض وتطبيق نظام العزل للمريض في غرفة خاصة لمدة تسعة أيام فالمريض بالنكاف يكون معدياً من قبل تورم الغدة النكافية بيوم واحد وحتى الثلاثة أيام بعد زوال الورم. أما طلاب المدارس المصابون فينصح أن يظلوا في بيوتهم حتى لا ينقلوا العدوى إلى زملاء الدراسة. وأؤكد في الأخير أهمية وضرورة تجنب مشاركة المريض نفس الأدوات والأواني التي يأكل أو يشرب فيها والحفاظ على نظافته والتخلص من إفرازات الفم والحلق بشكل نظيف حتى لا ينشر العدوى بين الآخرين. * المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان.