بلغة أقرب إلى التحذير توقع المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور طارق بن موسى الزدجالي أن تصل الفجوة الغذائية في العالم العربي إلى نحو 71 مليار دولار بعد 19 سنة من الآن، مقابل 35 مليار دولار في الوقت الحالي، وذلك في حال لم تبادر الدول العربية إلى إيجاد آليات تمويلية واضحة لمواجهة هذا التحدي. وأوضح الزدجالي في تصريح صحافي أن المنطقة العربية بحاجة لهيكل تمويلي للاستثمار الزراعي، وإلا فسوف ستواجه فجوة غذائية كبيرة. واعتبر أن العائق الكبير هو التمويل في الاستثمار الزراعي، يضاف إليها عوائق تتعلق بعدم وجود دراسات جدوى تفصيلية لمشاريع زراعية، مقترحاً للحل إيجاد صندوق استثماري أو مصرف عربي متخصص لتمويل التنمية الزراعية ومشروعات الأمن الغذائي العربي، بمساهمة الدول والقطاع الخاص العربي وغير العربي. وأوضح مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية حاجة المنطقة العربية إلى نحو 27 مليار دولار كاستثمارات لتنفيذ المرحلة الأولى من برنامج الأمن الغذائي العربي خلال السنوات الخمس المقبلة، في حين أكد الحاجة إلى تمويلات لما يفوق 64 مليار دولار خلال 20 سنة القادمة. وتحدث الزدجالي عن عجوزات غذائية عربية وصفها ب«الضخمة والمخيفة».. مشيراً إلى أن الاكتفاء الذاتي العربي يقدر ب50 % بالنسبة للحبوب، و30 % بالنسبة لمحاصيل السكريات، و30 % بالنسبة للزيوت. وحث الدول العربية على التعامل لمواجهة هذا التحدي لضمان الأمن الغذائي العربي، منبهاً إلى أن هناك إطاراً لبرنامج الأمن العربي أطلق في قمة الكويت الاقتصادية يناير كانون الثاني 2009 يشمل خطة تنفيذية أولية تمتد من 2011 وحتى 2016.. وتابع قائلاً إن الإرادة السياسية موجودة لكن تنقصنا آليات التنفيذ. وفي حين أكد الزدجالي تعويل المنظمة على الاستثمارات العربية بشكل أساسي لتحقيق أهداف مواجهة الفجوة الغذائية أوضح أن ذلك لا يعني إغلاق الباب أمام استثمارات من دول صديقة، خاصاً بالذكر الصين.. معرباً عن أمله في الاستفادة من التقدم الصيني في مجال صناعة الغذاء.. وفي هذا الإطار حثّ الصين على إيجاد آليات إقراضية وتسهيلات لاستيراد التقنيات الزراعية، وليس فقط تسويق معداتها في الأسواق العربية.