أنشئ مستشفى الثورة بالراهدة عام 1964م وكان الهدف الأول منه هو تقديم الرعاية الطبية للفدائيين في معارك تحرير جنوب الوطن من نير الاحتلال البريطاني لكن خدمات هذا المستشفى توسعت لتشمل مساحات واسعة في المناطق والمديريات الواقعة حول مديرية خدير.. وقد وصلت خدمات هذا المستشفى لتشمل مديريات سامع والصلو وحيفان إلى جانب مديرية خدير، حيث كان المواطنون في هذه المناطق يعتمدون على مستشفى الراهدة في الحصول على الخدمات الطبية. لا أحد في المستشفى لكن حال المستشفى انقلب تماماً عما كان عليه سابقاً، ففي الماضي كان المستشفى يمثل شعلة من الحيوية والحركة التي لا تتوقف، على مدار الساعة بحسب الأهالي. واليوم أصبح حال المستشفى يرثى له فعندما وصلنا المستشفى في الساعة الحادية عشرة ظهراً وجدنا المستشفى خالياً تماماً فلا أطباء ولا مرضى، ولا إدارة. بلا حيلة والغريب في المسألة أن المواطنين أصبحوا متعودين على هذا الوضع في المستشفى، وجميع من تحدثنا إليهم رفضوا الكشف عن هويتهم خوفاً ممن وصفوهم بالشخصيات النافذة في المديرية، حيث يشكو الأهالي من تغيب الأطباء عن العمل في المستشفى والذين قالوا إن الأطباء يحضرون بعد الساعة التاسعة ولا يمكثون أكثر من نصف ساعة يوقعون خلالها على حافظة الدوام ثم ينصرفون. الإهمال سيد الموقف واقع الحال في المستشفى يؤيد حديث المواطنين المتضررين من الإهمال وسوء الأداء الحاصل في المستشفى حيث كانت العيادات الخارجية التي تعد العصب المهم في المستشفى فارغة، بحثنا عن الإدارة فلم نجد أحداً لا مدير المستشفى، ولا أي مسئول سواء كان في الجانب الطبي أو الإداري، فالمستشفى الذي يبلغ عدد الكادر النمطي “64” إلى المتعاقدين فيه من أطباء وممرضين 64 إضافة إلى المتقاعدين كان خاوياً على عروشه وسط وقت الدوام الرسمي، وكل ما كان متواجداً هو بعض الممرضين العاملين في أقسام الرقود والأطباء الأجانب. الجميع يشكون حالة التبرم والشكوى من أوضاع المستشفى لم تقتصر على المواطنين بل طالت حتى الكادر العامل في المستشفى من أطباء وموظفين إداريين فالأطباء يشكون من عدم صرف المكافآت المالية التي يستحقونها مقابل مناوباتهم خارج أوقات الدوام الرسمي فيما يشكو بعض الموظفين من عدم صرف المكافآت الشهرية التي يؤكدون أنها مضمنة في الكشوفات ولكن لا تصل إليهم وهم لا يجدون من يتوجهون له بشكواهم خصوصاً أن مدير المستشفى يتولى أيضاً منصب مدير عام مكتب الصحة في مديرية خدير التي يتبعها المستشفى. من يعالج المستشفى تنفق الحكومة مليون ريال تقريباً كميزانية تشغيلية للمستشفى ولولا وجود الأطباء الأجانب الذين عمل أحدهم سابقاً على إكساب المستشفى سمعة جراحية جيدة عملت على جلب المرضى من خارج محافظة تعز لكان المستشفى الآن عبارة عن خرابة ميتة وهو أمر بحاجة لمن يعيد لمستشفى الثورة العام بالراهدة اعتباره ويعيده لسابق عهده.