هيهات أن أنسى هواك و كلّما حاولت أن أنسى ذكرتك مغرما يا للشجون و كيف أنسى و الأسى يقتات أوصالي و ينتزف الدما يا أخت روحي و ابتسام طفولتي و بكا شبابي - آه . ما ألقى وما خلّفتني وحدي ألوك حشاشتي أسفا و أفنى حرقة وتضرّما وحدي مع الأمل الذبيح تطوف بي ذكر متيّمة يشقن متيّما واليوم إنّي حول قبرك صامت أقتات من جوعي و أستسقي الظما وأقبّل القبر الحبيب و منيتي لو أنّ لي في كلّ جارحة فما وأسائل الصمت الرهيب كأنّني جوعان محتضر يسائل معدما يا من أناديها و يخنقني البكا ويكاد صمت الدمع أن يتكلّما فارقت في مثواك رفق أبوّتي و فقدت عطف الأم فيك مجسّما يا قلبي الدامي و آه و أين من فاضت عليّ عواطفا وترحّما غابت و غبت و كلّما فارقتها لاقيتها في الذكريات توهّما مالي أناجيها و كيف و كلّما ناجيتها ناجيت قبرا أبكما وافيت قبرك و السكون يلفّه وسكينة الأجداث تحيي المأتما فسألت وارتجف السؤال متى اللّقا فعصى الجواب لسانه وتلعثما فذكرت أنّ الموت خاتمة اللّقا فقلت آمالي و ليت و ربّما و تألّمت روحي ووجداني إلى أن كادت الآلام أن تتألّما يا روع قلبي كيف أنسى روضة حضنت صبا عمري فرفّ منعّما كم دلّلتني بالحنان و لم تكن أمّي و قد كانت أرقّ وأرحما حتّى عميت فكاد يعميها البكا وحنانها الباكي يشاركني العمى كم صارعت عنت الخطوب و ما مضت من ظالم إلاّ تلقّت أظلما ومشت على شوك الحياة و هولها و كأنّها كانت تدوس جهنّما فرمت إلى حضن الممات كيانها و تبدّلت بالكدّ عيشا أنعما وتبرّمت بحياتها الضنكى ومن برمت به متع الحياة تبرّما وحييت بعد مماتها ميت الهنا حيّا أموت تأوّها و تألّما