قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة اسماعيل هنية أمس إن الوصول المرتقب لسفن (اسطول الحرية 2) إلى قطاع غزة سيمحو الآثار السلبية للحصار الاسرائيلي عن الشعب الفلسطيني وسيعزز من مكانة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وأوضح هنية في كلمة له خلال حفل افتتاح صرح وميدان شهداء (أسطول الحرية 1) بميناء غزة غرب المدينة ظهر أمس ان “وصول اسطول الحرية 2 إلى غزة يعني إزالة الآثار الأخيرة للحصار الاسرائيلي الممتد لخمسة أعوام مضت عن الشعب الفلسطيني”. يذكر ان القوات الاسرائيلية هاجمت العام الماضي قافلة سفن (اسطول الحرية 1) عندما كانت في طريقها لإيصال مساعدات انسانية إلى قطاع غزة ما أسفر عن مقتل تسعة متضامنين أتراك وإصابة العشرات بجروح مختلفة. وقال هنية: “نزيح الستار لنكتشف مرحلة جديدة ونسدل ستاراً آخر على مرحلة مظلمة كان للاحتلال الاسرائيلي اليد العليا فيها وأمست شعوب المنطقة هي التي تقرر وما عادت تنتظر إشارة أو إذناً من أمريكا”. وعبّر هنية عن استغرابه من “تحريض” الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للدول لعرقلة سير هذا (اسطول الحرية 2) ومنع وصوله إلى غزة. ودعا بان إلى التراجع عن ذلك ودعم القضية الفلسطينية وعدم التغاضي عن المجازر الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة. وكانت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة قد أعلنت أمس ان أولى سفن (أسطول الحرية 2) ستبحر باتجاه قطاع غزة في ال20 من شهر يونيو المقبل على ان تتبعها السفن الأخرى من 11 دولة أوروبية أخرى. من جهة أخرى كشف عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) الفلسطينية نبيل شعث أمس عن ان استراتيجية حركته في الوقت الحالي والمستقبل القريب تتمثل بالاستمرار في الحراك السياسي في المحافل الاقليمية والدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأوضح شعث خلال حديثه في ورشة عمل نظمت في رام الله بعنوان (حول إعلان الدولة الفلسطينية والنضال الشعبي) بحضور كوادر من حركة (فتح) وحزب العمال البريطاني ان الهدف من هذا الحراك فرض العقوبات على اسرائيل والضغط عليها للموافقة على حدود 67 لإقامة الدول الفلسطينية المنشودة. وأضاف ان استراتيجية (فتح) تهدف أيضاً إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتفعيل المقاومة الشعبية وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية, مشيراً إلى ان اسرائيل تسعى إلى السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطنية لإنشاء المزيد من المستوطنات لخلق حدود دفاعية. وأشار إلى ان الاحتلال الاسرائيلي يسعى إلى تحويل المناطق الفلسطينية “إلى مناطق تشبه العصور الوسطى من خلال الحواجز وتمارس سياسة التمييز العنصري وتريد دولة لليهود وحدهم دون أي مسيحي ومسلم”. من جانبه قال رئيس لجنة (أصدقاء فلسطين) في حزب العمال البريطاني مارتن لينتون في الورشة نفسها ان اسرائيل ليست جادة بشأن الاستمرار في عملية السلام. وذكر: “نحن نرحب بالإعلان المرتقب للدولة الفلسطينية ولدينا دور نلعبه عن طريق المساعدة كمؤسسات صديقة والضغط على حكومتنا للاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال تنظيم حملة وطنية على مستوى الأحزاب والمؤسسات البريطانية”. على نفس السياق اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عشرة فلسطينيين من بينهم سيدتان في مدينة (جنين) بالضفة الغربية, كما أغلقت جمعية خيرية واقتحمت مكاتب ومنازل وقامت بتفتيشها. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن القوات الاسرائيلية اقتحمت مبنى سكنياً في المدينة ودهمت مكاتب عدة وقامت بتكسير مداخلها وأغلقت بالشمع جمعية (البراءة المسلمة) بعد مصادرة أجهزة الحواسيب وملفات خاصة بالجمعية. وفي بلدة (عرابة) القريبة من (جنين) اعتقلت القوات الاسرائيلية ثلاثة مواطنين بعد تفتيش منازلهم. واقتحمت القوات الاسرائيلية منازل لقياديين في حركتي (حماس) و(الجهاد الاسلامي) في وقت اعتقلت فيه سبعة فلسطينيين في مدينة (جنين).