منصور السروري جبل اليمن الشاهق… جبل الوطن الشامخ… وتد المقهورين على طول وعرض هذه البلاد الذي يتمسكون به لينهضوا ثانية، ويستأنفوا باقي سيرهم في الحياة. جبل اليمن الذي يصعد إلى فناراته ضعفاء هذه الأرض لرفع أصواتهم في وجه المستبدين بصنعاء وعدن ومأرب وتعز وباقي مدن اليمن المنكوبة بسيطرة النفايات اليمنية العائدة من أدغال التاريخ. صوت البؤساء في بلادنا… صوت المبدعين والأدباء الذين يلتهمهم العبث ويحصدهم إلى الأجداث سراعاً. صوتكم كأناس بسطاء في قاع المجتمع.. وسطه.. قمته.. أكنتم فقراء مسحوقين، أو أغنياء مرفهين. صوتكم كأدباء شعراء ونقاد وكتاب سرد، صوتكم ككتاب صحافة وتلفزة وإذاعة، ومفكرين. صوتكم كفنانين… ممثلين ورسامين وخطاطين. صوتكم كأساتذة في المدارس والمعاهد والجامعات. صوتكم الذي ما فتئ ولا كل ولا مل من تبنيه ورفعه في وجوه الحاكمين… ومخاطبة المعنيين كل وفق مجاله وعناياته بأمور الناس. إنه يا سادة… إنه يا حكام الأمر الواقع… إنه يا محكومين…. يا قادة ومقوديين… إنه يا عملاء يا خونة… يا وطنيين… يا مثقفين… يا جهلة … يا أذكياء… يا أغبياء…. يا تجار المال، يا تجار الحرب… إنه أحمد ناجي أحمد جامعة الأدب والثقافة اليمنيين…. جامع العلوم والحكم…. الموسوعة الأدبية اليمنية… الموسوعة الصوفية، ومعجم الزهد، وقاموس الضوء الباقي في هذا البلد … الرجل الجامع تحت قبسه كل المتناثر اليمني. احمد ناجي… الأديب… الناقد… الشاعر… المفكر. أحمد ناجي الحقوقي الحامل لواء الحقوق والحريات في اليمن لا داخل المشهد الإبداعي الثقافي فحسب كما عرفناه طيلة عقود ثلاثة ونصف العقد بل انبرى دائماً يحمل هموم وقضايا وحقوق كل يمني عندما سقطت المؤسسات المدنية الحقوقية، أو تخصصت في توزيع الاعتناء بالحقوق وفقاً لمجللاتها، إلا أحمد ناجي انبري دونما تمييز يحمل كل حق مسلوب، ويدافع عن كل نفس مظلومة في الجنوب والشمال وكل شبر… لا فرق بين معدوم سحق، أو غني انتهك عرضه أو ماله، امرأة أو طفل أو شيخ… مسؤول أو فرد بسيط…… الجميع… كل هؤلاء ستجدهم موجودين في صفحته يناشد المعنيين بالأمر الواقع أن يتدخلوا ويحلوا مشاكلهم أكانت صحية أو حقوقية. أحمد ناجي أحمد الأمين العام المساعد لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين السابق، ومسؤول الحقوق والحريات في الاتحاد لثلاثة عقود في اتصاله الأخير سمعت صوته شبه منكسر…. صوت مبحوح…. سألته عن حاله، وما وراء بحت صوته.. فقال أمر عابر وتهرب من الإجابة. إني أعرف معرفة اليقين بعزة الرجل وشموخ نفسه… سيموت جوعاً جوارك ولن يشعرك أنه جائع… سيهلكه الضمأ والعطش ولن يقول أين الماء الذي تشرب منه. أتذكر أنه عندما مرضت ابنته بمرض السرطان وهي في السنة السابعة بكلية الطب لم نسمع له صوتاً أو مناشدة الى جهة ما .. بل باع وزوجته مدخراتهم وبصمت ذهب بها للعلاج بالقاهرة ولم يعلم الكثيرين ممن كانوا يحيطون بمرضها إلا عندما وصل جثمانها إلى صنعاء ، وأثناء العزاء. عندما أصيب أخيه الأديب والمفكر محمد ناجي إصابة بحادث لاتزال حتى اللحظة مجهولة لم يتسول أمام باب مسؤول أو تاجر التدخل لإنقاذ أخيه. لكن عندما يتعلق الأمر بمواطن يقلب أحمد ناجي الدنيا رأساً على عقب لإيصال صوت ذلك المواطن إلى المعنيين إذن… أحمد ناجي أحمد أبو الشباب أو الفقراء… ابو المظلومين… ابو الذين لا صوت لهم في البلاد… من كثر ما تألم، من كثر منافحته… من كثر تعبه…. هو ذا يترنح مجهدا… ولكنه يواري تعبه وترنحه. بكل الصمت. أدعو مجلس الرئاسة بكل أعضاءه. أدعو الحكومة اليمنية بكل وزراءها. أدعو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين بكل قياداته واعضاءه. أدعو الأحزاب والقوى السياسية اليمنية بكل تعددياتها. أدعو منظمات المجتمع المدني…. إلى الإسراع الفوري في العناية بأستاذنا _ التربوي، ونقيبنا الحقوقي، ومثقفنا المبدع شعرا ونقدا، وفكرا، وكتابة _ عناية كاملة فذلك حق له عند الجميع د، وقد آن الآوان أن يعطى له ذلك الحق الذي أقل ما فيه هو أن يمنح تذلكر سفر ومبلغا معها للقيام برحلة علاجية للخارج مع عائلته للإطمئنان على صحته. ملاحظة: أعرف أن أستاذنا سوف يبادر في صفحته على أن صحته بخير وأنه لاشئ مما جاء بمقالتي هذه، وهذا أمر متوقع منه فهو كما أسلفت لا ينتظر مساعدة رسمية من الدولة ولا من غيرها وسيفضل أن يجرى له ما يجرى على أن يتكلم عن نفسه فهو من أولئك الذين يهبون كل ما يملكون لغيرهم ولا ينتظرون مقابلا لهذا لا يجب الانتظار منه بأي لحظة سماع صوته بأنه مريض أو به شئ… هذا النوع من الرجال الكُمل لا ينفع معه إلا أن تقول تعال وخذ… أو تعال اذهب تعالج.