أصدر تنظيم القاعدة بياناً أعلن فيه اختيار أيمن الظواهري - الرجل الثاني في التنظيم - زعيماً لتنظيم القاعدة خلفاً لأسامة بن لادن، الذي قتل في عملية نفذتها قوات أمريكية خاصة في بلدة أبوت أباد الباكستانية في مطلع مايو الماضي. وجاء في البيان الذي وزعه “مركز الفجر الإعلامي” ونشر على مواقع جهادية: إن “القيادة العامة لجماعة قاعدة الجهاد، وبعد استكمال التشاور، تعلن تولي الشيخ الدكتور أبو محمد أيمن الظواهري - وفقه الله - مسؤولية إمرة الجماعة”. وأكد البيان - الذي بثته وكالة الأنباء الفرنسية - أن قرار تعيين الظواهري يأتي التزاماً بكون الجهاد ماضياً إلى يوم القيامة كما جاء في الأحاديث، مشيراً إلى أن الجهاد قد صار في هذا العصر فرضاً عينياً ضد الكفار الغزاة المحتلين لديار المسلمين وضد الحكام المرتدين المبدلين لشرائع الإسلام. وتعهد التنظيم بمواصلة الجهاد ضد الغرب وإسرائيل بعد تعيين الظواهري زعيماً له. وكان الظواهري نشر شريطاً مصوراً تم بثه في الثامن من يونيو الجاري نعى فيه بن لادن زعيم التنظيم، ووجّه تحذيراً للولايات المتحدة، التي قال: إنها تواجه حالياً أمة منتفضة. وقال الظواهري في التسجيل: إن الولاياتالمتحدة لا تواجه الآن فرداً ولا طائفة ولا جماعة، ولكنها تواجه أمة منتفضة أفاقت من سباتها في نهضة “جهادية” تتحداها حيث كانت. وتوعدها بيوم كيوم الحادي عشر من سبتمبر، وقال: “يا ويل أمريكا ويا ويل أهلها”، وإن القاعدة تعد ليوم كيوم الثلاثاء ويقصد يوم 11 سبتمبر. وأضاف: إن على الولاياتالمتحدة التي فرحت بمقتل بن لادن أن تنظر ما سيحل بها بعد فرحتها. ودعا أفرع القاعدة في العالم إلى “الرد والانتقام”. وأوضح الظواهري في التسجيل الذي بلغت مدته نحو 28 دقيقة أن الولاياتالمتحدة واجهت أربع ضربات قاصمة خلال السنوات القليلة الماضية، أولها هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001، التي استهدفت مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع “البنتاغون”، وهي الضربات التي قال إنها كلفت الولاياتالمتحدة الكثير على المستوى الاقتصادي والعسكري والمعنوي. أما الضربة الثانية فهي الهزيمة في العراق، التي قال: إن الولاياتالمتحدة اضطرت للانسحاب منها بعد الضربات التي تلقتها، وبيّن الظواهري أن نفس الأمر ينطبق على أفغانستان، التي أعلنت عن نيتها الانسحاب منها قريباً، رغم معرفتها بسيطرة مقاتلي طالبان على معظم أراضيها.. وجاءت الضربة الرابعة لأمريكا في نظر الظواهري من “الثورات الشعبية التي أطاحت بحلفاء الولاياتالمتحدة في مصر وتونس”، مشيراً إلى أن “أمريكا حاولت احتواء تلك الثورات، ولكن الشباب الثوار وجهوا لها صفعة”، حسب وصفه. وولد الدكتور أيمن الظواهري في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة المصرية، وكان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد بن لادن..وينتمي الظواهري لواحدة من الأسر العريقة، فوالده من أشهر أطباء الأمراض الجلدية في مصر، وجده لوالده الشيخ محمد الظواهري أحد شيوخ الأزهر، أما جده من والدته فهو عبدالوهاب عزام من رجال الأدب بمصر في مرحلة ما قبل ثورة 1952، وعم أمه هو عبدالرحمن عزام أول أمين عام للجامعة العربية. ودرس الظواهري الطب وحصل على ماجستير جراحة من جامعة أسيوط سنة 1978، ثم تابع الدراسة في باكستان، حيث حصل على درجة الدكتوراه من مدرسة الهدى في بيصور. وانضم الظواهري خلال دراسته للطب لخلية سرية تابعة لتنظيم الجهاد الإسلامي سنة 1968، ولدى القبض عليه في أكتوبر/تشرين الأول عام 1981 تبين أنه وصل إلى درجة أمير التنظيم ومشرفاً على التوجيه الفكري والثقافي لحركة الجهاد والجماعة.