نيويورك - وكالات قالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن الآثار السلبية المترتبة على نصف قرن من الزراعة الكثيفة يجب أن تفسح الطريق لنهج أكثر استدامة إذا أراد المزارعون إطعام العالم في 2050. وقالت الفاو إن الإنتاج الزراعي العالمي يجب أن يرتفع 70 بالمئة بما في ذلك قفزة بنحو 100 بالمئة في الدول النامية لتلبية احتياجات العالم من الغذاء في 2050. وأضافت المنظمة التي تتوقع نمو عدد سكان العالم إلى نحو 9.2 مليار نسمة في 2050 من 3.9 مليار في 2010 أنه على المزارعين في الوقت ذاته الحفاظ على الموارد وحماية البيئة. ويعني التغير المناخي والمنافسة المتزايدة مع القطاع الصناعي على الأراضي والمياه والطاقة أنه لم يعد بإمكان الزراعة الاعتماد فقط على الإنتاج المكثف للمحاصيل. وقالت الفاو في تقريرها: إن هذا النهج أدى لتدهور الأراضي والاستهلاك الزائد عن الحد للمياه وارتفاع مستوى مقاومة الآفات للمبيدات ومشاكل أخرى في كثير من الدول. وأضافت: من الواضح أيضاً أن نظم إنتاج وتوزيع الغذاء الحالية لا تلبي احتياجات العالم من الغذاء.. مشيرة إلى أن العدد الإجمالي لمن يعانون من سوء التغذية في 2010 يقدر بنحو 925 مليوناً وهو رقم أعلى مما كان عليه قبل 40 عاماً. وقالت المنظمة: إن هدف إطعام العالم يزداد تعقيداً بسبب الافتقار إلى أراضٍ جديدة للتوسع في إنتاج المحاصيل. وتابعت: إن من الضروري اتباع نهج جديد يعتمد على تكثيف إنتاج المحصول بشكل مستدام بما يتيح للمزارعين إنتاج المزيد من نفس المساحة المزروعة من خلال زيادة إنتاجية المحصول وفي الوقت ذاته الحفاظ على الموارد وتقليل الأثر السلبي على البيئة. وتشمل الخطوات المطلوبة استخدام بذور عالية الإنتاجية بما في ذلك البذور المعدلة وراثياً بالإضافة إلى خليط من الأسمدة المعدنية والموارد الطبيعية وترشيد استخدام المياه والحد من استخدام المبيدات وتنويع المحاصيل. وقال التقرير: إن من المتوقع أن يساعد ذلك صغار المزارعين على تحسين دخولهم بزيادة الإنتاج وخفض التكلفة. وأضاف: إن المزارعين الصغار خاصة في الدول النامية سيحتاجون لدعم مالي وفني وتعليمي من الحكومات والمنظمات الدولية.وأوضحت الفاو أن العالم يحتاج لاستثمار 209 مليارات دولار إجمالاً سنوياً بأسعار 2009 في الزراعة في الدول النامية لتحقيق الزيادات المطلوبة بحلول 2050.