في خطبته بجمعة أول رجب.. تعرّض فضيلة العلامة الشيخ الدكتور محمد بن محمد المهدي، أبرز مشائخ السلفية في اليمن، ورئيس جمعية الحكمة اليمانية الخيرية في إب إلى الأوضاع العامة التي تشهدها البلاد وحدد موقف السلفية مما يدور.. وردّ على الكثير ممن ينتقدونهم وكان أبرز ما جاء في الخطبة قوله: أحدهم خطب في بعض الأماكن التي يخطب فيها خطباء المتظاهرين وهو يوجّه رسالة لدعاة السلفيين يقول لهم إنكم توردون نصوصاً في طاعة ولي الأمر ليس الوقت وقتها، فنقول لأخينا: عندنا حوالي أربعين حديثاً في طاعة ولي الأمر ولا نطلب منك إلا شيئاً واحداً إذا أفتيتنا أن هذا النظام أصبح نظاماً كافراً مارقاً خارجاً عن دين محمد (صلى الله عليه وسلم) فنحن نخرج معك.. فقط أن تقنعنا بهذه المسالة ليكون خروجنا شرعياً. يا أخي هذه النصوص عندنا واضحة، وإذا أقنعتنا أن المسألة وصلت إلى حد الكفر والله لن يقول واحد من هؤلاء العلماء إلا بالحق وهم معك، ثم بعد أن تقنعنا بقي لنا طلب أن تقنعنا أن الرايات التي رفعت الآن تريد تطبيق شريعة الله وتطبيق الإسلام أحسن مما هو موجود مع وجود هذا الفساد اليوم، نريد أن يكون نظامنا إسلامياً صرفاً حينئذ لنا معك حديث، أما بهذه السهولة فليس من العدل ولا الإنصاف ولا من أخلاق المنصفين أن تقودنا إلى سفك الدماء ومخالفة النصوص وإذا لم نطعك طعنت فينا. إن قتل أي متظاهر وهو في مكانه أو في مسيرة لم يكسر ولم يخرّب ولم يعتد لا يجوز.. وإنه حرام، هذا الذي أراه من أول ما بدأت هذه الفوضى إلى الآن، ولكني أيضاً أقول وأصحاب قاعدة (من لم يكن معنا فهو ضدنا) لا يقبلون الوسطية.. لا يقبلون أن نقول عن الجنود لا تقتلوهم، دماؤهم محرمة، و لا يجوز أن تقول للمتظاهرين لا تغلقوا الأسواق ولا تغلقوا المباني الحكومية ولا تغلقوا المدارس ولا ترغموا الناس على إغلاق متاجرهم.. إذا قلت هذا الكلام فأنت خائن لله ورسوله وأصبحت ذنباً للسلطان، وياللعجب؛ كيف أصبح الدخول على السلطان جريمة أو على المسئول وهو مازال يحكمني بينما الدخول على السفارة الأمريكية جائزاً، وحضور السفير الأمريكي ووزيرة الخارجية الأمريكية والاستعانة بهما للإفساد في اليمن وحرب اليمنيين جائزاً، كيف هذا حرام وهذا حلال؟!.. انقلبت الموازين ولم نسمع من هؤلاء كلمةً ترفض قتل الجنود ونهب السلاح بأنواعه في العر في يافع وفي نهم وفي أرحب وفي مأرب وفي الحبيلين، بل سقوط مناطق متوالية في الجوف سواء بأيدي الحوثيين أم بأيدي بعض المتظاهرين، ولم نسمع إنكاراً، وتتدفق القبائل على صنعاء للضغط وللاستيلاء على المقرات، لم نسمع من هؤلاء ولم نقرأ كلمةً، إنما يذكرون في الصحف والإعلام على جهة الافتخار.. إذاً أين العدل، لم لا تقولون: قتل الجنود هنا حرام، وإسقاط هيبة الدولة واحتلال المواقع لا يجوز، وقتل هؤلاء لا يجوز.. أين الإنصاف وأين العدل، قال الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان). ومن شجع على القتل وأفتى بإباحة دم المسلم أقول بكل بوضوح يحرم قتل من في الدولة أو من يعارضهم، ومن قال إن دماء هؤلاء مباحة فهو يتحمل أمام الله المسئولية، ومن أفتى أن من تقدم إلى قصر الرئاسة أو المحافظة الفلانية أو القصر الفلاني انه شهيد إذا قتل فهو مسئول أمام الله عن هذه الفتوى، ومن قال إنه يحق لكل جندي أن يقتل كل متظاهر وان لم يفعل شيئاً فهو مسئول عن هذه الفتوى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم .....إلخ) وهو في الصحيح. لقد وصلت إلى قناعة بعدم سلمية المظاهرات إلى أن يأتينا شيء جديد غير الذي نشاهده الآن؛ لأن الحروب التي تقوم الآن من المنظمين إلى المتظاهرين حتى بعض المتظاهرين من المعارضين هو جناح الحوثي، يقولون إن انضمام علي محسن وبيت الأحمر معناه احتواء الثورة، وهؤلاء انضموا أخيراً لقضاء أغراض بينهم وبين الرئيس، فالقتال الذي هو دائر الآن يخرج المسألة عن السلمية، إغلاق المكاتب بأمر من الشعب، وحاشا للشعب اليمني أن يغلق المدارس وينهى عن التعليم حاشا لله, هذا منكم أنتم وأنتم جزء من الشعب ولستم كل الشعب وإنكم إخواننا لكننا لا نوافقكم سخطتم أم رضيتم، فلن نسمعكم محرماً من عندنا ولا نوافقكم على خطوة تسيرونها ونحن لا نعتقد أنها تقرب إلى الله، ولا نعتقد أنها تجمع الكلمة، وهذا موقفنا من دولة وشعب ومتظاهرين.