أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس أن لا سبباً جوهرياً للاحتفاظ بالسلاح في ظل أمن الأجهزة الأمنية الشرعية اللبنانية. وقال ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي عقب اجتماعه مع عدد من نواب مدينة طرابلس في شمال لبنان: إن “من حق طرابلس أن تنعم بالأمان والاستقرار كسائر المدن اللبنانية”، مشيراً إلى أن ما حصل الأسبوع الفائت كان بمثابة “جرس إنذار” لأبناء المدينة ونوابها وقياداتها. وأشار إلى أنه في أعقاب تلك الأحداث التي وقعت قبل ثمانية أيام وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص “سارعنا إلى الطلب من القيادات الأمنية المختصة لاسيما الجيش اللبناني اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاشتباكات وإعادة الهدوء إلى أحياء باب التبانة وجبل محسن وعدم السماح بإقامة خطوط تماس جديدة؛ لأن طرابلس كانت وسaتبقى واحدة بكل أحيائها ومناطقها وبجميع أبنائها” . وأضاف: إن “التجاوب مع أماني أهل طرابلس وتمنيات الجميع لسحب السلاح من المدينة بأحيائها كافة يشكل أبسط البديهيات إذا أردنا فعلاً أمناً واستقراراً دائمين في المدينة وأي منطقة أخرى”. وفي هذا الإطار قال ميقاتي: إن لا سبباً جوهرياً للاحتفاظ بالسلاح في ظل أمن الأجهزة الأمنية الشرعية الذي لن نرضى له بديلا أو شريكاً وسنعمل على تحقيق ما يريده الطرابلسيون وجميع اللبنانيين من خلال خطوات مدروسة وإجراءات واقعية بالتنسيق مع الجميع لأن أي إجراء أمني لا نريد أن يفسر بأنه موجه ضد طرف معين أو لمصلحة طرف آخر”...وأعرب ميقاتي عن إيمانه بأنه “لا استقرار وسلام وعدالة اجتماعية في غياب الإنماء المتوازن”، مؤكداً أهمية أن تواكب الإجراءات الأمنية والحركة الإنمائية “مبادرات تحقق المصالحة بين أبناء المدينة الواحدة”.. من جهته طالب النائب سمير الجسر - متحدثاً باسم الوفد النيابي - بأن تكون “طرابلس منزوعة السلاح كبداية لنزع السلاح من كل لبنان”... من جهة أخرى أكد نائب الناطق الرسمي باسم قوات الطوارىء الدولية المعززة العاملة في جنوبلبنان (يونيفيل) اندريا تننتي أمس أن الجيش اللبناني هو الشريك الاستراتيجي لليونيفيل. كما أكد تيننتي في حديث أجرته معه وكالة الأنباء الكويتية (كونا) التزام قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “بمساعدة حكومة لبنان وخصوصاً تعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية بما يتفق مع ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701”. وأكد أن الجيش اللبناني هو الشريك الاستراتيجي لليونيفيل” موضحاً رداً على سؤال إن هدف قوات اليونيفيل على المدى البعيد هو النقل التدريجي للمسؤوليات التي تضطلع بها حالياً في البر والبحر للجيش اللبناني وجعل القوات المسلحة اللبنانية تتحمل فعالية السيطرة الأمنية على منطقة عمل اليونيفيل بين (الخط الأزرق) الحد الفاصل بين لبنان وإسرائيل ونهر (الليطاني) وكذلك المياه الإقليمية اللبنانية. وأضاف أن من ضمن مهام اليونيفيل تسيير دوريات في منطقة العمليات ووضع العلامات على الخط الأزرق.. وأوضح أن “التعاون بين الجيش اللبناني واليونيفيل ينطوي على التدريب والمناورات بالذخيرة الحية من قبل القوات البرية والتدريب في عرض البحر بين القوة البحرية التابعة لليونيفيل والقوات البحرية اللبنانية على اعتراض السفن لضمان عدم تهريب الأسلحة غير المرخصة في لبنان عن طريق البحر والتدريبات لإعداد قواتهما من أجل تنسيق أفضل على أرض الواقع في حالة الطوارئ الناجمة عن الكوارث الطبيعية”. ورداً على سؤال آخر أشار تيننتي إلى أن الاجتماعات الثلاثية التي يرأسها قائد قوات يونيفيل مع كبار ممثلي القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية “لا تزال تشكل عنصراً حاسماً في تحديد ومعالجة القضايا الأمنية والعمليات العسكرية بين الطرفين ولتعزيز وقف الأعمال العدائية”. وأضاف أن الاجتماعات المذكورة “تشكل عنصراً مهماً لمساعدة الأطراف في منع الانتهاكات وحالات سوء الفهم التي من الممكن أن تزيد التوتر”. وأكد تيننتي أن “اليونيفيل تدعو باستمرار المجتمع الدولي لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية وتزويدها بالموارد التقنية والمادية التي يحتاج إليها لأداء مسؤولياته الحيوية بما ينسجم مع القرار 1701”. وتحقيقاً لهذه الغاية ذكر تيننتي أن اليونيفيل قدمت للجيش اللبناني العام الماضي 170 مركبة ذات دفع رباعي وعشرات من أجهزة الكمبيوتر، لافتاً إلى أن القوات الفرنسية سلمت الجيش اللبناني يوم الخميس الماضي 8 ناقلات مدرعة للأفراد. وأوضح أن اليونيفيل ومن خلال هذه المساعدات تريد إظهار دعمها لحكومة لبنان والتزامها بالعمل مع القوات المسلحة اللبنانية في تحقيق النجاح في تنفيذ ولايتها.. ورداً على سؤال حول المهمات الأخرى لليونيفيل أشار تيننتي إلى أن أنشطة اليونيفيل تنطوي أيضاً على تقديم المساعدة إلى المجتمعات المحلية في جنوبلبنان من خلال مشاريع التنمية والتدريب المهني بواسطة الوحدات الوطنية لبعض البلدان ال 35 التي تشكل قوة حفظ السلام. وتعمل قوات يونيفيل في المنطقة الممتدة من جنوب نهر (الليطاني) حتى الحدود اللبنانية الإسرائيلية بمقتضى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى 34 يوماً من الحرب بين لبنان وإسرائيل في عام 2006 .. ويبلغ عدد قوات يونيفيل في الوقت الحاضر نحو 12000 ضابط وجندي، ويرأس الجنرال الاسباني البيرتو اسارتا قيادة هذه القوات فيما ينتشر نحو 15 ألف جندي لبناني في الجنوب لحماية الأمن والاستقرار في تلك المنطقة.