رام الله - سبأ قررت القيادة الفلسطينية التوجه للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل للحصول على اعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وعضوية فلسطين في الأسرة الدولية انطلاقاً من قرارات الشرعية الدولية الخاصة بفلسطين منذ عام 1947 وعملاً بحق تقرير المصير لجميع الشعوب وفق ميثاق الأممالمتحدة. وقالت في بيان تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، عقب اجتماعها بمقر الرئاسة برام الله، الليلة الماضية، برئاسة الرئيس محمود عباس: إن هذا الموقف ينطلق من حرص الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، على تحقيق سلام عادل وشامل تقوم بموجبه دولة فلسطين المستقلة التي تعيش بسلام وأمن مع جيرانها، والتي تلتزم بجميع المواثيق والقرارات الدولية. ودعت القيادة جميع الدول بدون استثناء إلى دعم هذا التوجه الذي يعزز المساعي الهادفة إلى استئناف المفاوضات على أسس جدية ولا تتعارض معه، وهي الأسس التي أكدت عليها مبادرة السلام العربية وقرارات اللجنة الرباعية الدولية وأفكار الرئيس أوباما وبيانات الاتحاد الأوروبي وسواها. وعبرت عن ضرورة استمرار الجهود المكثفة لتحقيق اتفاق المصالحة الوطنية الذي تم التوقيع عليه في القاهرة والتغلب على جميع المعوقات التي تعترضه. وأكدت القيادة في بيانها أن خطوة البدء التي تتمثل بتشكيل حكومة كفاءات تحظى بوفاق وطني شامل، تتطلب الوضوح التام كما عبر عنه خطاب الرئيس عباس خلال اجتماع المصالحة في القاهرة لجهة التزام الحكومة ببرنامج وسياسة منظمة التحرير الفلسطينية وجميع الاتفاقيات والمواقف التي عبرت عنها وأبرمتها في الماضي. وترى القيادة أن أسلوب الرفض واستخدام “الفيتو” في التعبير عن المواقف يتعاكس وروح التفاهمات التي تمت في اجتماع القاهرة، ومع ضرورة الاحتكام إلى المصالح الوطنية الشاملة وليس الانكفاء وراء الأغراض الحزبية الخاصة والضيقة. ودعت القيادة جميع الدول العربية الشقيقة إلى تعزيز مساندتها الضرورية والهامة في هذه المرحلة للسلطة الوطنية وخاصة في ظل الظروف الراهنة، الخاصة بالتحرك السياسي والتوجه إلى الأممالمتحدة، وكذلك في مواجهة سياسة حكومة نتنياهو التي تصر على تعطيل جميع فرص استئناف عملية السلام وعلى الإمعان في الاستيطان وخاصة في مدينة القدس وفي رفض كل الجهود والمبادرات الدولية بما فيها الاقتراح الفرنسي وأفكار الرئيس أوباما. في اتجاه آخر دعا رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق, الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى دعم أسطول الحرية الثاني لإغاثة قطاع غزة المحاصر. وذكرت وكالة الأنباء الماليزية أمس أن نجيب أوضح في رسالة وجهها لبان كي مون أن البعثة المقرر إبحارها في نهاية هذا الشهر إلى القطاع تسعى فقط إلى تسليم مساعدات إنسانية لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة. ونقلت عن رسالة رئيس الوزراء الماليزي القول:”أبحث عن تعاونكم بتعيين ممثلين للأمم المتحدة يفتشون كل السفن والأشخاص المتطوعين وذلك لإعطاء ضمانات للعالم أجمع وخاصة حكومة إسرائيل بأن القافلة تحمل فقط إعانات إنسانية”. وأشارت إلى أن نشطاء ماليزيين يمثلون منظمات غير حكومية سيشاركون مع مئات من المتطوعين من دول مختلفة في البعثة التي تضم عشر سفن. كما ناشد نجيب الأمين العام بأن يدعو حكومة إسرائيل إلى عدم استخدام القوة ضد أسطول الحرية.. وأضاف في رسالته قائلاً: “أعتقد أنه بالإمكان إيجاد حل سلمي إذا ما سمحت حكومة إسرائيل بتسليم المساعدات الإنسانية”. ونوه رئيس الوزراء الماليزي في رسالته بأن البعثة تبحر لأغراض إنسانية تماشياً مع قرارات الأممالمتحدة وخاصة توصية مجلس الأمن رقم 1860 (2009) التي ترخص لتقديم الإعانات الإنسانية لقطاع غزة ويشمل ذلك الغذاء والدواء والوقود. من جهة أخرى اقتلعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس الاثنين، أنابيب المياه التي تزود أراضي المواطنين الفلسطينيين الزراعية في منطقة البقعة شمال شرق الخليل. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال تعمدت تخريب المزروعات واعتدت على ممتلكات المواطنين الزراعية ما تسبب في تخريب كميات كبيرة منها. كما داهمت قوات الاحتلال بلدتي يطا، والسموع في محافظة الخليل، واعتداء عدد من مستوطني مستوطنة “سوسيا” المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين شرق يطا جنوب الخليل على الفلسطينيين ورشقوهم بالحجارة ما تسبب بحالة من الذعر في صفوف الفلسطينيين العزل. هذا وقد شهدت العديد من أحياء بلدة سلوان جنوب مدينة القدس، مواجهات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي امتدت حتى ساعة متأخرة من بعد منتصف الليلة الماضية أغلقت خلالها قوات الاحتلال الشوارع الرئيسية والفرعية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن لجنة الدفاع عن سلوان قولها: إن المواجهات بدأت قبل منتصف الليل بالقرب من حي بئر أيوب ومنطقة عين اللوزة حينما رصد شبان المنطقة عدة سيارات عسكرية تحاول اقتحام حي البستان فتصدوا لها بالحجارة والزجاجات الفارغة، في الوقت الذي هاجم فيه شبان آخرون من حي بطن الهوى أو الحارة الوسطى سيارات عسكرية وأخرى تابعة لحرس المستوطنين المتطرفين قرب البؤرة الاستيطانية في الحي المعروفة باسم “بيت يوناتان” وأمطروها بالحجارة والزجاجات الفارغة. واستخدمت قوات الاحتلال القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع، وأحدثت سحابة من الدخان السام فوق المنطقة وتسببت بعشرات الإصابات باختناقات شديدة. ووفق شهود عيان، فإن المواجهات في منطقة بئر أيوب كانت الأعنف من نوعها في الأسابيع الماضية، في حين نشطت عناصر من وحدة المستعربين بجيش الاحتلال واعتقلت طفلين، عرف منهما عيسى حسام الكرد (15 عاماً). وأوضح شهود العيان أنه تم اقتياد الطفلين إلى منطقة وادي الربابة، واعتدوا عليهما بالضرب بوحشية، وتم نقلهما إلى جهة مجهولة، فيما لاتزال سلوان تخضع لحصار عسكري وانتشار لدورياتها العسكرية والشرطية في شوارع البلدة.