اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية مساء اليوم الأربعاء الحرم القدسي بحجة إخراج مصلين قاموا بإلقاء الحجارة على حائط البراق وتحصنوا داخل باحاته, وذلك تزامنا مع المواجهات التي اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد استشهاد فلسطيني. وقال مراسل قناة الجزيرة القطرية إلياس كرام إن عملية الاقتحام تمت من بابين هما باب المغاربة وباب الأسباط، واعتقلت خلالها الشرطة الإسرائيلية ستة فلسطينيين على الأقل ممن كانوا يؤدون الصلاة داخل المسجد الأقصى بشبهة إلقاء الحجارة. وأضاف أن الشرطة الإسرائيلية عززت انتشارها في محيط الحرم القدسي والبلدة القديمة، حيث تدور بعض المواجهات المتفرقة لكن دون تسجيل إصابات في الجانبين. مواجهات وكانت المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي قد تجددت في حي سلوان بالقدسالمحتلة خلال تشييع جنازة الشهيد الفلسطيني الذي سقط فجر اليوم برصاص حراس المستوطنين في البلدة. وقال مراسل الجزيرة إن مواجهة جديدة اندلعت عند باب المغاربة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال, بينما تحدث شهود عن تهشيم ثلاث حافلات إسرائيلية إثر تعرضها للرشق بالحجارة, وإحراق سيارة للشرطة الإسرائيلية. وأضاف المراسل أن قوات الاحتلال احتشدت عند الجسر المؤدي إلى باحة الحرم القدسي بادعاء أن بعض المصلين ألقوا الحجارة من داخل الحرم القدسي. وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثة إسرائيليين أصيبوا بجروح بعد اندلاع مواجهات في منطقة الطور بالقدسالمحتلة. شهيد وكان شاب فلسطيني يدعى سامر فرحان في الثلاثين من عمره استشهد فجر اليوم في حي سلوان بالقدسالمحتلة برصاص حراس المستوطنين الإسرائيليين، كما أصيب خمسة آخرون بجروح في المواجهات. وقال مدير مكتب الجزيرة وليد العمري إن الاشتباكات اندلعت لدى توجه شباب فلسطينيين في حي سلوان لأداء صلاة الفجر، حيث فوجئوا باعتداء المستوطنين على أراضيهم. وكان اليومان الماضيان قد شهدا تصاعدا في اعتداءات المستوطنين على مزارع الفلسطينيين بعدة مناطق من الضفة الغربية. إدانة وقد أدانت السلطة الفلسطينية اعتداءات المستوطنين وحمّلت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ما يحدث, ورأت في توقيت هذه الاعتداءات خطرا على جهود السلام في المنطقة. وقال مدير مركز الإعلام الفلسطيني التابع للسلطة غسان الخطيب إن السلطة الفلسطينية ستبذل كل ما بوسعها لحماية المواطنين الفلسطينيين, ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية في اتجاه حماية الفلسطينيين من بطش المستوطنين وجيش الاحتلال. وفي المقابل اعتبرت المصادر الرسمية الإسرائيلية ما قام به حراس المستوطنين دفاعا عن النفس. من جهة اخرى قال مصدر اعلامي فلسطيني انه استشهد مقدسيان وأصيب عدد آخر بجراح وحالات اختناق، الأربعاء 22-9-2010، إثر إطلاق حرس المستوطنين الرصاص على أهالي بلدة سلوان بالقدسالمحتلة, كما اندلعت مواجهات عنيفة أصيب خلالها العشرات من المقدسيين بجراح مختلفة. وقال جواد صيام مدير مركز معلومات وادي حلوة ل"فلسطين أون لاين": "إن الشاب المقدسي "سامر سرحان" (28 عاماً) استشهد مع مقدسي آخر لم تعرف هويته بعد، وذلك بعد إطلاق الرصاص عليهم من قبل حرس المستوطنين المتواجدين وسط البلدة". وأضاف صيام بأن مجموعة من المستوطنين وحراسهم قاموا باقتحام حي وادي حلوة وباشروا بإطلاق الرصاص صوب منازل الفلسطينيين في القدس بعد خروج الأهالي من صلاة الفجر, حيث أصيب اثنان أحدهما الشاب سرحان بجروح خطيرة ومن ثم فارق الحياة, وآخران تم نقلهم من قبل الاحتلال لجهة مجهولة، استشهد أحدهم متأثرا بجراحه. من جهته، قال محمد صادق مدير مركز إعلام القدس ل"فلسطين أون لاين": "إن هناك تواجداً مكثفاً لقوات الاحتلال في البلدة وسط فرض ما يعرف بحرس الحدود طوقا على الحي, وتوفير الحماية للمستوطنين". فصائل: أحداث القدس كفيلة بوقف المفاوضات وجَّهت فصائل وشخصيات فلسطينية، الأربعاء 22-9-2010، انتقادات جديدة للسلطة الفلسطينية لسيرها في طريق المحادثات المباشرة مع (إسرائيل) والتي قالت إنها شكَّلت غطاءً للأخيرة لزيادة حدة جرائمها ضد المواطنين الفلسطينيين, كان آخرها استشهاد فلسطينيين ببلدة سلوان وإصابة العشرات في القدسالمحتلة. ورأت تلك الفصائل في بيانات صحفية أرسلت نسخًا عنها ل"فلسطين", الأربعاء 22-9-2010، بأن تلك المفاوضات؛ تؤكد صدق ما ذهبت إليه في السابق من أنها توفر مناخًا مواتيًا لتمادي الاحتلال في مخططاته القمعية وحربه المستعرة بحق الشعب الفلسطيني. نوايا خبيثة فمن جهتها, اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن ما جرى في بلدة سلوان والذي تزامن مع تزايد اعتداءات المستوطنين على مزارعي الخليل, وكذلك تهديدات قيادات العدو بالتصعيد ضد قطاع غزة, يعكس النوايا الخبيثة لحكومة الاحتلال في استغلال استمرار المفاوضات بينها وبين السلطة الفلسطينية. وأكدت "حماس" على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم أن الاحتلال يستغل المفاوضات كغطاء فعلي لارتكاب الجرائم ومزيد من العنف بحق الشعب الفلسطيني وكذلك استمرار التهويد وتوسيع الاستيطان. وقال برهوم: "إن هذه الشواهد توضح أن حكومة الاحتلال تحت ستار وغطاء المفاوضات؛ تدشن مرحلة جديدة وخطيرة من التصعيد والقتل والتهويد". وأشار إلى أن التصعيد الأخير في القدس, يؤكد خطورة استمرار الصمت العربي، واستمرار السلطة في الضفة في التفاوض مع حكومة الاحتلال وقمعها للمقاومة الفلسطينية من خلال التعاون الأمني الخطير. وطالب برهوم الدول العربية بسحب غطائها الممنوح للمفاوضات بين السلطة والاحتلال، داعيًا السلطة إلى إنهاء كل أشكال التفاوض مع الاحتلال ورفع يدها عن المقاومة الفلسطينية حتى تدافع عن الشعب الفلسطيني. وشدد على ضرورة قيام هبة جماهيرية عربية وإسلامية نصرةً لأهلنا في القدس وللشعب الفلسطيني واستمرار فضح جرائم الاحتلال. من جهته, أكد النائب المقدسي أحمد عطون، أن ما جرى في القدس هو جريمة جديدة تضاف لمسلسل الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق المدينة وأهلها, مشددًا على أن سكان القدس سيدافعون عن مدينتهم بقوة حتى لو كلفهم ذلك حياتهم. وحمّل عطون السلطة الفلسطينية المسئولية الكاملة عما يجري في القدس, وقال: "السلطة ارتكبت خطأ فادحًا بعودتها للمفاوضات المباشرة مع دولة الاحتلال وهي بذلك تنازلت عن مطالبها التي كانت تنادي بها"، مشددًا على أن هناك إهمالاً واضحاً من قبل السلطة تجاه القدس وسكانها الفلسطينيين. وطالب عطون العالم العربي والإسلامي بضرورة وضع خطة استراتيجية للمحافظة على مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، داعيًا إلى ضرورة اتخاذ الخطوات العملية وتفعيل دورهم الدولي للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على المدينة المقدسة. دليل دامغ من جهتها, قالت حركة الجهاد الإسلامي: "إن جريمة سلوان؛ دليلٌ دامغ على أن المفاوضات تُوفِّر مناخًا مواتيًا لتمادي الاحتلال في مخططاته القمعية وحربه المستعرة بحق الشعب الفلسطيني". ولفتت الحركة النظر إلى أن عربدة المستوطنين واعتداءاتهم قد تصاعدت وتيرتها بشكلٍ واضح بعد استئناف المفاوضات المباشرة، وفي ظل التنسيق الأمني القائم بين أجهزة أمن السلطة والجيش الإسرائيلي. ورأت أن سياسات سلطة رام الله "لم تحم شعبنا, بل وفرت للمستوطنين وجيش الاحتلال فرصةً للانقضاض والسطو على أملاك المواطنين ومزارعهم وبيوتهم, ودعت إلى موقفٍ وطني موحد مساند لصمود أهلنا المقدسيين. من جهته, اعتبر حزب الشعب الفلسطيني أن الاعتداء الذي وقع في القدس, بمشاركة الجنود وغلاة المستوطنين, "يؤكد خطورة استمرار المفاوضات مع حكومة الاحتلال في ظل استمرار العدوان والاستيطان على شعبنا إلى جانب تصاعد مخاطر شن عدوان واسع على قطاع غزة". ودعا وليد العوض عضو المكتب السياسي للحزب, قيادة السلطة الفلسطينية ورئيسها "المنتهية ولايته" محمود عباس إلى وقف المفاوضات المباشرة مع حكومة الاحتلال والإصرار على وقف الاستيطان وتحديد مرجعية المفاوضات بقرارات الشرعية الدولية، ورفض أي محاولات مشبوهة تسعى لاستحداث مرجعيات أخرى تنتقص من حق شعبنا المعترف بها وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. وفي السياق, دعا مركز التجمع للحق الفلسطيني الوفد الفلسطيني المفاوض إلى وقف كل أشكال المفاوضات مع الاحتلال، وتجريم إجراءاته, والعمل الدؤوب في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم للعدالة، وفضح كل الانتهاكات الإسرائيلية في المحافل الدولية. المصدر : الجزيرة + مواقع اخبارية فلسطينية