الخرطوم - ا ف ب عاد الرئيس السوداني عمر البشير،أمس الجمعة إلى الخرطوم، بحسب وكالة السودان للأنباء (سونا)، وذلك بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى الصين. وقال البشير في تصريحات نقلتها “سونا”: إن “الصين تدعم السودان في المحافل الدولية وإنها حريصة على تطوير التواصل والعلاقات مع السودان”، معرباً عن ثقته في أن الزيارة “ستدفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام وتسهم في مزيد من التطور والتعاون المشترك”. وأضافت الوكالة نقلاً عن البشير: إن المباحثات شملت خصوصاً زيادة الإنتاج النفطي في السودان، وهو المجال الذي تعتبر الصين من أكبر المستثمرين فيه. كما تم التباحث في قضايا الزراعة والمناجم إذ تريد الحكومة السودانية الحد من وارداتها في هذا المجال. وغادر البشير الصين الخميس بعد أن استقبل بحفاوة في زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام وسط احتجاجات دولية. وقال الرئيس الصيني هو جينتاو الذي استقبل نظيره السوداني الأربعاء في قاعة الشعب الكبرى إنه يأمل في أن تتيح المباحثات تعزيز “علاقات الصداقة التقليدية” بين البلدين. ووقع البلدان الأربعاء اتفاق تعاون اقتصادي وتقني بالإضافة إلى قرضين، وذلك غداة اتفاق لتنمية التعاون في مجال النفط.. وتقيم الصين علاقات مميزة مع السودان فهي المورد الأبرز للعديد من المنتجات إلى نظام الخرطوم وأول زبون لنفط السودان، ولو أن غالبية الموارد النفطية موجودة في جنوب البلاد الذي سيعلن استقلاله في التاسع من يوليو. من جهة أخرى أعلنت مصر أمس الجمعة أنها ستعترف بدولة جنوب السودان لتكون ثاني دولة تتخذ هذه الخطوة بعد حكومة الخرطوم. وأكد وزير الخارجية المصري محمد العرابي أن بلاده ستحول قنصليتها في جوبا إلي سفارة اعتباراً من يوم إعلان الدولة الجديدة، في التاسع من يوليو الجاري. وأصدر العرابي قراراً بتعزيز التمثيل الدبلوماسي المصري في جوبا بما يتناسب مع الأهمية الكبيرة التي توليها القاهرة “لجمهورية جنوب السودان الشقيق”. وشدد الوزير على أن مصر ستواصل تعزيز التعاون مع جمهورية جنوب السودان، مشيراً إلى عمق وتشعب العلاقات وآفاق التعاون بين مصر والجنوب في مختلف المجالات. وأضاف أن المرحلة المقبلة سوف تشهد “استشراف المزيد من آفاق التعاون بغية تحقيق المصالح المشتركة لشعبي البلدين في ظل وحدة الهدف والمصير التي تربطهما”. وأوضحت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية السفيرة منحة باخوم أن مجالات التعاون مع الجنوب عديدة ومتشعبة، خاصة مع قيام مصر بإنشاء أربع محطات لتوليد الكهرباء في أنحاء مختلفة من الجنوب، علاوة على إقامة عدة مستشفيات وعيادات ومدارس في الولاياتالجنوبية، بالإضافة إلى التحضير لافتتاح فرع جامعة الإسكندرية. يذكر أن سكان جنوب السودان صوتوا في استفتاء جرى في التاسع من شهر يناير الماضي لصالح الانفصال عن شمال السودان، وذلك بموجب اتفاق السلام المبرم في عام 2005 ، والذي كان أنهى حرباً أهلية بين شمال السودان وجنوبه استمرت من عام 1983وحتى عام 2005.