(1) حين لم تكن.. اختبأت تحت جلد أمها المنسوج من خيوط البرد.. الممزق بأصابع الشمس الباهظة الحرقة.. التحفت عتمتها المائلة إلى لون الحبر.. أخذت صرختها المائلة إلى شكل الخنجر.. قطعت المسدل من أقمشة الغيب.. رسمت ذاكرة ليل متلاشٍ إلى نقطة سوداء في وسط القلب.. (2) حين صارت نفضت رذاذ الحلم بين يدي الدنيا كانت قابلة زائغة الدفء.. موزعة ما بين دم الصرخة وحليب الصمت.. دثّرت النبض المشتعل بثياب الرعشة.. هدهدت القلب على جمر الوجوه الموقدة فيه.. وأطفأته في وجع البحر المائل الى شكل الدمعة.. زرقة الجائعين... صارت امرأة بقدمين مغبرة الخطوات وخفقة غائمة الطريق.. (4) حين ارتعشت.. انسلت في ليل الحمى.. قابضة رائحة الحب النافذة السر.. وقفت عند الباب الخلفي لقلبه.. رسمت أصابعها رفرفة الحلم المنكسر الرايات.. فتحت نقطته السوداء يديها.. أخذت خفقتها الباذخة البوح.. وأقفلت دون ملامحها الدنيا... (5) حين بكت كانت.. اتكأت على حائط أخير.. حنّ عليها.. مال على دمعتها.. ومسحها من على وجه الأرض..