استقبل الأخ عبدربه منصور هادي, نائب رئيس الجمهورية أمس مساعد الرئيس الأمريكي لشئون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان. جرى خلال المقابلة بحث عدد من القضايا والموضوعات المتصلة بالعلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين. وأشار مساعد الرئيس الأمريكي إلى أنه التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية في جناحه الملكي بالمستشفى العسكري في المملكة العربية السعودية. وقال: “لقد سعدت كثيراً عندما رأيت فخامته في تعافٍ وصحة جيدة، بعد الاعتداء الإرهابي المروّع الذي تعرّض له ورؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى ونائبا رئيس الوزراء وعدد من المسئولين في الدولة والحكومة أثناء أدائهم صلاة الجمعة في شهر رجب”. وقد قدّر الأخ نائب رئيس الجمهورية تقديراً عالياً اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بمجريات الأحداث في اليمن خصوصاً في هذا الظرف العصيب. مشيراً إلى أن الأزمة التي تعانيها اليمن اليوم متعددة الجوانب ولها أبعاد خطيرة على مختلف الصعد. وتناول الأخ عبدربه منصور هادي, نائب رئيس الجمهورية طبيعة هذه الأزمة التي بدأت بالتفاقم بشكل أكبر وأوضح بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2006م التي فاز فيها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية عن المؤتمر الشعبي العام بعد منافسة قوية وبحضور مراقبين عن المعهد الأمريكي الديمقراطي والاتحاد الأوروبي ومراقبين دوليين من مختلف الجهات، بالإضافة إلى رقابة محلية من منظمات المجتمع المدني وغيرها من المؤسسات ذات الصلة بهذا الموضوع. وأكد نائب رئيس الجمهورية أن التعقيدات والمكايدات والتوظيفات السياسية الموجّهة قد بدأت بعد ذلك. مستعرضاً طبيعة تفاقم الخلافات ونشوء الأزمات وتطوراتها وتشعباتها حتى انفجار الموقف عسكرياً في العاصمة صنعاء وصولاً إلى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف فخامة رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة والحكومة أثناء أداء صلاة الجمعة في جامع النهدين بدار الرئاسة. ولفت الأخ عبدربه منصور هادي إلى التحرّكات التي قام بها لإسعاف المصابين بشكل عاجل وتفادي الموقف الخطير، وبما يحول دون انفجار الوضع بصورة شاملة. متطرقاً إلى الإجراءات السريعة التي تمت بدءاً من العمل على وقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء, وتنفيذ بقية النقاط المتمثلة في إخراج المسلحين من المدن, وفتح الطرقات والشوارع, وتوفير التموينات المختلفة. وقال الأخ نائب الرئيس: “إن النقطة الأخيرة المتصلة بتوفير النفط ومشتقاته والغاز والكهرباء وغيرها لاتزال محل نزاع وتجاذب, ولابد من التعاون المخلص من جميع الأطراف وبما لا يعرّض أفراد المجتمع للعقاب الجماعي المتعمد”. مؤكداً أن الناس جميعاً لم تعد تحتمل هذا العذاب خصوصاً التكرار المستمر للمعتدين على خط الكهرباء والنفط, وهذه تعرّض حياة الكثيرين إلى الخطر المميت. مشدداً على أهمية النهوض بالمسئولية الأمنية بسرعة معاقبة الجناة المعتدين.. وأكد الأخ نائب رئيس الجمهورية أنه قد تم معالجة الكثير من الأمور وصولاً إلى التهدئة الإعلامية والأمنية واللقاءات مع المعارضة بكل أطيافها بما في ذلك الشباب. مشيراً إلى أن هناك شبه اتفاق على الحوار بأسلوب جاد وبخطة جديدة بما يؤدي إلى الوئام والسلام وتجنيب اليمن المآسي وويلات الحروب.. وتطرّق الأخ نائب الرئيس إلى التضحيات الكبيرة التي يقدّمها أبطال القوات المسلحة والأمن البواسل في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظة أبين وما ألحقته به من خسائر فادحة. وقد عبّر مساعد الرئيس الأمريكي عن تقدير الإدارة الأمريكية للجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها نائب رئيس الجمهورية وطريقة معالجته بأسلوبه الناجح لتلافي الوضع المتفجر وصولاً إلى التهدئة والحوار مع المعارضة. مؤكداً أن الحوار والتوافق يمثلان الأسلوب الأمثل لصنع السلام في اليمن والتعامل مع المبادرة الخليجية بصورة إيجابية. وأشار المسئول الأمريكي إلى أنه قد تحدث مع فخامة الرئيس بهذا الموضوع ولمس تجاوباً كبيراً, مؤكداً أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستتعاون مع اليمن بصورة أكبر.. وقال إن التعاون بين البلدين في هذه الآونة في أفضل حالاته. وأضاف: نحن شركاء مع اليمن في الكثير من القضايا وفي المقدمة محاربة الإرهاب الذي يمثّله تنظيم القاعدة. حضر اللقاء وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي والسفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فيرستاين.