ألقى نائب رئيس مجلس التحالف الوطني الديمقراطي الدكتور قاسم سلام كلمة في المهرجان الجماهيري الحاشد بميدان السبعين؛ أكد فيها أهمية التمسّك بالشرعية الدستورية وتغليب المصلحة الوطنية العليا للوطن؛ باعتبار أن ذلك المخرج العملي والجاد والفعال من الأزمة التي فرضت على اليمن. وقال: “كم هو مهم جداً ان نمد أيدينا إلى بعضنا البعض لتعزيز التلاحم والتماسك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة, متفاعلين مع دعوة فخامة رئيس الجمهورية”. وأشار إلى أهمية ترسيخ روح التكافل والتضامن وتعزيز قاعدة الحوار الصادق والجاد المعبّر عن التسامح والتنازل من أجل مصلحة المواطن والوطن, مرحبين بما أكد عليه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية في دعوته الحكيمة والمتبصرة. وأضاف الدكتور سلام: “ما أجدرنا ان نستلهم القيم الكبيرة التي تأمرنا بالتحلي بالحكمة وتجنب إثارة الأحقاد ونكء الجروح ونبش ملفات الماضي لنفتح صفحة جديدة من خلال حوار سلمي موضوعي ديمقراطي يوصل اليمن إلى شاطىء السلامة والخروج من هذا النفق المظلم”. وأكد الحاجة إلى شراكة وطنية ووفاق واتفاق وطني جاد ومسؤول، والتفاعل مع دعوة فخامة الأخ الرئيس للحوار ويتفهم الجميع روح المسؤولية التاريخية والكف عن التخندق والتقاطع مع إرادة شعب اليمن العظيم الذي يعاني اليوم من نتائج الفوضى والعبث ولعبة التآمر والإرهاب المكثف المفروض على اليمن الذي دفعنا جميعاً فاتورته من دمائنا وأرواحنا واستقرارنا وأمننا. ولفت إلى أن جريمة جامع النهدين أول سابقة في تاريخ يمننا الحديث التي استهدف فيها اليمن كل اليمن من خلال استهداف رئيسنا وقائد مسيرتنا مع كوكبة من خيرة رجال اليمن, قائلاً: “ومع ذلك كله فها هو قائد اليمن الحكيم المحنك علي عبدالله صالح يمد يديه للحوار لتجنيب اليمن المزيد من الصراعات التي أنهكت الوطن والمواطن، مكرراً ومجدداً دعوته لأطراف العمل السياسي للتعامل مع الأخ المناضل عبدربه منصور هادي, نائب رئيس الجمهورية لمواصلة الحوار من أجل إخراج اليمن من الأزمة الخانقة التي فرضت عليه”. وأضاف: “من هنا من ميدان السبعين ندعو العقلاء في اللقاء المشترك وكل ألوان الطيف السياسي المؤمن بالحوار السلمي الديمقراطي أن يتجنبوا المزيد من التخبط في الوقت الذي ضيعوا فيه الفرص التي أتيحت لهم وللمخلصين أن يتجنبوا الاستمرار في التخندق بمتاهات وشطحات ودعوات النزق سواء ما أسموه المجلس الانتقالي الذي ولد ميتاً أم المجلس الوطني للثورة دمية الطفولة السياسية والقصور الفكري والاجتماعي مرآة الذين يريدون أن يروا أنفسهم فيه فرحين بما لديهم وكأن لسان حالهم يقول نحن والطوفان للآخرين في حين لم تكن لهم مشاريع أو برامج للإصلاح كما كانوا يدعون ولايزال بعض المغرر بهم يكرر نفس الاسطوانة المشروخة التي صممت من قبل منظري التآمر وروّج لها من قبل الحاقدين والموتورين من أصحاب الأغراض ومرضى النفوس”. وتابع الدكتور سلام: “إننا ندعو باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي من هنا من ميدان السبعين الذي شهد ملحمة السبعين يوماً ندعو الجميع إلى التسامح والتصالح والتجاوب اقتداء بموقف فخامة رئيس الجمهورية، وأن نتفاعل مع هذه الدعوة المتسامية فوق الجروح التي عبّر عنها قائد المسيرة الوحدوية وربان الديمقراطية، الذي لايزال في طور النقاهة مع رفاقه، آملاً فخامته كقائد وكأب وكأخ ان يحتكم الجميع إلى لغة العقل والضمير والمصلحة العليا للوطن، وأن يقوم كل أطراف العمل السياسي بمراجعة فعالة حقيقية إيجابية للخروج من المأزق الذي نحن فيه”. وأشار إلى أن فخامة رئيس الجمهورية كان ولايزال حريصاً على تطبيق قاعدة الحوار ومبدأ التداول السلمي للسلطة, مؤكداً ذلك في كل المبادرات التي أعلنها وكان على الجميع أن يتعامل مع جوهر تلك المبادرات وعمقها الاستراتيجي. وأردف قائلاً: «إننا ومن هنا باسم المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي وفي جمعة “الاعتصام بحبل الله” نبتهل إلى الله تعالى أن يجمع الجميع حول طاولة الحوار من أجل إخراج اليمن مما ألمَّ وأحاط به من المؤامرات الكبيرة». واختتم نائب رئيس مجلس التحالف الوطني الديمقراطي قائلاً: “من هنا من ميدان السبعين نتوجه بأخلص التهاني والتبريكات إلى فخامة القائد علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية بمناسبة شفائه وتجاوزه خطورة محاولة الاعتداء عليه, ونهنىء الجميع بقدوم شهر رمضان المبارك، كما نتوجه بالتحية والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونائبه وقيادة المملكة العربية السعودية على ما بذلوه من رعاية وعناية بقائدنا وقائد مسيرتنا.