لم يتعض الذين يصرون على إشعال الفتن في البلاد مما قد حدث ولم يتقِ الله الفاعلون للجريمة والإرهاب, ولم يدرك المغرر بهم أن فعلهم المحرم شرعاً ودستوراً وقانوناً وأخلاقاً لا يخدم إلا أعداء الأمة الذين يتحينون الفرص من أجل المزيد من إنهاك قدرات الأمة العربية والإسلامية لتحقيق أغراضهم وأهدافهم العدوانية على كيان الأمة وزوال بقائها، لم يدرك المغرر بهم أن ما يفعلونه من قتل وتخريب وتدمير لم يكن في صالح البلاد والعباد على الإطلاق ولا يرضي الله ورسوله، وأن تلك الأفعال تصب في اتجاه تنفيذ إرادة أعداء الإسلام الذين يرون بأن اليمن هي بوابة النصر المبين منذ البدايات الأولى للرسالة المحمدية. إن الإصرار على التخريب والتدمير إصرار على خدمة العدو الأجنبي الذي يتمنى زوال الإسلام ومصدره الأول اليمن, ومن يظن من المغرر بهم أنهم يخدمون الإسلام فهم واهمون لأنهم يدمرون مقدرات الأمة ويسعون إلى خراب الإسلام وتحقيق أهداف العدو الخارجي الذي يحمل حقداً على الإسلام والمسلمين وعلى اليمن بدرجة أساسية كون اليمن أهل إيمان وحكمة وهم البذرة الأولى للإسلام عقيدة وشريعة وهم أحفاد الفاتحين وهم من تمكن من نشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وهم من يؤمن بالحوار والتعايش السلمي, أما من يقومون بأعمال الإجرام والإرهاب فلا صلة لهم باليمن واليمنيين الحكماء وأهل الإيمان ورواد الخير والسلام. إننا في الشهر الكريم الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار نوجه الخطاب إلى المغرر بهم الذين لم يدركوا بعد أنهم بأفعالهم إنما يحققون رغبة أعداء الأمة العربية والإسلامية في إنهاك وإضعاف اليمن, ونقول لهم: لماذا لا تراجعوا أفعالكم وتقارنونها بجوهر الإسلام عقيدة وشريعة؟ ولماذا لا تدركون بأنكم بأفعالكم إنما تخدمون العدو الصهيوني الذي اغتصب الأرض والمقدسات الإسلامية ويحلم بدمار الأمة العربية والإسلامية؟ ولذلك نقول: إن التربية الفكرية المنحرفة تخلف الدمار فهل أدرك العقلاء في اللقاء المشترك خطورة الانحراف الفكري؟ وهل حان وقت العودة إلى الصواب نأمل ذلك بإذن الله.