فصل الصيف هو وقت نضوج التمور، ومن التمور أنواع كثيرة مختلفة الأحجام والألوان يحتار بينها المشتري، وعادة ما يحكّم ذائقته قبل أي شيء آخر، فمن التمور الأصفر الكبير كالسكري والمكتومي والرشوديّة، والأصفر الصغير كالبرحي، ومنه الأحمر الكبير كالحلوة والشقراء وأم الخشب، والأحمر الصغير ومنه الخلاص الأحمر والنبتة الحمراء مثلاً. والحقيقة أن اختلاف هذه الأشكال والأحجام والألوان ليس ترفاً؛ بل له دلالة تجدر معرفتها عن محتوى التمور ليس فقط من السكريات بشكل عام، ولكن أيضاً من أنواع السكريات في التمور، والتي منها سكر الفركتوز (سكر الفواكه) وسكر الجلوكوز وسكر السكروز، ولهذه السكريات تأثيرات مختلفة تقوم في مجملها على الصحة العامة للفرد، خاصة صحة جهازه الهضمي، وعلى ما يناسبه وما لا يناسبه من أنواع السكريات، ونِسب تلك السكريات إلى بعضها في كل طعام أو فاكهة، والبحوث في هذا المجال قليلة على الرغم من أن التمور هي المنتج الزراعي الأول في بلادنا. وقد خلصت دراسة علمية قامت بها كلية الزراعة والطب البيطري إلى أن نسب السكريات في خمسة عشر نوعاً من أنواع التمور المعروفة في المنطقة، حيث ذكرت في جدول واضح نوع التمر، ثم النسبة المئوية للجلوكوز والفركتوز فيه، ثم نسبة السكروز فيه، وأخيراً النسبة المئوية للسكريات الكلية المختزلة فيه.. ومن خلال الجدول يمكن ملاحظة أمرين، الأول: ان أنواع التمور المختلفة تتقارب في نسبة السكريات الكلية المختزلة فيها، حيث تتراوح السكريات بين 55 إلى 79 % من وزن الثمرة تبعاً لنوعها، وهذا مهم خاصة لمن يعانون من البدانة أو من مرض السكري ويحتاجون إلى معرفة أقل أنواع التمور في محتواها من السكريات، والأمر الثاني أن أنواع التمور تختلف اختلافاً كبيراً في أنواع السكريات التي فيها، فمثلاً، يحتوي التمر السكري على حوالي 16.2 % جلوكوز وفركتوز (سكر الفواكه)، وعلى حوالي 49 % سكروز؛ بينما يحتوي البرحي مثلاً على 60.2 % جلوكوز وفركتوز، وعلى حوالي 3.9 % فقط سكروز، التمور.