مسرح الممثلان الرئيسيان اثنان (مطرب ومطربة) مؤديان.. مجموعة من الكومبارس كي تكتمل اللوحة صورة لقرية وأخرى لمدينة عربية عند احتياجها في مشهد خارجي.. المشهد الأول: منظر لمجموعة رجال ونساء من أهل القرية يحتفلون بعرس أحمد وورد.. في جو عرائسي بهيج مصحوباً بأصوات الموسيقى وإيقاع راقص ومجموعة يؤدون رقصة شعبية.. والزغاريد وكلمات المباركة تتردد بين لحظة وأخرى للعريسين خلفية للقرية. المشهد الثاني: بعد سبعة أيام من العرس.. يخرج أحمد من البيت وهو يحمل حقيبة في يده.. وزوجته تتبعه في مشهد درامي حزين تمسك الحقيبة في محاولة لإثنائه عن عزمه السفر، ولكن دون جدوى، ويخرج من أركان المسرح شخصان أو ثلاثة يحملون حقائبهم وزوجاتهم وبعض الأطفال يفعلون كما تفعل ورد إثناء أزواجهم عن السفر في مشهد صامت مصحوباً بموسيقى حزينة يبرز فيها صوت الناي.. حتى يغيبوا والزوجات يلوِّحن بأيديهن مودعات أزواجهن. المشهد الثالث: بعد 12 عاماً.. رنين متواصل لصوت الهاتف.. وفي يمين المسرح يقف أحمد.. وهو يلبس ثوباً وغترة وعقالاً.. وهو يمسك سماعة هاتف آخر.. يستمر الرنين، تأتي ورد مسرعة وهي تحمل حزمة من الزرع وشريماً.. وتلبس الملابس اليمنية الشعبية.. وترفع سماعة الهاتف وترد بملالاة: ورد: ألوه.. ألوه.. لالالالالالا لأني مرتين أحمد: الو ألوه.. لالالالالا لي لي لي أهلاً بنور عيني مرتين ورد: صوتك بعيد يا أحمد.. ياتاج فوق رأسي أحمد: وصوتك بعيد ياورد.. قلبي وحر نفسي ورد: اليوم ثمان وأربع.. قد شيبين رأسي أحمد: لاتحرقيش دمي.. من أوله وتقسي ورد: يكفي خلاص غربة.. أخاف تكون ناسي أحمد: والله العظيم بالبال.. ببالي وسط حسي ورد: أني أسألك بالله .. اللي رسى الرواسي ترجع قوام يكفي .. أصل الفراق قاسي أحمد: كل يوم أقول شرجع .. يكفي خلاص بسي لكن يجي بكره .. مادريش كيف أنسي ورد: عمري زلج واني .. أتجرع المآسي وأقول خلاص بكرة .. بكرة شجي يواسي وبكره يجي ويروح .. وتجزع معه حواسي أحمد: وأنا زلج عمري .. قد قلّعين ضروسي ماقدرش أجي باكر .. شازيد سنه وبسي كرهت أنا الغربه .. بس لقمتي وفلسي أنت اصبري شتجزع .. من غير ماتحسي ورد: صابر وكم شصبر .. وصبري على قياسي أحمد: الصبر يشاله قلب .. مثل الحديد قاسي ورد: قد طالت الغربه .. يا كل هلي وناسي قلّي متى شترجع .. شنزيّن الشماسي ونقطف لك الكاذي .. ونطرف الحياسي أحمد: خلاص أنا ملّيت .. يومي شبيه أمسي قلّي متى قل لي .. منّك وفاض كأسي لا تقطفي الكاذي .. ولا توجعيش رأسي يمكن أزيد اربع .. واشوف لي عروسي ويقفل التليفون وتتتاقص موسيقى الأغنية رويداً رويداً وتظل ورد واقفة وهي تمسك سماعة التليفون وصوت السماعة المغلقة توت توت توت يرن في أذنها وصداها يتردد وسط المسرح.. ويقفل الستار. المشهد الرابع: بعد سنة يعاود أحمد الاتصال.. صوت رنين الهاتف.. يفتح الستار.. وورد تقف في جانب من المسرح.. وأحمد في الجانب الآخر.. ورد جالسة تطعم إحدى غنماتها.. والرنين مستمر.. تنهض ورد لترد على الهاتف وتبدأ موسيقى الأغنية.. بملالاة أخرى: الا لا لا لا جزعه سنه لذلحين.. لا جاء بريد منه لالالا لالا ولا خبر زين ورد: ألوه.. من أحمد؟ أحمد: ألوه من ورد؟ ورد: شهر الصراب بكّر .. بكّر واني لوحدي وحدي بوسط الدار .. وكم شيكون جهدي أحمد: أنا أسألك بالله .. خلِّيك معي سليه خلاص أنا شرجع .. باقي معي شويه ورد: وحدي مع الآهات .. أسكب دموعي وحدي أحمد: ماشتيش أنا تبكي .. أو تغضبي عليّه ورد: جسمي نحل واني .. أحرق بنار سهدي أحمد: الله معك ياورد .. كنت أحسبك قويه ورد: قهدان طول الليل .. ياطول ليل قهدي ياليت واني طير .. والا حمام نجدي أحمد: قانا شجن ياورد .. للشِّعب والحويّه موشتعملي بالله .. ولك معي هديّه ورد: شسري لعندك ليل .. وباكر تكون عندي فرشي برد والقلب .. في غيبتك مُنَدي أحمد: الله ياذا الورد .. أنتِ مره وفيّه يلعن أبو الغربه .. أهلي ولا الدنيّه ورد: شاسوق عليك ربي .. قلّي متى شتبدي ماقدرش أني اتحمل .. هذا العذاب وحدي أحمد: خلاص خلاص باكر .. راجع إلى القريه شارجع لوسط أهلي .. لعيشتي الهنيّه ورد: وماشاش أني منك .. جنه وحلم وردي أشتيك ترد الأرض .. وحقِّه عليك تدي أحمد: راجع إلى أرضي .. وبلادي الأبيّه شازرع بها وأغرس .. ترابها النديّه المشهد الخامس: مجموعة من المزارعين يقومون بصراب الذرة.. ويرددون بصوت واحد مهجلاً زراعياً.. فيما أحمد يظهر من أطراف القرية وهو يحمل حقيبته.. وزوجته تقف بجوار الفلاحين الذين وقفوا يحملون في أيديهم حزم الذرة.. ويقولون وهم يلوحون بأيديهم في استقبال أحمد: اليوم والله .. واليوم دائم قاصربوا الدخن.. والذرة قائم قالوا حمادي .. راجع وعازم راجع لأرضه .. يزرع ونادم الله شعينه .. على المتالم من بعد غربه .. جمّع دراهم قال ابن زايد .. الخير قادم عن القبيلي .. أرض التهايم اليوم والله .. واليوم دائم يلقي أحمد الحقيبة من يده ويبدأ في خلع (الكوت) من عليه وتستقبله ورد وتمد له الزرع والشريم.. ويقفان بوسط المسرح وهما يؤديان أغنية بصورة ثنائية وخلفهما لوحة راقصة لجموع المزارعين.. وكلمات الأغنية تقول: قد قالها ولد زايد .. حكمه ولا شي كماها «عزّ القبلي بلاده .. ولو تجرّع وباها» يا طير ياللي مسافر .. لا أرض غيرك تراها ما تنفعك غير أرضك .. والنفس واللي براها ارجع لأرضك وشمّر .. زندك وازرع ثراها ما ينفعك ما مع أخوك .. أنت وحظك معاها في ذمتك كيف تقدر .. ترحل وتنسى هواها وتنسى حنين السواقي.. الله ما اروع سماها هذي بلادك تناديك .. ياطير اسمع نداها وانا اسأل الله يهديك .. ترجع وترفع بناها يا طير مهما تماديت .. أو تبتعد عن مداها «عزّ القبلي بلاده .. ولو تجرّع وباها» انتهت..