أمريكا: سنواصل ضرب الحوثيين ومن الصعب وصول البضائع إلى اليمن مع استمرار هجمات البحر الأحمر    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    الوزير البكري يناقش مع الحامد هموم أندية ومشاريع البنى التحتية بأبين    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    شاهد ما الذي خرج من عمق الأرض في الحرم المدني عقب هطول الأمطار الغزيرة (فيديو)    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    مأرب.. رئيس مجلس القيادة يرأس اجتماعاً لقادة الجيش ويشيد بالجاهزية القتالية العالية    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبرز منعطفات وإرهاصات ثورتي سبتمبر وأكتوبر وتأثير دعم التجار على الحركة الوطنية
المناضل الأستاذ/علي محمد سعيد يروي:
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2011

ولدت في قرية قرض عزلة الأعروق عام 1926م، ودرست في الكُتاب لدى الفقيه أحمد، ثم لدى القاضي شاهر داود«رحمهما الله تعالى» وتعلمت على يديهما القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم إلى جانب دراسة عدد من العلوم الدينية التي كان يتميز بتدريسها للطلاب القاضي شاهر داود ومنها علوم الأخلاق والحساب والجغرافيا والنحو والصرف وغيرها..
هاجرت بعدها إلى الصومال برفقة الوالد الحاج هائل سعيد أنعم، ثم عدنا معاً إلى عدن وأسسنا العمل التجاري الذي شكل البدايات الأولى لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه عام 1938م ولم يكن عمري يتجاوز يومها 13 سنة وكنت خلال هذه المرحلة الزمنية من عمري أرى وأسمع ما يدور حولي في واقع الحياة العامة في الجزء الشمالي من الوطن «حينذاك» وطبيعة الأوضاع السائدة التي تتسم في الغالب بالظلم والتعسف وفرض الضرائب والجبايات إلى جانب استشراء الجهل والفقر والمرض وتكريس العزلة وصعوبة الحياة، حيث لا تعليم إلا بالكتاتيب، ولاصحة ولاطرقات ولاصناعة ولاخدمات ولاوسائل مواصلات ولاغير ذلك.
التعرف على حركة الأحرار في عدن
أتيحت لي خلال فترة عملي بالتجارة في عدن معرفة جانب من نشاط الأحرار الذي كان قد بدأ بالظهور في بداية الأربعينيات، وكان الأستاذ أحمد محمد نعمان، والقاضي محمد محمود الزبيري من أبرز القيادات المعروفة حينذاك، وكان لهم نشاط كبير وظاهر، منه تأسيس الجمعية اليمنية الكبرى عام 1946م، وإصدار صحيفة«صوت اليمن»، غير أن معرفتي بالحركة الوطنية يومها لم تكن تتجاوز حدود السماع والقراءة حتى جاءت المصادفة التي جمعتني بقادة الأحرار، وكان عمري يومها 21 عاماً حين كنت واقفاً أمام بيت«البس» «صاحب الشركة التي كنا نتعامل معها في التجارة، فرأيت الأستاذ النعمان والقاضي الزبيري بلباسيهما المميز وسلمت عليهما: ثم سألني النعمان: من أين أنت وأين تعمل؟ فقلت له: من الأعروق وأعمل أنا والوالد هائل سعيد في دكان خاص بنا بالمعلا، فذكر لي عدداً من أصدقائه من أبناء الأعروق، ثم قال لي: دعنا نرك مرة أخرى.
أثر هذا اللقاء في نفسي فانطلقت بعده مباشرة إلى الأخ/أحمد مهيوب ثابت الذي كانت له علاقة بالأستاذ النعمان وقصصت له ما جرى لي معه فقال لي: اجمع الآن مائة واثنتي عشرة روبية لتتبرع بمائة منها للجمعية اليمنية الكبرى واثنتي عشرة روبية لتشترك بها في صحيفة صوت اليمن، فجمعت المبلغ وانطلقنا معاً فوجدنا الأستاذ النعمان مضطجعاً على سرير من الحبال فاستقبلنا ببشاشة وترحيب وسلمت إليه المبلغ الذي جمعته للتبرع والاشتراك، فقال: أصلحك الله وربت على ظهري، ثم استمر بعدها تواصلي مع الأحرار في عدن وكنت أقوم معهم ببعض الاسهامات منها توزيع صحيفة «صوت اليمن» والمنشورات.
الإرهاصات الأولى للثورة
كان نشاط الحركة الوطنية في بدايته مركزاً على التوعية والتعبئة الشعبية ضد الحكم الإمامي والدعوة إلى النضال من خلال الجمعية اليمنية وصحيفة«صوت اليمن» تلاه بعد ذلك إصدار الميثاق الوطني المقدس الذي تضمن رؤية الأحرار لإصلاح الأوضاع في البلاد وخاصة فيما يتعلق بالحكم، وطالبوا فيه بدستور ومجلس وزراء وشورى، ثم جاء انضمام الأمير سيف الحق إبراهيم بن الإمام يحيى إلى حركة الأحرار بعد عودته من أسمرة إلى عدن، وكانت له مراسلات مع والده وزعماء الدول العربية تنشرها له صحيفة «صوت اليمن» يطالب فيها بإصلاح الأوضاع في البلاد، وهو الأمر الذي أعطى للحركة زخماً كبيراً وقوة معنوية في أوساط الشعب، ويعود الفضل في استقطاب الأمير سيف الحق إلى صفوف الأحرار لكل من شائف محمد سعيد وأحمد عبده ناشر وهما من المهاجرين في إثيوبيا وكان لهما دور كبير في دعم ومساندة النشاط الوطني بالداخل، ومن ذلك- على سبيل المثال- مطبعة صحيفة اليمن التي قاموا مع آخرين بجمع تبرعات لها في حين تولى الأخ حازم الحروي عملية شرائها ونقلها إلى عدن.
وفي فبراير 1948م قام الأحرار في صنعاء بالتخلص من الإمام يحيى وسيطروا على الحكم وأعلنوا إماماً دستورياً هو السيد عبدالله بن أحمد الوزير وقاموا بتشكيل مجلس للوزراء ومجلس للشورى وقد أدى هذا التغيير إلى انتقال الأحرار المتواجدين في عدن إلى شمال الوطن ودعوا معهم عدداً من الشباب بهدف تشكيل كتيبة لحماية الثورة وهي الكتيبة التي سافرت مباشرةً إلى صنعاء وكان فيها محمد عبده الزغير، علي ثابت عثمان، محمد عبدالله ثابت، عبدالغني صالح «والد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني»، وقد تكلفت يومها بالتبرع للكتيبة بخمسين بذلة عسكرية عن طريق الأستاذ محمد علي الأسودي.
كما سافرت أيضاً مجموعة أخرى من عدن إلى تعز عبر الراهدة وكان على رأسهم الأمير سيف الحق إبراهيم والأستاذ النعمان وعدد من قيادات الأحرار منهم جازم الحروي، وعبده عبدالله الدحان، والأستاذ أحمد البراق ومحيي الدين العنسي وآخرون.. وكنت أنا يومها واحداً من الشباب المنضمين لهذه المجموعة والذين كان منهم أيضاً عبدالكريم عبدالقادر الأغبري أحمد محسن قائد ، محمد مهيوب ثابت وآخرون.
وقد حظي الأمير سيف الحق والأستاذ النعمان ومن معهم باستقبالات حافلة ، حيث استقبلتهم في الراهدة جموع غفيرة كان على رأسهم الحاج إبراهيم حاميم، والقاضي عبدالله عبدالإله الأغبري الذي كان حاكماً في دمنة خدير حيث خرج المواطنون فيها لاستقبال الأمير وقادة الأحرار بالهتافات وترديد الشعارات منها فليحي الأمير وليحي الدستور.كما كان على رأس المستقبلين في نقيل الإبل أحمد محمد الباشا ومعه حشد كبير من تعز حتى وصل الجميع منزل أحمد محمد الباشا بالأشرفية ثم انتقلنا إلى دار الضيافة.
توزع بعدها الأحرار الواصلون إلى تعز في مجموعات، مجموعة كان فيها الأستاذ النعمان وجازم والدجان وآخرون سافروا إلى صنعاء عن طريق ذمار .. ومجموعة أخرى كان فيها عبدالله عبدالإله الأغبري، وهزاع علي أحمد العريقي وياسين النائب وآخرون سافروا إلى الحديدة لاستقبال عزام باشا أمين الجامعة العربية الذي تعذر وصوله بعد ذلك بسبب فشل الثورة.
غير أن الإمام أحمد كان قد وصل إلى حجة خلال هذه الأيام وقام بحشد القبائل لدخول صنعاء فتم اعتقال عدد كبير من الأحرار في صنعاء وتعز وذمار والحديدة وإب وغيرها، وكان الأستاذ النعمان ومجموعته من الذين اعتقلوا في ذمار في حين اعتقل عبدالله عبدالإله الأغبري ومجموعته في الحديدة ، ثم نقل الجميع إلى سجن حجة ، فتم سجن البعض منهم وإعدام البعض الآخر وقد تناهت كل تلك الأحداث إلى مسامعنا نحن الشباب الذين بقينا في تعز وما جرى من اعتقالات للأحرار فعدنا مباشرة إلى عدن.
بقينا بعد هذه الكارثة الكبيرة التي نزلت بالحركة الوطنية فترة في عدن نعيش الصدمة ويغلي حماساً إلى أن وصل الشيخ عبدالله الحكيمي من بريطانيا وقام بإصدار جريدة«السلام» ثم جاء بعده عبدالله عبدالوهاب نعمان الذي أصدر جريدته«الفضول» فبدأنا معهما، ومن خلال هاتين الصحيفتين نستعيد أنفاسنا ونفيق من أثر الصدمة.
بعد هذه الأحداث الأليمة وانتكاسة الثورة بدأت بالتفكير في الانتقال من عدن إلى شمال الوطن لأكون قريباً من الأحداث من ناحية، ولتوسيع نشاطنا التجاري هناك من ناحية أخرى، فسافرت في عام 1950م إلى الحديدة، ثم إلى المخا والخوخة وتعز حيث قمت بتأسيس فروع لنشاطنا التجاري في كل هذه المدن.
وفي عام 1955م وقعت أحداث دامية بين عسكر الإمام وسكان إحدى قرى الحوبان- خارج مدينة تعز- فاستغل المقدم الثلايا ومعه الأمير عبدالله أخو الإمام أحمد هذه الأحداث لعزل الإمام عن الحكم وإجباره على التنازل بالإمامة لأخيه الأمير عبدالله، إلا أن الإمام أحمد ما لبث أن استعاد العرش وقام بإعدام قادة الانقلاب الذين كان فيهم خيرة الضباط والعلماء والمشايخ ومنهم المقدم أحمد الثلايا واثنان من إخوان الإمام هما الأمير عبدالله والأمير العباس وآخرون لاأتذكر أسماءهم، كما كان القاضي عبدالرحمن الارياني ونعمان محمد نعمان على قائمة من حكم بإعدامهم إلا أن عناية الله تداركتهم في اللحظات الأخيرة عندما وصل موكب كبير فيه الأمير محمد البدر من حجة، والشيخ علي محمد نعمان الذي كان عاملاً في حرض فانفض الجمع بالشفاعة للقاضي الارياني ونعمان محمد نعمان.
ظهرت بعد ذلك عملية التمرد للقبائل التي قادها الشيخ حميد بن حسين الأحمر ووالده الشيخ حسين بن ناصر الأحمر، وحظيت هذه الحركة بترحيب ومساندة من بعض الأحرار، وكنت أنا أحد الأفراد الذين ساندوا هذه العملية، حيث قدمنا يومها للشيخ حميد الأحمر ووالده دعماً مالياً مني ومن الأخ عبدالغني مطهر والقاضي عبدالرحمن الارياني والأخ علي حسين الوجيه عن طريق الأخ علي شويط الذي كان همزة الوصل بيننا وبين الشيخ حميد الأحمر ووالده الشيخ حسين الأحمر«رحمه الله تعالى».
كما شهدت هذه الفترة أيضاً محاولة أخرى لاغتيال الإمام أحمد من قبل المناضل سعيد حسن فارع الملقب«إبليس» لكنها انكشفت قبل أن يقوم بها، فتم سجنه وتعذيبه، وقد كدت يومها أن أتعرض شخصياً وتتعرض مصالح الشركة بأكملها للخطر، حيث كنت قد حررت له حوالة بمبلغ ألفي ريال إلى سيف عبدالرحمن- أحد التجار في الحديدة- لكنه أضاعها فجاءني مرة أخرى وحررت له حوالة بديلة. وعندما تم القبض عليه قام الأخ علي مارش بجمع أوراقه وسلمها للأخ المناضل أحمد أمين نعمان الذي أعلمني بخبر اعتقال سعيد إبليس، كما أعلمني أيضاً أنه وجدت بين أوراقه ورقة بحوالة مالية مني، وهنا عصف بي الخوف والقلق الذي لم يدم كثيراً حيث طمأنني الأخ أحمد أمين وأكد لي أن ورقة الحوالة المفقودة موجودة لديه مع أوراق أخرى لسعيد إبليس، فقام بإعطائي إياها وحمدت الله كثيراً وشكرت الأخ أحمد أمين على صنيعه.
وإلى جانب صنيع الأخ المناضل أحمد أمين نعمان فإنني كذلك لا أزال أتذكر صنيع الأخ علي مانع- ضابط مقام الإمام أحمد بتعز والذي قام بتوجيه النصح لي، وقال لي إن الأنظار مركزة عليك فاحذر وانتبه، وكان ذلك خلال فترة المظاهرات قبل الثورة.
وبعد قيام الثورة اعتقل الأخ علي مانع فأخبرت الأخ المشير السلال بموقفه هذا معي ومع الكثير من المناضلين فأمر بالإفراج عنه وقمت بتوظيفه في المستشفى الجمهوري بصنعاء عندما كنت وزيراً للصحة.
كما أتذكر أيضاً من مآثر الأخ جميل محرم الذي أخبرني بأن هناك وشاية وصلت للإمام حول الأخ أحمد محسن قائد- الذي كان يعمل كاتباً معنا- يقوم بتوزيع منشورات ونصحني بإقناع الأخ أحمد محسن قائد بالخروج من تعز فأقنعته وسافر إلى القرية مع تسلم مرتب سنة كاملة مقدماً.
الإعداد لثورة 26 سبتمبر
مع بداية الستينيات بدأ العمل الوطني يأخذ بعداً تنظيمياً أكثر دقة من حيث التخطيط وإعداد العدة للثورة والتنسيق المشترك فيما بين التنظيمات والخلايا المتواجدة في كل من تعز وصنعاء وعدن والتي كان أبرزها خلال هذه الفترة تنظيم تعز وتنظيم الضباط الأحرار.
بالنسبة لتنظيم تعز فقد كان يحظى بمساندة ودعم مباشر من مصر، وكان يضم عدداً من التجار والضباط والعلماء والمشايخ وكنت شخصياً انتمي إلى هذا التنظيم إلى جانب كل من عبدالغني مطهر والقاضي عبدالرحمن الارياني والشيخ محمد علي عثمان وأحمد ناجي العديني وعبدالقوي حاميم.. ثم توسع التنظيم بعد ذلك ليضم عدداً آخر من المناضلين منهم الأخوان يحيى وعبدالحفيظ بهران والشيخ مطيع دماج وأحمد قاسم دماج وأحمد منصور أبو أصبع وآخرون. كما كان لتنظيم تعز خلية أخرى في عدن تتألف من كل من النقيب محمد قائد سيف، محمد مهيوب ثابت، أحمد هائل سعيد وآخرين. وكان من مهام هذه الخلية استقبال السلاح الذي كان يأتي من القاهرة إلى عدن سراً بواسطة الطيار عبدالرحيم عبدالله ثم يتولى نقله بعد ذلك من عدن إلى تعز الأخ عبدالقوي حاميم عبر الراهدة وإلى تعز. كما كان لنا في تنظيم تعز تنسيق مع عدد من الوطنيين الآخرين ، حيث كنا نقوم بالمشاورات وعقد اللقاءات السرية.
وكذلك كان لنا تواصل مع مجموعة الضباط في تعز، منهم الملازم علي الضبعي الذي كان يقوم بعملية التنسيق بيننا ومجموعة الضباط الأحرار في خلية تعز وهم الإخوة سعد الأشول وأحمد الكبسي ومحمد الخاوي ومحمد مفرح وعبدالله الحيمي وعبدالقادر الخطري وأحمد الوشلي وعلي الكهالي. ولم يكن هناك تنسيق مباشر بين كل من تنظيم الضباط الأحرار وتنظيم تعز وصنعاء إلا بعد أن قمت أنا وكل من عبدالغني مطهر وأحمد ناجي العديني بالسفر إلى صنعاء بغرض التعرف على الإخوة في تنظيم الضباط الأحرار في صنعاء الذين سمعنا عنهم من زملائهم في خلية تعز، فالتقينا بكل من حسن العمري وعبدالله جزيلان وعلي عبدالمغني ومحمد عبدالواسع نعمان وعبدالسلام صبرة، كما قمنا يومها بشراء كميات من الأسلحة والذخائر اللازمة التي كنا نتولى تمويلها وترتيب شرائها بواسطة العقيد محمد عبدالواسع نعمان ثم يتولى نقلها بالسيارة إلى تعز الأخ أحمد ناجي العديني الذي كان يتميز بالشجاعة والإقدام.
بقينا في صنعاء مدة ونحن نقوم بهذا العمل حتى التقينا صدفة بالعقيد عبدالله الضبي مدير الأمن العام والأستاذ هاشم طالب السكرتير الخاص للبدر، فسألونا لماذا تأخرتم عن السفر؟ هل حدث لكم شيء؟ فقلنا لهم: لا شيء فقط، بعض أعمال قليلة بقي علينا إنجازها..
غير أنهم فاجأونا بالقول: نحن جميعاً وطنيون، فإذا كان لديكم شيء فأشركونا معكم فلربما أمكن لنا المساهمة في تقديم آراء وأفكار يمكنها أن تعمل على تسهيل الأمور، ولم نستطع حينها أن ننكر ذلك، فاتفقنا على اللقاء مساء اليوم التالي في بيت عبدالله الضبي، حسن العمري ، عبدالله جزيلان، القاضي عبدالسلام صبرة، الشيخ محمد علي عثمان، العقيد محمد عبدالواسع نعمان، وهاشم طالب. وكان هاشم طالب يومها يحمل كتيباً صغيراً يبدو أنه مخطط للثورة أعده الأخ محمد الفسيل الذي كان متخفياً عندهم بعد هروبه من سجن حجة في المحاولة التي نجح فيها بالهرب مع السحولي في حين انكسرت قدم زميلهم المناضل سعيد حسن الملقب«إبليس»، فتم القبض عليه وقتل في حجة.. دار خلال هذا اللقاء نقاش بين الإخوة الحاضرين وكان مما تم مناقشته في تلك الليلة مسألة: هل يتم القضاء على الإمام أحمد وابنه البدر معاً أو أن الأنسب هو القضاء على الإمام أحمد فقط؟ فكان عبدالله الضبي وهاشم طالب يريان أن الأنسب هو القضاء على الإمام أحمد دون البدر لأن من السهل القضاء على البدر في أي لحظة إذا ما تم القضاء على الإمام، في حين كان يرى عبدالله جزيلان وحسن العمري وعبدالغني مطهر بأن الأنسب هو القضاء على الكل، بينما بقيت أنا والآخرون نحاول التوفيق بين وجهات النظر المختلفة حتى لا ينصدع الصف.
ولعل من المناسب هنا أن أشير إلى ما وقع لنا في تلك الليلة من قصة طريفة تجسد الظروف الصعبة التي كانت تحيط بالعمل النضالي خلال هذه الفترة المحفوفة بالخوف والقلاقل والمخاطر، فقد تفاجأنا في ليلتها بدويدار البدر يطرق الباب فخيم الصمت والذهول علينا جميعاً خشية أن يكون قد فضح أمر اللقاء، خصوصاً وأننا كنا عدداً كبيراً من الأحرار مجتمعين في منزل مسئول أمني رفيع، لكننا هدأنا قليلاً حين أخبرنا الأخ عبدالله الضبي بعد أن قابله عند الباب أن مجيئه كان من أجل معرفة مفتاح شفرة البرقية التي وصلت إلى البدر من صنعاء من والده في تعز.
غير أنه لم تمضِ لحظات حتى ساورتنا الشكوك مرة أخرى عندما اتصل البدر هاتفياً بالأخ عبدالله الضبي فتوجهت معه ظنوننا إلى أن الدويدار لاحظ كثرة الأحذية أمام الغرفة التي كنا مجتمعين فيها فقام بالإبلاغ عنا، لكننا حمدنا الله مرة أخرى حين أخبرنا الأخ عبدالله الضبي أن البدر أراد فقط أن يستوضح عن جملة في البرقية.
كما تحضرني خلال هذه الفترة أيضاً حادثة وقعت لنا ونحن مجتمعون في بيت الأخ عبدالغني مطهر، وكنا نقوم بتنظيف السلاح فانطلقت رصاصة من المسدس إلى السطح فانطفأ الضوء، وكنا لا ندري ساعتها في أي جسد استقرت الطلقة، غير أن أكثر خوفنا في تلك الليلة كان من أن يسمع الناس الطلقة وينكشف أمرنا خصوصاً وأن الشاوش الذماري ومحمد التركي كانا جارين لعبدالغني مطهر وهما من مسئولي الدولة. كما أنه كان معنا علي الضبعي الذي كان ضابطاً في الجيش مما قد يؤكد الشكوك حول الاجتماع، إلا أن الله تعالى سلم ولم يقع أي شيء مما كنا نخشاه.
كما لا أنسى أن أشير في مرحلة الإعداد والتخطيط للثورة إلى الدور الهام الذي لعبته شركة الطيران اليمنية في تأمين تنقلات الأحرار وتبادل المنشورات بالإضافة إلى نقل الأسلحة بين تعز وصنعاء، وكانت شركة الطيران هذه قد تأسست عام 1961م وكنت واحداً من كبار مؤسسيها والذين كان منهم أيضاً: عبدالغني مطهر، أحمد عبدالله العاقل، المحضار عبدالله زيد، عبدالعزيز الحروي، وذلك عقب تأسيس شركة المحروقات التي ساهم فيها عدد كبير من التجار من مختلف مناطق اليمن وكنت أحدهم.
الأسبوع الأخير
كان اتفاقنا مع الإخوة بمصر يقوم على أساس تحدي ساعة الصفر للثورة بالقضاء على الإمام سواء بالقتل أم بالموت، غير أن موت الإمام- متأثراً بجراحه على إثر محاولة الاغتيال التي قام بها كل من العلفي واللقية والهندوانة في مستشفى الحديدة- تلاه تنصيب البدر إماماً للبلاد خلفاً لأبيه.
لهذا فحين التقى الأخ عبدالقوي حاميم عند عودته من موسكو إلى القاهرة بالسيد أنور السادات تم إعلامه بأن مصر سوف تسحب وعدها بدعم الثورة إذا لم يقم في اليمن بمبادرة حقيقية في الإطاحة بالنظام خلال أسبوع.
عاد الأخ عبدالقوي حاميم إلى تعز وأبلغنا بموقف مصر مما جرى، فتم تكليفه ومعه الأخ سعيد الجناحي بالسفر إلى صنعاء وإعلام الإخوة هناك بموقف مصر، فقاموا على إثر ذلك بتحديد ساعة الصفر، وطلبوا منا نقل الأسلحة والذخائر الموجودة لدينا في تعز إلى صنعاء.
وبعد مشاورات ودراسة للموضوع رأينا أن أنسب وأسرع وسيلة لنقل الأسلحة إلى صنعاء أن يتم شحنها إلى الحديدة بالطائرة، ومن ثم نقلها إلى صنعاء براً، فقمنا بتجهيز الأسلحة والذخائر في شنط وزنابيل وتغطيتها بالجبن ومن ثم شحنها في الطائرة وتم تكليف الأخ أحمد ناجي العديني بأن يتولى عملية النقل، كما تم تكليف الملازم علي الضبعي بمرافقته، غير أننا تفاجأنا قبل إقلاع الطائرة بالملازم علي الضبعي يدخل إلى الطائرة ويخرج منها مدعياً أنه كان يتفقد الطائرة فقط فأصابنا حينها القلق والاضطراب من تصرف الأخ علي الضبعي ، غير أنه في الحقيقة كان تصرفاً ذكياً منه لكونه لمح العميد أحمد الآنسي قائد الجيش متواجداً في المطار مما قد يثير الشكوك حول سفره كضابط على متن طائرة إثيوبية ومن غير إذن.. سافرت الشحنة ومعها أحمد ناجي العديني في الطائرة، وبقي علينا حل إشكالية التسليم حيث لم يكن أحمد ناجي العديني يعرف لمن يسلمها، لأن الملازم علي الضبعي الذي تعذر عليه السفر كان هو المكلف بمهمة التسليم.. غير أننا تداركنا الموقف سريعاً وقمنا على الفور بالتنسيق مع عامل اللاسلكي بالمطار وادعينا أن مع أحمد ناجي العديني مبالغ مالية ونريد أن نؤكد له لمن يسلمها، فأخذنا ورقة وكتبنا برقية «نصها» سلم قيمة البضاعة للأخ سيف عبدالرحمن وبقينا واقفين في انتظار وصول برقية جوابية من أحمد ناجي العديني يطمئننا فيها على وصوله سالماً.
بعد وصول أحمد ناجي العديني إلى الحديدة بسلامة الله قام بوضع الأسلحة في منزل الأخ سيف عبدالرحمن، وكان عليه أن يتولى نقلها إلى صنعاء ويسلمها للأخ حسن العمري فاستأجر سيارة في اليوم الثاني واتجه إلى صنعاء، كما سافرت بدوري إلى الحديدة ونزلت في بيت البكاري، وفي اليوم الثاني سمعت طرقات الباب فانتابني الخوف من أن يكون أمن النظام علم بوجودي، غير أنني تفاجأت حين سمعت صوت الأخ أحمد ناجي العديني الذي كان قد وصل إلى صنعاء، وأنجز مهمته بنجاح وعاد مرة أخرى إلى الحديدة ومعه الأخ عبدالقوي حاميم.
سافرنا في اليوم التالي الذي صادف 25 سبتمبر 1962م من الحديدة إلى تعز وكان وصولنا حوالي الساعة السابعة مساءً وطلبنا من الإخوة الضباط أن يستمع كل واحد منهم في تلك الليلة إلى الراديو.
كما أنني قمت في الليلة ذاتها بكتابة وصية إلى أعمامي وأبناء عمي أطلب فيها مسامحتهم لي على ما كنت قد صرفته من أموال الشركة دون علمهم، كما طلبت منهم أيضاً رعاية ابني محفوظ من بعدي إذا ما قدر الله علي شيئاً.
وفي صباح يوم 26 سبتمبر 1962م خرجت أنا وعبدالغني مطهر وأبلغنا عساكر الإمام المتواجدين في نقطة صالة بقيام الثورة وانتهاء الحكم الإمامي، وطلبنا منهم عدم السماح لأي أحد بالدخول أو الخروج من نقطة صالة، ثم توجهنا إلى المطار ووجدنا هناك الأخ محمد تلها الذي كان ضابطاً في المطار وأبلغناه كذلك بقيام الثورة والجمهورية وطلبنا منه عدم السماح لأي طائرة بالهبوط أو الإقلاع من المطار.
عدنا بعدها إلى المدينة، فوجدنا الناس وقد سمعوا الراديو بين مستبشر بالثورة وبين مشكك، فقمنا بوضع ميكرفون على سيارتي تولى الأخ سعيد الجناحي الإعلان فيه عن قيام الثورة والسيارة تجوب شوارع مدينة تعز، فعمت الفرحة أبناء المدينة وخرجوا في مظاهرة حاشدة حتى وصلوا إلى ميدان الشهداء بالعرضي، وكان يحتشد فيه حينها العسكر وغيرهم لأداء البيعة للإمام البدر الذين أرعبهم المشهد رغم أن المتظاهرين كانوا عُزلاً من السلاح، غير أنني أتذكر أننا يومها دخلنا إلى مقر قيادة الثورة في العرضي أنا والأخ عبدالغني مطهر فقلت للإخوة في القيادة: إن الشيخ عبدالله عثمان أرسل إلينا رسولاً من«صبر» يقول بأن ما لديه مالا يقل عن خمسمائة شخص مسلح وهم مستعدون للنزول إلى تعز لمساندة الثورة فانتشر الخبر بصورة سريعة بين أولئك الجنود وأشعرهم بجدية الموقف فخافوا وفروا هاربين إلى ثكناتهم وبيوتهم.
في حين قام عدد من الإخوة الضباط الأحرار بأخذ العميد أحمد الآنسي الذي كان قائد الجيش في لواء تعز وذهبوا به إلى مقر القيادة، ثم طلبوا منه أن يقوم بإصدار الأوامر إلى الحكام والعمال في النواحي والمناطق حيث لم يكن أحد من قادة الثورة والضباط الأحرار معروفاً لدى هؤلاء فاستجاب لطلبهم وكانوا يكتبون البرقيات بتوقيعه ويرسلون بها إلى المندب ومقبنة والمفاليس والمخا وغيرها إلى جانب برقيات التأييد التي كانوا يرسلونها إلى صنعاء.
كما تم تكليف الضابط محمد مفرح وآخرين من الضباط الأحرار بالقبض على عدد من كبار المسئولين وأتباع وحاشية النظام الإمامي وقد استسلم الجميع سوى ابنة الإمام أحمد التي رفضت التسليم وبقيت متحصنة في دار الناصر بتعز حتى جاء الثوار بالدبابة والمدفع إلى أمام القصر فاستسلمت حينها.
خاتمة
إننا حين نعود لنستذكر تاريخ الثورة اليمنية نجد- في الحقيقة- أنها كانت ثورة شعب أولاً، وأخيراً فلم تكن لتتحقق لولا إرادة الشعب ومساندته، فالجميع كان يؤمن بالثورة.
وإن كان لي من خاتمة لهذه الورقة فهي أن أستدرك بعض أسماء الإخوة المناضلين الذين عرفتهم وعملت معهم خلال هذه المرحلة والذين لم ترد أسماؤهم ضمن من ذكرتهم في حديثي السابق، مع أسفي واعتذاري لمن سقط اسمه سهواً ولم تسعفني الذاكرة في استذكاره منهم: أحمد المروني، الدكتور عبدالرحمن البيضاني، محمد مطهر، اللواء حمود الجائفي، الشيخ أمين عبدالواسع نعمان وابنه أحمد أمين نعمان، الشيخ ناشر عبدالرحمن، وعبده طاهر أنعم.
كما كان من المناضلين كذلك الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر،الشيخ سنان أبو لحوم وأخواه علي ومحمد أبو لحوم، علي حسين الوجيه، الشيخ عبداللطيف بن راجح، محمد الأهنومي، سعيد محمد الحكيمي، عبدالقادر سعيد، عبدالرحمن محمد سعيد، الشيخ أحمد سيف الشرجبي، الشيخ أحمد الكباب، الشيخ منصور شائف، الشيخ عبدالملك سالم العريقي، الشيخ عبدالله السراجي، يحيى الحوثي، عبدالصمد الأصنج، محمد هاشم عبادي وأخوه عبدالله هاشم عبادي، الشيخ قاسم بجاش، ناصر الكميم، محمد الرعيني، محمد أحمد شعلان، الشيخ أمين أبو راس، الحاج محمد علي الأسودي، علي محمد عبده، محمد عبدالله عبدالإله، مصطفى يعقوب، أحمد الرضي، محمد عبدالغني الفريس، أحمد القعطري، علي الحاج، عبدالجليل العريقي وآخرون كثيرون لا أتذكر أسماءهم، وأكرر لهم خالص اعتذاري مع أن التاريخ قد حفظ لكل مناضل ووطني غيور حقه وحجز له مكانه اللائق في سجل العطاء والنضال الوطني كما أن الكثير من الإخوة المناضلين قد وثقوا للعديد من الشخصيات النضالية الأخرى أدوارها في كتاباتهم.
ولايسعني في ختام هذه الشهادة إلا أن أقف وقفة إجلال واحترام للشهداء الأبرار الذين كانوا هم الوقود الحقيقي للثورة حيث لقوا الله وهم في ريعان شبابهم، من أجل أن يحيا هذا الوطن حراً كريماً فنسأل الله أن يتقبلهم في عداد الشهداء، وأن يعظم لهم الأجر والثواب على ما قدموه من أجل كرامة وعزة وحياة شعبهم ووطنهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.