بعيداً عن المعايير الاجتماعية البالية وتلك الفسيولوجية المضحكة.. أحببتك وأحبك.. وأقصى ما أتمناه من الخالق أن يمنحني لحظةً خاطفةً أضع فيها رأسي المنهك تماماً على وسادة صدرك الدافئ ثم له، للخالق أن يميتني بعدها، راضيةً مرضيّة!! هكذا أحدّث نفسي.. كلّ ليلة ألوذ فيها بين جوانح حزني القديم، قدم السنين التي قذفتني إلى رمادها المرعب.. أمي! لقاء نزوة زائفة، قضتها بكل رعونةٍ وطيش، مع رجل جلف المزاج، يُدعى والدي..! أوّاه، ما أقساك، يا هذا المنصهر بلجّة أعماقي! ترى.. ما الذي جنيته حين عشقت في عينيك ظمئي وقمّة رعبي؟! تقول الكتب: إن الإنسان يعشق في الآخر ما يكمل نقصه. ألست نصفك الآخر؟! يا لتعاستي! حين لا أرى فيك غير ضعفي وقلّة حيلتي!! وتقول الكتب أيضاً : إن الأنثى العربية، تعشق الفارس القويّ، الشجاع، الذي يشهر سيفه الباتر في وجه كلّ المخاوف والصعاب، ثمّ يشدها على ظهر جواده الأبيض ويطير بها فوق بحارٍ من الرمال البعيدة. آهٍ، ماذا عشقت فيك، إذن! أيها الهشّ، مثلي! أنت كائنٌ هشٌ، تماماً! ليتك تكون قوياً..!